حكم الجماع في نهار رمضان
يعتبر شهر رمضان من الأشهر المباركة التي تهتم بها قلوب المسلمين، حيث يمثل فرصة عظيمة للعبادة والصوم ويأتي مرة واحدة في العام. يترقب المسلمون هذا الشهر بشغف، ساعين إلى تقوية علاقتهم مع الله وطلب المغفرة.
على الرغم من قدسية الشهر، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين يغفلون عن عظمته، وينخرطون في أفعال غير مشروعة.
إحدى هذه الأفعال هي الرغبة في الجماع مع الزوجة خلال ساعات النهار، لذا سنخصص هذا المقال للحديث عن حكم الجماع في نهار رمضان.
حكم الجماع في نهار رمضان
يتساءل الكثيرون عن حكم الجماع في نهار رمضان، حيث لا يعرف العديد منهم آثار هذا الفعل والعقوبات المترتبة عليه.
فهل يعد الجماع في النهار أمرًا مقبولًا، أم أنه يتطلب كفارة؟
الإجماع بين الفقهاء والعلماء هو أنه لا يُسمح بالجماع خلال ساعات النهار في رمضان.
من يرتكب هذا الذنب العظيم يجب أن يتوب إلى الله ويطلب العفو والمغفرة.
ينبغي على الزوجين الندم على ما قاموا به وأن يتعهدوا بعدم تكراره، وأن يكفرا عن ذنبهم وفقًا لما أوصت به الشريعة.
فقد جاء في الحديث أن رجلًا أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “هلكت يا رسول الله”، فسأله النبي عن سبب هلاكه. فأجاب: “وقعت على زوجتي في نهار رمضان”، فأمره النبي أن يكفر عن ذلك بإعتاق رقبة مؤمنة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام 60 مسكينًا.
وعندما لم يكن الرجل قادرًا على ذلك، قدم له النبي تمرًا، وقال له: “خذ هذا وتصدق به على المساكين”.
وبهذا يتضح أن الجماع في النهار محرم، وإذا حدث يتوجب على الشخص معالجته بالكفارة المفروضة.
ما يجوز للرجل من زوجته في نهار رمضان
يتساءل الكثير من الأزواج عما يجوز لهم من تصرفات مع زوجاتهم خلال صيام رمضان دون أن يُبطل صومهم.
وهذا ما سنستعرضه تفصيليًا، حيث أحلت الشريعة الإسلامية للزوج الاستمتاع بزوجته في نهار رمضان، بشرط عدم الجماع وعدم إنزال أي شيء.
يتضح ذلك من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث تقول: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم”.
وتعني المباشرة هنا اللمس المعتدل، وليس الجماع. فقد وُجه سؤال إلى الإمام ابن عثيمين حول ما يجوز للصائم من زوجته الصائمة، فأجاب أنه يُحظر على الصائم وقت الصيام القيام بأي فعل قد يؤدي إلى الإنزال.
لكل فرد قدرته متفاوتة في السيطرة على نفسه؛ فمنهم من يستطيع التحكم ومنهم من قد يعجز عن ذلك. لذلك، ينصح بالشخص سريع الإنزال بتوخي الحذر عند مداعبة زوجته.
حكم المفاخذة في نهار رمضان
تُعرف المفاخذة لغويًا بأنها جلوس الرجل فوق فخذ المرأة كما يُشبه المجامع، ومصطلحًا لا يخرج عن هذا المعنى.
تعددت الآراء حول حكم المفاخذة في نهار رمضان، ويمكن تلخيصها كما يلي:
- وفقاً للمالكية: يستوجب على من قام بالمفاخذة مع زوجته في نهار رمضان الكفارة في حال خرج منه المني، وسيتوجب إفطاره.
- يذهب الفقهاء إلى أن المفاخذة تبطل الصوم إذا نزل المني، وفي هذه الحالة يجب القضاء والكفارة. أما إذا لم ينزل، فإن صومه لا يبطل.
- رأي الجمهور من الفقهاء: أن المفاخذة لا تُلزم الكفارة إذا كانت دون الفرج، سواء كانت مفاخذة أو مداعبات أخرى شرط عدم الإنزال.
حكم ملامسة المرأة فرجها في نهار رمضان
الكثير من السيدات يتساءلن عن تأثير ملامسة فرجهن أثناء الصيام، وقد يشعرن باضطراب حول ما إذا كان ذلك يبطل الصيام أم لا. إليكم الإجابة:
إذا لمست المرأة فرجها وهي صائمة، فإن هذا لا يُبطل صومها. ومع ذلك، إذا مارست العادة السرية وأنزلت، فإن صومها يُبطل وعليها القضاء والكفارة.
أما إذا لم يكن هناك إنزال، فلا يبطل صيامها، ولكن يُفضل تجنب القيام بهذا الفعل حتى لا تقع في الإثم.
هل إدخال الرجل إصبعه في فرج زوجته يبطل الصيام؟
إذا قام الرجل بمداعبة زوجته في نهار رمضان وأدخل أصبعه في فرجها دون إنزال أي شيء، فإن صيام الرجل يبقى صحيحًا، بينما يُبطل صيام المرأة حيث أن دخول أي شيء إلى فرجها يمنعها من الصيام.
هل خروج المذي يفطر الصيام؟
تدور تساؤلات حول حكم المداعبة في نهار رمضان وأي سوائل قد تؤدي للبطلان. المني هو الوحيد الذي يُبطل الصيام، بينما لا يُعتبر المذي من ضمن ما يُفطر.
إذا عانت المرأة من شك حول ما إذا كان ما خرج منها هو مذي أم مني، فالقول الأكثر شيوعًا يكون أنه مذي لأنه في العادة لا يخرج إلا بعد المداعبة الشديدة أو الجماع.
ننصح بقراءة:
هل يجوز مداعبة ثدي الزوجة وتقبيله في رمضان؟
تتعلق الإجابة على هذا السؤال بمسألة القبلات في نهار رمضان، وهناك آراء متعددة حول هذا:
- رأي الحنابلة والحنفية والشافعية: فيجوز التقبيل في نهار رمضان بشرط أن يكون بدافع المحبة والرحمة وليس بدافع الشهوة، إذ استندوا لما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كان النبي يقبل بعض نسائه وهو صائم”. وفي حال وجود نية للشهوة فإنهم ينصحون بتجنب القبلات.
- رأي المالكية: يرون أن التقبيل في نهار رمضان مكروه حتى مع التأكد من عدم الإنزال، وعندما يجهل الشخص قدرته على ذلك فيتحول الحكم من الكراهة إلى التحريم.