انعكاسات الثورة البلشفية على القارتين الأفريقية والآسيوية
في ظل حكم القيصر نيكولاس، كانت روسيا تعاني من ظلم واستبداد غير مسبوق، حيث كان القيصر يسيطر على كافة جوانب الحياة، إذ كان قائد الجيش والذراع الوحيدة التي تتحكم في أراضي الفلاحين، بينما كانت أجورهم ضئيلة جدًا. وفي ظل هذه الظروف، انتفض الشعب الروسي ضد النظام الملكي، مما أدى إلى انقلاب جذري في الأوضاع، وتحقق أثر الثورة البلشفية على الساحة العالمية.
تعريف الثورة البلشفية
تعتبر الثورة البلشفية حدثًا تاريخيًا أسقط نظام حكم القيصر نيكولاس في عام 1917م، وأسفرت عن تأسيس الاتحاد السوفييتي، الذي أصبح لاحقًا واحدًا من أبرز الأقطاب السياسية والعسكرية على مستوى العالم. الكلمة “بلشفية” ذات أصول روسية وتعني “الأغلبية”، حيث أطلق الثوار الروس هذا الاسم على أنفسهم في بداية القرن العشرين، وكان فلاديمير لينين أحد أبرز قادة هذه الثورة.
الشخصية المحورية: فلاديمير لينين
وُلد فلاديمير إيليتش أوليانيوف عام 1870م، وهو معروف بلقب لينين، الذي هو اسم مستعار له. كان ناشطًا سياسيًا وثوريًا بارزًا، حيث تولى رئاسة الحكومة السوفييتية من عام 1917 وحتى عام 1924م، كما شغل منصب رئيس الاتحاد السوفييتي من عام 1922 وحتى 1924. ومنذ اللحظة الأولى للثورة، لعب دورًا قياديًا محوريًا فيها.
التداعيات العالمية للثورة البلشفية
لم تقتصر تأثيرات الثورة البلشفية على روسيا فحسب، بل أحدثت تأثيرات كبيرة في مختلف أنحاء العالم، خاصةً في دول آسيا وإفريقيا. ومن أبرز هذه النتائج:
- ظهور حركات المقاومة المسلحة بقيادة قيادات عربية من القارتين.
- تأسيس الأحزاب السياسية التي تعبر عن تطلعات الشعوب.
- دور الصحف والمجلات في نشر الوعي السياسي والدعوة للمقاومة المسلحة.
- زيادة الوعي لدى الشعوب بضرورة الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية.
- رفع الروح المعنوية للشعوب وإيمانها بقدرتها على التغيير.
- بروز شخصيات مثقفة في مجال الإصلاح مثل محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في مصر، والكواكبي في سوريا، والبشير الإبراهيمي في الجزائر.
الوضع في آسيا وإفريقيا خلال الثورة البلشفية
في تلك الفترة، كانت الأوضاع في آسيا وإفريقيا تشهد تدهورًا كبيرًا على الأصعدة المادية والفكرية، مما أوجد بيئة ملائمة لمناهضة الاستبداد، بدعم معنوي ومادي من الثورة البلشفية بعد نجاحها. وعانت الشعوب الآسيوية والإفريقية من الاستعمار وأسلوبه في التفرقة العرقية، مما أدى إلى ظهور طبقة مثقفة تنادي بالثورات ضد الظلم.
الحركات التحررية في آسيا وإفريقيا
استجابةً للثورة البلشفية، ظهرت العديد من الحركات التحررية في آسيا وإفريقيا، وتنوعت أساليب المقاومة وفقًا لاستراتيجيات قادة هذه الحركات. ويمكن تصنيف هذه الحركات إلى ثلاثة أنواع متكاملة:
- حركات تحرر سياسي، تنشئ أحزابًا وجمعيات ونوادي لنشر الفكر الثقافي ضد الاستعمار.
- حركات تحرر عسكرية، تشكل فرقًا مسلحة تُنفذ عمليات نوعية ضد القوى الاستعمارية.
- حركة المقاطعة الاقتصادية، من خلال تنظيم الإضرابات ومقاطعة المنتجات الاستعمارية وعدم دفع الضرائب، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الاستعماري.