تمييز الدراما عن التراجيديا من منظور المفهوم
مفهوم الدراما
تعتبر الدراما تجسيدًا للواقع، حيث تعكس للجمهور تجاربهم الحياتية واهتماماتهم، وتعبر عن قيمهم الاجتماعية وبنيتهم الأخلاقية. تهدف الدراما إلى جذب انتباه الأفراد إلى فروق حياتية ذات مغزى، فضلاً عن توسيع مداركهم وتعميق فهمهم للعلاقات الاجتماعية بأسلوب يثير التعاطف ويخلق التشويق.
مفهوم التراجيديا
تُعرف التراجيديا كجزء أصيل من الدراما، كما أشار أرسطو. يكمن الفرق الرئيسي في وجود حدث مأساوي يتعرض له بطل القصة، أو وجود عيب مأساوي يلازم البطل ويقوده إلى سلسلة من الأحداث المؤسفة. تنتهي هذه الأحداث غالبًا بسقوطه بشكل مأساوي، وكلما كان السقوط أعمق وأكثر إيلامًا، كانت التراجيديا أشد تأثيرًا.
الاختلاف بين الدراما والتراجيديا من حيث الخصائص
خصائص الدراما
تتميز الدراما بعدة خصائص بارزة، من أبرزها:
- الشخصيات: تحتوي الأحداث الدرامية على شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية، وتتطلب التعبير عن هذه الشخصيات بوضوح، من خلال تحديد مكانتها ضمن الحبكة. على سبيل المثال، يمكن أن يُقال إن “ولسون” هو الشخصية الرئيسية الهادئة، بينما “هيلين” هي الشخصية الثانوية ذات الطباع الصعبة.
- الحبكة: تتألف الدراما من عرض وجدل وحل، مما يؤدي إلى حركة تصاعدية، قد تعقد أحيانًا لتصل إلى ذروة معينة، ثم تهبط مجددًا باتجاه النهاية.
- الرمزية: تعتمد الدراما على وجود رموز وإيماءات تهدف إلى نقل معانٍ عميقة للجمهور، من خلال استخدام أحداث أو شخصيات تعبر عن تلك المعاني، متجاوزةً بذلك التعابير اللفظية مستفيدة من العمق البصري.
خصائص التراجيديا
تمتلك التراجيديا خصائص تميزها، ومنها:
- شخصية البطل: غالبًا ما تكون شخصيات الأبطال في التراجيديا غير عادية، حيث يحملون عيوبًا تؤدي في النهاية إلى مأساة تجذبهم إلى الفشل. تبدأ القصة مع شخصيات قوية تستمتع بحياة مُرضية، لتتفاجأ بتقلبات الأحداث التي تعيد تشكيل حياتهم بطريقة غير مُرضية، مما يؤدي إلى خلق شعور بالحزن.
- التنفيس عن الجماهير: إحدى السمات البارزة في التراجيديا هي نهاياتها المأساوية، والتي تتضمن الموت أو الفوضى. ومع ذلك، على الرغم من هذه النهايات المؤلمة، فإن بطل القصة غالبًا ما يتحمل عواقب أفعاله ويدرك عيوبه، مما يحقق قدرًا من التطهير النفسي للجمهور الذي يجد راحة في رؤية بطلهم يقاوم العنق الزجاجية وبالتالي يتحمل مسؤوليته.
أمثلة تعبر عن الدراما والتراجيديا
مثال على الدراما
تشمل أمثلة الدراما العديد من الأعمال التلفزيونية، المسرحية، والأفلام المتنوعة التي تصور هذا النوع المعبر، حيث يمكننا مشاهدتها يوميًا على شاشات الهواتف المحمولة والتلفزيونات.
مثال على التراجيديا
من الأمثلة البارزة على التراجيديا، مسرحية “هاملت” لشكسبير، حيث تتمثل المأساة في العيب النفسي الذي يعاني منه البطل وهو تردده، والذي يؤدي به إلى الهزيمة في النهاية. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر قصة أوديب اليونانية مثالاً آخر، حيث يواجه أوديب مأساة مؤلمة تتمثل في حبه لأمه وقتل أبيه وعمليات الانتحار والعذاب التي مر بها.