مدينة القدس: تاريخها وأهميتها

نظرة عامة على مدينة بيت المقدس

تعتبر مدينة القدس، المعروفة أيضاً باسم القُدس الشريف أو بيت المقدس بعد الفتح الإسلامي، واحدة من أبرز المدن العربية في فلسطين. تُعتبر هذه المدينة عاصمة فلسطين الأزلية، وتحوز على أهمية دينية كبيرة لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء. فهي المدينة التي شهدت حدث الإسراء والمعراج، وتجتذب الأنظار بتواجد المسجد الأقصى، أحد أعظم المعالم الإسلامية. في حين يكمن الارتباط الحضاري والديني للنصارى بها في علاقتها بالقديس عيسى المسيح -عليه السلام-.

الجغرافيا والسكان في بيت المقدس

تقع مدينة بيت المقدس في الجزء الأوسط من فلسطين، على بُعد حوالي 35كم غرب البحر الميت، و60كم شرق البحر الأبيض المتوسط، وحوالي 88كم غرب مدينة عمان، و250كم شمال البحر الأحمر. تمتد المدينة على مساحة جغرافية تُقدَّر بحوالي 107كم²، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 732م. حسب الإحصائيات السكانية لعام 2019، بلغ عدد سكان القدس حوالي 919,407 نسمة.

فصول تاريخية من بيت المقدس

تشير الأدلة الأثرية إلى أن تاريخ مدينة بيت المقدس يعود لأكثر من 5000 عام، حيث سكنها العرب الكنعانيون في الألف الثالث قبل الميلاد وسموها (أورساليم) والتي تعني مدينة السلام. سيطر المصريون الفراعنة على المدينة في القرن السادس عشر قبل الميلاد واستمر حكمهم حتى عام 1000 قبل الميلاد، عندما تمكّن النبي داود -عليه السلام- من إخضاعها للحكم اليهودي، ولكن ذلك الحكم لم يدم أكثر من 73 سنة. في عام 586 قبل الميلاد، وقعت المدينة تحت حكم البابليين بقيادة الملك نبوخذ نصر الثاني الذي أنهى الوجود اليهودي فيها. استمر حكم البابليين حتى تمكن الرومان من السيطرة على المدينة. وفي عام 636 ميلادياً، فتح الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح القدس، واستمرت المدينة تحت الحكم الإسلامي حتى 1071 ميلادياً، حيث دخلتها قوات السلاجقة. احتل البريطانيون المدينة في عام 1917، وظلت تحت سيطرتهم حتى 1948، لتصبح بعد ذلك تحت السيطرة الصهيونية.

أهم المعالم في بيت المقدس

تحتوي مدينة بيت المقدس على مجموعة من المعالم التاريخية التي تعكس تاريخها الغني ومكانتها، ومن أبرز هذه المعالم:

  • سور القدس وأبوابه: يعود بناء سور القدس إلى العهد الكنعاني. وعلى مر العصور، تعرض هذا السور للعديد من الغزوات والحروب، ومع ذلك ما زال قائماً حتى اليوم. يضم السور مجموعة من الأبراج و11 باباً، منها 7 أبواب مفتوحة مثل: باب العامود، وباب الساهرة، وباب الأسباط، وباب المغاربة، وباب النبي داود، وباب الخليل، وباب الحديد، بالإضافة إلى 4 أبواب مغلقة، وهي: الباب الذهبي، والباب الوحيد، والباب الثلاثي، والباب المزدوج.
  • المساجد: تمتلئ مدينة القدس بالعديد من المساجد، أبرزها المسجد الأقصى، الذي يُعتبر ثاني مسجد بُني للناس بعد المسجد الحرام، كما تضم المدينة المساجد الأخرى مثل المسجد الرصاصي، والمسجد العمري الكبير، ومسجد عُمر بن الخطاب، وغيرها.
  • الكنائس والأديرة: من بين المعالم البارزة كنيسة القيامة التي يعود تاريخها إلى عام 335 ميلادياً، بالإضافة إلى دير أبينا إبراهيم، ودير مار يوحنا المعمدان، ودير العذراء، وغيرها من الأديرة والكنائس.
Scroll to Top