دراسة حول صفات المنافقين
تتضمن النصوص القرآنية والحديثية الكثير من الإشارات إلى المنافقين وسماتهم، سواء من عاشوا في زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو من جاء بعدهم عبر العصور حتى يومنا هذا. في هذا المقال، نستعرض مجموعة من أبرز الصفات التي يتميز بها المنافقون.
قبل ذلك، يجدر بنا توضيح المعنى الشرعي للمنافق: فالمنافق هو الشخص الذي يظهر للناس خلاف ما يضمره في نفسه؛ فإذا كان ما يخبئه هو إنكار الدين وأصوله، فهذا يعتبر كافرًا بالكامل، وحكمه في الآخرة أنه من أهل النار. أما إذا كان ما يخفى هو مجرد ارتكاب المعاصي دون الكفر بالله ورسوله، فيعدّ من العصاة وليس كافرًا.
الصفات العامة للمنافقين
تتميز المنافقون بمجموعة من الصفات الأساسية، ومنها:
- كثرة الكذب في حديثهم.
- إخلاف الوعد، فلا يقطع وعدًا دون أن يتراجع عنه، ولا يلتزم بالعقود.
- خيانة الأمانة؛ فلا يمكن الاعتماد عليهم.
- الفجور في الخلافات، حيث يسعون لكشف أخطاء خصومهم وفضح أسرارهم.
- موالاتهم لأعداء الدين وبغضهم للصالحين والمصلحين المسلمين.
- تآمرهم وكيدهم للمسلمين مع محاولاتهم لخداعهم.
- الاستهزاء بآيات الله وحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- والسخرية منهما.
- يأمرون الناس بارتكاب المنكرات وينهوا عن فعل الخيرات.
- يظهرون كأشخاص صالحين يسعون للإصلاح بينما هم يفسدون المجتمع وينشرون الفاحشة.
- يكثرون من الأيمان الكاذبة بالله -عز وجل-.
- يرفضون أحكام الشرع وينفذون منها ما يتفق مع أهوائهم.
- يتكبرون عن قبول الحق ولا ينقادون له.
- ذكر الله نادر في حياتهم.
- يعتدون بأنفسهم ويصعب عليهم تقدير الصالحين.
- يترددون في فعل الخير ويتهربون من العبادات.
- قد يكون مظهرهم جذابًا وحديثهم لبقًا، لكنهم يستخدمون ذلك لنشر الفساد.
صفات المنافقين خلال الحروب
تتجلى في المنافقين صفات مميزة أثناء الحروب والجهاد، كما ظهرت في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبرزها:
- انسحابهم من المعارك، حيث لا يرجون نصرًا في الدنيا أو ثوابًا في الآخرة.
- شعورهم بالفرح بعد تخلفهم عن معارك المسلمين، كما حدث في غزوة تبوك.
- عدم المسارعة لفعل الخير، ويتخلفون عن أداء الصلوات، وفي الجهاد لا يقاتلون إلا نادرًا ويثبطون المؤمنين.
- يسعون لإثارة الفتنة بين صفوف المسلمين وينشرون الشائعات فيهم.
- إذا نالوا خيرًا، نسبوه إلى الله -سبحانه وتعالى-، وإذا واجهوا سوءًا، تشاءموا بالنبي واعتبروه إساءة للمسلمين.
- يخافون ويظهرون الجبن، حيث يفتقدون للشجاعة، ويؤيدون أعداء المسلمين وينحازون لهم في انتصاراتهم.