استكشاف تأثير الألوان على الصحة النفسية والبدنية

ما هو العلاج بالألوان؟

تستند الفلسفة وراء العلاج بالألوان إلى الفكرة التي تفيد بأن لكل لون ضمن الطيف ترددًا اهتزازيًا فريدًا. يعتقد الباحثون أن خلايا الجسم تنبعث منها ترددات إيجابية عندما يكون الشخص في حالة صحية جيدة، بينما يتعرض هذا التردد للاختلال في حالات المرض. كما تشير نظريات أخرى إلى أن أجزاء الجسم المختلفة، فضلاً عن الحالات المرضية والعواطف، تستجيب بصورة مختلفة للألوان. ويُعتقد أن الجسم، عند فقدانه للتوازن، يسعى تلقائيًا لاكتشاف الألوان التي يحتاجها.

تُعتبر الألوان الأساسية المؤثرة على الإنسان هي تلك المستمدة من قوس قزح، ومنها الأحمر، الأرجواني، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، التركواز، الأزرق، النيلي، والبنفسجي. يُعتقد أن الألوان الأربعة الأولى تنشط الطاقة، بينما تتمتع الألوان الأربعة الأخيرة بخصائص مهدئة. على سبيل المثال، يساهم اللون البنفسجي في تخفيف الاضطرابات الهرمونية، بينما يعزز البرتقالي من صحة الجهاز الهضمي، ويعتبر الأخضر مفيدًا للقلب والرئتين، في حين أن الأزرق يساهم في علاج مشكلات التنفس. يستخدم المتخصصون مجموعة من الأساليب العلاجية، منها تغطية الجسم بأوشحة ملونة، أو تسليط أضواء ملونة على مناطق معينة، أو استخدام الزيوت ذات الألوان المحددة، أو إضفاء ألوان مختلفة على الملابس.

رغم أن الأدلة العلمية لدعم هذه النظريات لا تزال محدودة، إلا أن بعض الدراسات قد أظهرت نتائج مهمة. على سبيل المثال، شهدت دراسة أجريت في عام 1982 في كلية التمريض بسان دييجو، تحسنًا ملحوظًا في شدة الألم لدى 60 امرأة في متوسط العمر مصابات بالتهاب المفاصل الروماتيزمي بعدما تعرضن للون الأزرق لمدة 15 دقيقة.

وفي دراسة أخرى عام 1990، تم توجيه أضواء حمراء إلى عيون مرضى يعانون من الصداع النصفي عند بدء النوبة، ووجد أن 93% منهم شهدوا تحسنًا جزئيًا. عزت الأبحاث ذلك إلى قدرة اللون الأحمر على رفع ضغط الدم الشرياني وتوسيع الأوعية الدموية.

كما أشار الخبراء إلى تزايد رغبة الآباء في استخدام الصناديق الضوئية الملونة، المعروفة باسم “لوماترون”، لعلاج أطفالهم الذين يعانون من مشكلات مختلفة، بدءًا من التوحد إلى عسر القراءة. وقد حقق هذا العلاج نتائج إيجابية ملحوظة.

تقنيّة العلاج هذه، التي طورها علماء أعصاب أمريكيون، تستخدم حزمًا ضيقة من الضوء الملون لتنشيط الخلايا المستقبلة للضوء، مثل العصويات والمخروطيات الموجودة في مؤخرة العين، خلال جلسات مدتها 20 دقيقة. تهدف هذه الجلسات إلى إعادة توازن الجهاز العصبي الذاتي. يرى الممارسون أن هذه التقنية، حتى لو لم تعالج الأمراض، تعزز من الصحة النفسية بشكل عام. مثلاً، تساعد في تخفيف حالات التوحد النفسي والعدوانية لدى الأطفال، وتوفر دعمًا نفسيًا وراحة لمرضى السرطان، مما يحسن من جودة حياتهم.

لقد لاحظ الباحثون أن الألوان المحيطة بالشخص تؤثر بشكل مباشر على حالته النفسية، وقد تُساهم في علاج بعض الأمراض المعروفة بالأمراض البنفسجية. استطاع علماء النفس تحديد العلاقة بين اللون المفضل للشخص وسماته وميوله وحالته النفسية. مثلاً، تستخدم العيادات النفسية اللون البنفسجي الفاتح لخلق بيئة من الانفصال عن الواقع، مما يساعد المرضى على مقاومة الانفعالات العصبية المفرطة.

أظهرت الدراسات أن اللون الأحمر يرمز للطاقة والحيوية، والأشخاص الذين يفضلونه يظهرون نشاطًا وديناميكية وشجاعة. في حين يتميز محبو الأزرق بشخصيات جدية وحساسة، مما يجعله رمزًا للمعاني العميقة. أما المصابون بحب اللون الأصفر، فهم غالبًا ما يكونون متفائلين وسعداء، بينما يتمتع لمحبي البرتقالي بشخصيات اجتماعية ومبتهجة. ويُعبر البني عن الشخصية القوية والإرادة الحديدية، في حين يمثل الأخضر الأشخاص المتسامحين والمبدعين. أما الأسود فيرمز للأشخاص الغامضين، بينما يرمز الأبيض للعقلانية والتوازن الفكري.

فيديو عن العلاج النفسي بالرسم

للاستزادة من المعلومات حول تأثير الرسم في العلاج النفسي، يرجى مشاهدة الفيديو.

Scroll to Top