لقد شفيت بعض الحالات من التهاب النخاع الشوكي خلال أسبوعين فقط، في حين أن حالات أخرى استغرقت شهورًا عديدة للتعافي، حسب شدة الأعراض.
كما أن نوع العلاج المتبع يلعب دورًا مهمًا في عملية الشفاء، حيث تتعافى بعض الحالات بشكل كامل بينما يتعافى البعض الآخر جزئيًا. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل حول مدى خطورة المرض، طرق العلاج، والمدة الزمنية اللازمة للشفاء.
هل يعتبر مرض التهاب النخاع الشوكي خطيرًا؟
يمثل التهاب النخاع الشوكي حالة عصبية تتسبب في التهاب الحبل الشوكي على جانبيه، وقبل استعراض حالات الشفاء، دعونا نفهم أكثر هذه المسألة:
- الالتهاب الذي يحدث على جانبي الحبل الشوكي يؤثر بشكل سلبي على طبقة الميالين، ويتسبب في تلفها.
- تعتبر طبقة الميالين هي الغلاف الدهني الذي يحيط بالخلايا العصبية.
- تلف الميالين يؤدي إلى إعاقة مسارات الإشارات العصبية.
- وهذا قد يسبب أعراضًا جسدية مثل آلام العضلات والتنميل أو فقدان السيطرة على عملية التبول.
أسباب التهاب النخاع الشوكي
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى ظهور التهاب في النخاع وتؤدي إلى الأعراض الجسدية، ومن أبرز هذه الأسباب:
- وجود أمراض مناعية مثل الذئبة أو متلازمة شوغرن.
- الإصابة بعدوى، سواء كانت فطرية مثل الرشاشيات، أو فيروسية مثل فيروس غرب النيل.
- أو بكتيرية مثل الزهري، أو طفيليات مثل البلهارسيا.
- الإصابة بالتصلب المتعدد الذي يسبب تدمير طبقة الميالين.
- وفي هذه الحالة، يكون التهاب النخاع عبارة عن إنذار بمرض خطير.
- حدوث اضطرابات في الأوعية الدموية مثل انسداد الأوعية أو تشوهات العمود الفقري.
- التهاب العصب البصري الذي يؤدي أيضًا إلى تلف الميالين وبالتالي يسبب التهاب النخاع.
كيفية تشخيص التهاب النخاع الشوكي
يقوم الطبيب بتشخيص المرض من خلال مجموعة من اختبارات الأعصاب للتحقق من سلامة النشاط العصبي، سواء من الناحية الحسية أو الحركية. كما يُطلب إجراء فحوصات تصوير مختلفة، مثل:
- التصوير المقطعي (CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- الأشعة السينية.
- فحص التصوير للنخاع (Myelography) الذي يوفر آلية دقيقة لتشخيص الإصابات ويعطي صورة شاملة عن التوصيل الكهربائي في العضلات.
مدة علاج التهاب النخاع الشوكي
رغم أن هناك حالات شفيت من التهاب النخاع الشوكي، إلا أن مدة العلاج للتعافي التام تختلف من شخص لآخر بناءً على شدة الالتهاب:
- ثلث المرضى يتعافون تمامًا خلال مدة تتراوح بين 14 يومًا إلى 12 أسبوعًا.
- هذا يحدث بعد بدء العلاج فور ظهور الأعراض.
- ثلث آخر يتعافى لكن قد تستمر لديهم بعض الأعراض بعد العلاج ولا يعودون إلى التعافي الكامل.
- بينما الثلث الأخير قد لا يتحسن بشكل جيد.
- حيث تبقى عندهم إعاقات جسدية مثل الشلل أو فقدان السيطرة على عملية التبول، وتستمر نوبات الالتهاب بالظهور بين الحين والآخر.
علاج التهاب النخاع الشوكي بالأعشاب
استفادت بعض الحالات من علاج التهاب النخاع الشوكي من خلال استخدام الأعشاب التي تساهم في تقليل الالتهابات في الحبل الشوكي. ومن بين هذه الأعشاب:
- الكركم: حيث يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات تساعد في تخفيف الالتهابات بسرعة عند الاستمرار في تناوله.
- الزنجبيل: حيث يساهم في تقليل الالتهابات مما يساعد في تخفيف الأعراض المزعجة.
- الشاي الأخضر: يعزز من قدرة طبقة الميالين نظرًا لاحتوائه على مادة إيغال كاتشين، مما يساعد في معالجة الالتهاب بشكل فعّال.
- البابونج: يحتوي على مضادات أكسدة ومضادات التهاب طبيعية، يُفضل تناول شاي البابونج ثلاث مرات يوميًا للحصول على نتائج سريعة.
- العرقسوس: له فوائد في معالجة الالتهابات، ولكن يجب التحكم في الكميات المتناولة منه لتجنّب رفع ضغط الدم. لذا، يُنصح بتناول كوب واحد يوميًا.
- القراص: من الأعشاب الفعالة في معالجة الالتهابات ويستحسن تناول فنجان منه يوميًا.
- اليوكا: يمكن استخدامها كمرهم موضعي على الجزء الملتهب أو تناول جَذْرِها مطبوخًا أو نيئًا.
علاج التهاب النخاع الشوكي بالحجامة
بعض الحالات شُفيت من التهاب النخاع الشوكي من خلال الحجامة، وهي واحدة من العلاجات البديلة المشهورة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك التهاب النخاع الشوكي:
- تُستخدم كؤوس زجاجية لشفط الدم، مما يُعزز تدفق الدم إلى المنطقة المعالجة.
- تساهم في تخفيف الآلام الحادة في الأعصاب وتعزز استرخاء العضلات.
توجد نوعان من الحجامة، الأولى تعتمد على الشفط فقط، في حين أن الثانية تشمل شفط الدم مع مراعاة مستوى النزيف، ويتم تحديد النوع المناسب بواسطة خبير حسب حالة المريض.
الكورتيزون كعلاج لالتهابات النخاع الشوكي
هناك حالات شفيت من التهاب النخاع الشوكي الحاد بمساعدة جرعات كبيرة من الكورتيزون وفقًا لتوجيهات الطبيب، إذ يساعد الكورتيزون في تخفيف الأعراض الحادة مثل:
- فقدان السيطرة على المثانة، إذ قد يجد المريض صعوبة في إفراغ البول مما قد يعرضه لخطر العدوى في المجاري البولية.
- مشكلات صحية في الجهاز الهضمي وصعوبة في الإخراج.
- فقدان الحسية، مما قد يؤدي إلى عدم شعور المريض بالجروح أو الحروق، مما قد يعرض هذه المناطق للاصابة بالعدوى.
- مشكلات مختلفة في الدورة الدموية، مثل الصدمة النخاعية أو تجلط الدم.
- الإصابة بالتهابات رئوية.
- الرخاوة في العضلات أو حدوث التشنجات.
- حدوث اضطرابات في النشاط الجنسي والخصوبة.
حالات شفيت من التهاب النخاع الشوكي
شهدت العديد من الحالات شفاءً من التهاب النخاع الشوكي بفضل العلاج الموصى به من الأطباء المعالجين، والتي تتضح في الآتي:
- يوصي الأطباء المرضى بتناول أدوية مضادة للالتهابات.
- كما ينبهون لأهمية علاج الأطراف لمساعدة المرضى على العودة إلى حياتهم الطبيعية من خلال جلسات العلاج الطبيعي.
- إذا كان السبب عدوى فيروسية، فقد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات.
- قد يُنصح بالعلاج بالغلوبولين المناعي الوريدي في بعض الحالات، إذ يعتمد على استخدام عينة من الأجسام المضادة المتوفرة من المتعافين في السابق.
- كما يُنصح باستخدام أدوية مسكنة لتخفيف الأعراض المصاحبة للالتهاب، مثل الأسيتامينوفين.
- كذلك قد ينصح الأطباء باستخدام الستيرويدات المتاحة على شكل حبوب أو حقن وريدية لتخفيف الالتهاب الفيروسي.