الإسلام كدين للنظام
خلق الله -سبحانه وتعالى- الكون بروعة وإتقان، من خلال نظام دقيق لا يمكن لمخلوق أن يتقدم على آخر، كما أنه لا يمكن أن يتغير أو يتحوّل. في هذا السياق، يؤدي كل إنسان ما يطلب منه، مما يشكل عبرة للعباد ليتفكروا في عظمة خلق الله. بالإضافة إلى ذلك، فقد أمَر الله -عز وجل- بترتيب وتنظيم العبادات، بحيث تكون محدودة ومرتبطة بشروط واضحة لا يجوز تجاوزها. على سبيل المثال، يتم تحديد مواعيد الصلاة وعدد ركعاتها وكيفياتها، ويشترط أن يكون المسلم طاهرًا وعلى وضوء قبل أدائها. كما تُحدد الزكاة بأنواعها وأوقات تقديمها ومقاديرها، مما يُظهر أهمية النظام في مختلف العبادات. الهدف من ذلك هو تربية النفس البشرية على ترتيب الأمور وتنظيمها، مما ينعكس بشكل إيجابي على الحياة اليومية ويحقق الراحة والاطمئنان.
ما هو النظام؟
النظام هو اسم يُجمع على نظم وأنظمة وأناظيم، ويعبر عن مفهوم الاتساق والترتيب أو السلوك المنظم. أصل كلمة “نظام” يأتي من الفعل نَظَمَ، حيث يُستخدم في التعبير عن تنظيم الأمور بشكل مرتب. يُستعمل أيضًا للإشارة إلى الخيط الذي يُجمع فيه اللؤلؤ وينظمه. عندما نقول: “على نظامٍ واحدٍ”، فإن ذلك يعني اتباع منهج أو عادة واحدة. كما يشير النظام إلى الالتزام بالقوانين والحفاظ عليها.
أبعاد النظام في الإسلام
تم بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى الأمم ليُعلمهم مبادئ وقيم سامية، ومنها قيمة النظام. يظهر النظام جليًا في أوامر الشريعة الإسلامية وتوجيهاتها، حيث يُحتم على كل فرد الالتزام بدوره تجاه المجتمع. من الضرورة إدراك مكانة النظام وأهميته، فهو لا يمثل سلوكًا فحسب، بل هو أيضاً وعي ديني وفهم متكامل للكيفية التي يجب أن يتعامل بها الأفراد مع بعضهم البعض ومع مجتمعاتهم.