المدرسة السلوكية
تُعتبر المدرسة السلوكية واحدة من أبرز مدارس علم النفس، وقد أسسها العالم جون واطسون. تركز هذه المدرسة على تشكيل السلوك البشري مع تجاهل العوامل الوراثية والسمات الشخصية والخلفية الفردية. يتم تفسير سلوك الأفراد من خلال تحليل الخبرات والتجارب التي مروا بها في حياتهم.
تاريخ تأسيس المدرسة السلوكية
تأسست المدرسة السلوكية عام 1913، وبدأت في التطور خلال خمسينيات القرن الماضي لتصبح المدرسة الرائدة في علم النفس. كان الهدف من تأسيسها هو تقديم تفسير علمي واضح لسلوك البشر من خلال الملاحظة والقياس. في عام 1936، قام الباحث المعروف سكينر بتوضيح مفهوم التكيف الفعال، وفي عام 1943، قدم العالم كلارك هال مبادئ رئيسية حول السلوك. ثم عاد سكينر عام 1948 لتوضيح نظرية المجتمع الطوباوي، وفي عام 1958 بدأ استخدام التحليل والإشراط التجريبي. في العام التالي، قدم العالم تشومسكي مراجعة نقدية للسلوكية من خلال ورقة متعلقة بالسلوك اللفظي، لتظهر مجموعة من علماء النفس السلوكيين مثل باندورا.
تطبيقات المدرسة السلوكية
تعليم الأطفال
تعتمد المدرسة السلوكية على مبدأ التعزيز والمكافأة والعقاب في تعليم الأطفال. تُعتبر هذه النظريات من أكثر الأساليب شيوعًا في المدارس، حيث يستخدم المعلمون التعزيز لتشجيع الطلاب على الدراسة وتحفيزهم للحصول على درجات جيدة، أو لإظهار سلوكيات مرغوبة بينما يتم استخدام العقاب لتصحيح السلوكيات غير المرغوبة.
أنواع التعزيز والعقاب
- التعزيز الإيجابي: إضافة شيء محبب لزيادة السلوك المرغوب، مثلاً: “إذا التزمت بالهدوء أثناء الحصة، ستضاف لك 5 علامات”.
- التعزيز السلبي: سحب مثير غير محبب لتعزيز السلوك، مثل: “إذا التزمت بالهدوء، سيتم حذف الإنذار السابق”.
- العقاب الإيجابي: إضافة مثير مزعج عند القيام بسلوك غير مرغوب، مثلاً: “إذا أحرجت الآخرين، ستتولى تنظيف الساحة أثناء الاستراحة”.
- العقاب السلبي: إزالة شيء محبب عند القيام بسلوك غير مرغوب، مثل: “ستفقد حق المشاركة في الأنشطة الرياضية بسبب تصرفاتك غير المقبولة”. ويمكن للآباء استخدام هذه المبادئ في تربية أطفالهم في المنزل.
تشكيل العادات
يمتلك البالغون القدرة على استخدام مبادئ المدرسة السلوكية للتخلص من السلوكيات غير المرغوبة وتشكيل عادات إيجابية.
العلاج
تشتهر المدرسة السلوكية بتقنياتها وأساليبها في العلاج. يمكن تطبيق أسلوب تقليل الحساسية التدريجي للتخلص من المخاوف وأنماط السلوك غير المرغوبة، كما يُستخدم أسلوب النمذجة لتقديم نماذج إيجابية للأشخاص ليقتدوا بها. تتناول المدرسة السلوكية تحليل السلوك من خلال تحديد الظروف المحيطة بظهور السلوك وتحديد المحفزات المحيطة به، مما يساعد في تحديد الأسباب لوضع خطة لتعديل السلوك غير المرغوب.
انتقادات المدرسة السلوكية
- تعتمد المدرسة السلوكية على تجارب أجريت على الحيوانات، مما يؤدي إلى تبسيط الفهم للبشر.
- تركز المدرسة بشكل مطلق على البيئة الخارجية، متجاهلة الظروف الذاتية وقدرة الفرد على التكيف.
- تُغفل دور الوراثة ولا تعير اهتمامًا كافيًا للخصائص الشخصية والقيم الداخلية للأفراد.
- ترى السلوك البشري بوصفه استجابة لمثيرات خارجية دون اعتبار لقرارات الأفراد أو قدرتهم على التحكم في مصيرهم.
- تهدف المدرسة إلى علاج الاضطرابات النفسية دون البحث في الأسباب الأساسية للسلوك.
- لا تأخذ بعين الاعتبار ماضي الفرد، مما قد يؤدي إلى بقاء بعض المشكلات دون حل.
- تسلط الضوء فقط على السلوكيات الظاهرة دون التعمق في الدوافع الداخلية.
مميزات المدرسة السلوكية
على الرغم من نقاط ضعفها، تعتبر المدرسة السلوكية شاملة لعدة نظريات، حيث تجمع بين النظرية التقليدية ونظرية العلاقات الإنسانية. تحتل مكانة بارزة في وضع الخطط العلاجية واختيار الأساليب المناسبة، وتقييم النتائج. تُعد من المدارس التي تحتاج إلى وقت أقل لعلاج المشكلات مقارنة بالمدرسة التحليلية وغيرها.