علاج الجلد باستخدام الضوء

العلاج الضوئي

يُعتبر العلاج الضوئي (بالإنجليزية: Phototherapy or Light Therapy) أسلوبًا آمنًا يُستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض النفسية والجلدية. يركز مبدأ العلاج الضوئي، عند استخدامه في معالجة الاضطرابات النفسية، على جهاز يعرف بـ “صندوق العلاج الضوئي”، والذي يُوضع قرب المريض أثناء الجلسة العلاجيّة ليفتقر منه ضوء مشابه للضوء الطبيعي. في حالة الأمراض الجلدية، يتم استخدام أجهزة تكون قادرة على إنتاج الأشعة فوق البنفسجية بجرعات أكبر من تلك المنبعثة من الشمس.

التحضير للعلاج الضوئي

قبل الشروع في العلاج الضوئي، يتوجب على المريض إبلاغ الطبيب المختص عن جميع الأمراض الصحية التي يعاني منها، خاصة تلك المتعلقة بالعين. كما يجب إطلاع الطبيب على الأدوية التي يتناولها المريض، حيث يمكن أن تسبب بعض الأدوية حروقًا للجلد عند تعرضه للضوء. يُنصح أيضًا قبل البدء بعملية العلاج الضوئي بما يلي:

  • عدم استخدام أي مراهم أو مستحضرات تجميل، خصوصًا العطرية أو التي تحتوي على مادة قطران الفحم (بالإنجليزية: Cool Tar).
  • تطبيق واقي الشمس على الوجه واليدين قبل الجلسة.
  • تغطية الأعضاء التناسلية للذكور أثناء جلسة العلاج.
  • تجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان، وفي حال الاضطرار لذلك، ينبغي تغطية الجلد.
  • تقليل تناول الأطعمة التي تزيد حساسية البشرة للأشعة فوق البنفسجية، مثل الأطعمة المحتوية على مادة السورالين (بالإنجليزية: Psoralen) كالجزرة، الكرفس، التين، الحمضيات، والبقدونس.

الأمراض التي تُعالج بالعلاج الضوئي

الأمراض النفسية

يُستخدم العلاج الضوئي في علاج بعض الاضطرابات النفسية. نظرًا لأمانه وقلة آثاره الجانبية، يُنصح به من قبل المختصين، وخاصة في مراحل الحمل والرضاعة، وفي حالات الاكتئاب التي يفضل المريض فيها عدم تناول الأدوية. من المشكلات الصحية التي يمكن علاجها عبر العلاج الضوئي تشمل:

  • الاكتئاب غير المرتبط بفصل معين من العام.
  • الاضطراب العاطفي الموسمي (بالإنجليزية: Seasonal Affective Disorder – SAD).
  • اضطراب الرحلات الطويلة والمعروف بتغيير التوقيت (بالإنجليزية: Jet Lag).
  • اضطرابات النوم (بالإنجليزية: Sleep Disorders).
  • الخَرَف (بالإنجليزية: Dementia).
  • التكيف مع العمل الليلي.

الأمراض الجلدية

تُساعد الأشعة فوق البنفسجية على علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية، حيث تساهم في إبطاء تضاعف خلايا الجلد عن طريق تثبيط تشكيل الحمض النووي فيها. كما تساعد في علاج الإكزيما (بالإنجليزية: Eczema) من خلال تغيير وظيفة الخلايا المناعية في الجلد. يُمكن للأشعة فوق البنفسجية أيضًا تحسين حالات التحسّس عبر زيادة سمك الجلد، مما يقلل من كمية الأشعة التي تخترق البشرة. من الأمراض الجلدية الأخرى التي يُعالجها العلاج الضوئي:

  • الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis).
  • البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo).
  • الحكة العامة.
  • بعض أنواع سرطانات الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma).
  • النخالية (بالإنجليزية: Pityriasis) الذي يُعتبر نوعًا من الطفح الجلدي المؤقت.
  • التهاب الجلد (بالإنجليزية: Dermatitis)، وخاصة التهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزية: Atopic Dermatitis).

الأعراض الجانبية للعلاج الضوئي

قد يُعاني بعض المرضى من أعراض جانبية بسيطة ومؤقتة نتيجة العلاج الضوئي، ومنها:

  • احمرار الجلد في مواضع العلاج.
  • ظهور طفح جلدي.
  • الحكة.
  • جفاف الجلد.
  • القروح الباردة (بالإنجليزية: Cold Sores).
  • البثور (بالإنجليزية: Blisters).
  • الشعور بالصداع.
  • تهيج (بالإنجليزية: Irritation).
  • الغثيان (بالإنجليزية: Nausea).
  • فرط النشاط أو الابتهاج المرتبط بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder).

نصائح للتقليل من الأعراض الجانبية للعلاج الضوئي

رغم أن هذه الأعراض عادةً ما تبدأ بالاختفاء بعد عدة أيام من بدء العلاج، إلا أنه يمكن اتباع بعض الإرشادات لتقليل حدتها وتفاديها عند الإمكان، على النحو التالي:

  • إبعاد صندوق العلاج الضوئي قليلاً عن المريض.
  • أخذ فترات راحة خلال الجلسات الطويلة.
  • تغيير وقت العلاج الضوئي من يوم لآخر.
  • التحدث مع الطبيب حول إمكانية تقليل مدة الجلسات إذا حدثت أعراض جانبية.
  • إبلاغ الطبيب بالأدوية والأعشاب التي يتناولها المريض، خاصة تلك التي تزيد من حساسية الجلد للضوء، مثل بعض أنواع المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics)، ومضادات الالتهابات (بالإنجليزية: Anti-inflammatories)، ونبات العرن المثقوب (بالإنجليزية: St. John’s Wort).
  • مناقشة الحالات المرضية التي قد تجعل الجلد حساسًا للضوء مثل مرض الذئبة الحمراء الجهازية (بالإنجليزية: Systemic Lupus Erythematosus)، وكذلك الحالات التي تجعل العين حساسة للضوء.
  • مناقشة احتمالية حدوث الهوس (بالإنجليزية: Mania) في حال كان المريض يعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

المضاعفات المحتملة للعلاج الضوئي

يمكن أن يتسبب العلاج الضوئي ببعض المضاعفات، مشابهًا للعلاجات الأخرى، وقد تحدث هذه المضاعفات أثناء العلاج أو بعده. تشمل هذه المخاطر زيادة احتمال الإصابة بسرطان الجلد، وشيخوخة الجلد المبكرة، وتلف العين، خاصة إذا كان المريض يعاني من السّاد (بالإنجليزية: Cataracts). لتفادي هذه المضاعفات، ينبغي على الطبيب استخدام أقل كمية ممكنة من الأشعة، وتوثيق كمية التعرض للأشعة بشكل مستمر لتفادي تجاوز النقاط الآمنة. ولتقليل التأثير على العين، يجب ارتداء نظارات الحماية أثناء جلسات العلاج، ويجب إبلاغ الطبيب فور الشعور بأي مشاكل في العين.

Scroll to Top