أول نزاع بحري في التاريخ الإسلامي

أول معركة بحرية في تاريخ الإسلام

عندما نتحدث عن أول معركة بحرية خاضها المسلمون، ينبغي تسليط الضوء على أبعادها وأهميتها، بالإضافة إلى الخطوات التي أدت إلى إنشاء أول أسطول بحري إسلامي في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. حيث اقترح معاوية بن أبي سفيان على الخليفة ضرورة إنشاء أسطول بحري للدفاع عن بلاد المسلمين من التهديد البيزنطي.

لكن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان متخوفًا من تلك الخطوة، نظرًا لما سمعه من عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حول صعوبة المعارك البحرية. وقد أكد عمر أن حياة أي مسلم أكبر وأكثر أهمية من جميع أراضيهم.

وفي زمن الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أعاد معاوية بن أبي سفيان تقديم اقتراحه بشأن إنشاء أسطول بحري. ورغم أن عثمان -رضي الله عنه- لم يوافق في البداية، إلا أن معاوية استمر في السعي للحصول على موافقته، والتي حصل عليها بعد جهد كبير.

لكن موافقة عثمان جاءت مع شروط واضحة؛ أبرزها ضرورة تنفيذ المشروع بجدية وأن يُعطى المسلمون خيار الانضمام إلى الغزو البحري. كما اشترط أن يُشارك معاوية بنفسه في الغزو مع عائلته، حتى يضمن سلامة المسلمين. بعد الحصول على الموافقة، بدأ معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- في بناء أول أسطول بحري عسكري إسلامي، ومن ثم تم تأسيس هذه القوة خلال بضع سنوات.

أسباب معركة ذات الصواري

عندما علم الإمبراطور البيزنطي بقوة المسلمين البحرية والبرية استعدادًا للهجوم على القسطنطينية، انتابه الرعب من الوجود البيزنطي، خاصة بعد أخبار الفتوحات في أفريقيا وتوغل المسلمين في بلاد النوبة. ولذا قرر التحضير لمواجهة عسكرية قد تقضي على القوة البحرية الإسلامية في مهدها.

عندئذ، أصدر عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الأوامر لمعاوية بتجهيز القوات البحرية والبرية، وجمع أكبر عدد ممكن من الجنود لمواجهة التهديد البيزنطي، وكان ذلك في السنة 34 هـ. انطلق معاوية على رأس القوات البرية من دمشق، بينما خرج أسطولان: الأول من طرابلس بقيادة بسر بن أبي أرطأة، والثاني من مصر بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، حيث التقيا في ساحل عكا ومن ثم اتجهوا شمالاً.

أحداث معركة ذات الصواري

عندما تلاقت القوات على السواحل البيزنطية، خيّر المسلمون البيزنطيين بين القتال على اليابسة أو في البحر، حيث اختار البيزنطيون القتال في البحر، معتقدين أن المسلمين أقل خبرة في المعارك البحرية، لذا قام المسلمون بربط السفن مع بعضها لتكون أرض المعركة على أسطحها.

وبدأت المعركة والتي اتسمت بالعنف الشديد، حيث ساهمت الأمواج في تحويل لون الساحل إلى الأحمر من كثرة الدماء. وبرز المسلمون في القتال ببسالة، إلى أن تحقق لهم النصر الكبير. وقد سميت المعركة “ذات الصواري” نظرًا لمشاركة عدد كبير من السفن من الطرفين.

نتائج معركة ذات الصواري

من النتائج المهمة التي حققها المسلمون في هذه المعركة يمكن تلخيصها فيما يلي:

  • تُعتبر هذه المعركة نقطة تحول فارقة في تاريخ العلاقات بين البيزنطيين والمسلمين، حيث أصبحت قوة المسلمين مهيمنة ومنافسة في البحر الأبيض المتوسط.
  • تحول التركيز البيزنطي من الهجوم إلى الدفاع عن أراضيهم بعد الفتوحات الإسلامية.
  • أكد هذا النصر على قوة الأسطول البحري الإسلامي وعدم الاستهانة به.
  • ساهم الأسطول البحري الإسلامي في維 جلب الاستقرار بين القوى المحيطة بالدولة الإسلامية.

ملخص المقال: تُعتبر معركة ذات الصواري الأولى التي خاضها المسلمون في البحر، وحدثت بين المسلمين والبيزنطيين في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-. وكانت النتيجة مغايرة لما توقعه الإمبراطور البيزنطي، فقد حقق المسلمون انتصارًا ساحقًا.

Scroll to Top