تاريخ المغرب ما قبل التاريخ
استقر البشر في المغرب منذ العصر الحجري القديم، أي منذ حوالي 500-700 ألف سنة. وكانت الحضارة الوهرانية الأكثر انتشارًا خلال الفترة من 11000 إلى 9000 ق.م، تلتها الحضارة القبصية التي ظهرت بين 9000 و6000 ق.م، والتي تعود أصولها إلى القارة الآسيوية.
مع بداية العصر الحجري الحديث، بدأ الإنسان في الاستقرار والزراعة وتربية المواشي، مما أفضى إلى نشوء جماعة الأمازيغ التي تنحدر من قبائل شمال أفريقيا، بما في ذلك المغرب، خلال هذه الفترة.
وجدت جزيرة سيدي عبد الرحمن في المغرب العديد من الأدلة على وجود البشر منذ 200,000 عام. ومن أبرز الاكتشافات الأثرية التي تدل على وجود الإنسان البدائي في المغرب:
- اكتشاف هيكل عظمي لطفل يتراوح عمره بين 7 و8 سنوات، يعود تاريخه إلى 108,000 سنة، في مدينة تمارة المغربية عام 2010.
- عثور على سكين بطول 13 سم تقريبًا في كهف دار السلطان على ساحل المحيط الأطلسي، تعود إلى أكثر من 90,000 سنة.
- اكتشاف أصداف مزخرفة ومثقبّة مصنوعة من الخرز، يعود تاريخها إلى 82,000 سنة، في شرق المغرب عام 2007.
الحضارة الموستيرية
تعتبر الحضارة الموستيرية المرحلة الأخيرة من العصر الحجري القديم الأدنى، وقد استمرت من حوالي 100,000 ق.م إلى 40,000 ق.م. وتمت تسميتها نسبةً إلى ملجأ صخري في فرنسا يعرف باسم (Le Moustier). يُعتقد أن النظام الاجتماعي خلال هذه الفترة كان بدائيًا ودينيًا.
عاش الموستيريون في الكهوف أو الملاجئ، واستخدموا الأدوات الحجرية السائدة في تلك الحقبة. ومن بين الابتكارات التقنية الرئيسية في ذلك الوقت اكتشاف كيفية إشعال النيران، واستخدام العظام والقرون لصنع الأدوات.
اعتمد الموستيريون على صيد الماموث والدببة ووحيد القرن وغيرها من الحيوانات كمصدر رئيسي للغذاء. وتوجد الآن مواقع الثقافة الموستيرية في أوكرانيا، وخاصة في موقع مولودوف الأثري.
الحضارة العاترية
تجذرت الحضارة العاترية في العصر الحجري الأوسط بشمال أفريقيا، وتميزت بإنتاج الأدوات الحجرية خلال الفترة من 40,000 إلى 25,000 ق.م، وكان العاتريون من أوائل من استخدم القوس والسهم.
كما تم إنتاج رؤوس الحربة ثنائية الوجه، التي تعادل في دقتها تلك المستخدمة في الحضارة الموستيرية.
الحضارة الإيبيروموريسية
يعتبر الأيبيروموريسيون على الأرجح من نسل سكان ابيجرافيتي الإيطاليين الذين استقروا في تونس منذ 24000 عام، وانتشروا بعدها نحو الغرب (المغرب) والشرق (السودان المصري) ليحلوا مكان السكان الأصليين الأتريين الذين عاشوا منذ حوالي 50,000 عام. وقد وصلوا إلى السواحل الشمالية للبحر الأبيض المتوسط واستبدلوا بشكل تدريجي السكان البدائيين الأصليين في تلك المناطق.
العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي
شهد العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي تحولات ثقافية كبيرة بسبب الهجرات من أجزاء من أوروبا، بدءًا بالمزارعين الأوائل من الشرق الأدنى، يليهم رعاة العصر البرونزي من سهول بونتيك. عاشت هذه السلالات في الصيد، ووجدت رفات إمراة من العصر الحجري الحديث ترجع إلى 3343-3020 ق.م، إضافة إلى ثلاثة أفراد من العصر البرونزي في جزيرة راثلين يرجعون إلى 2026-1534 ق.م.
العصر الكلاسيكي
امتد العصر الكلاسيكي خلال القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، وشهدت هذه الفترة إنجازات بارزة في الأدب اليوناني، العمارة، والنحت، مما أتاح دراسة تفصيلية لتصميم الأزياء والمنحوتات.
الأمازيغ
يعتبر الأمازيغ من أوائل القبائل التي استوطنت المغرب، حيث يُعتقد أن أصولهم تعود إلى مصر. وتعرض شعبهم لحروب عبر العصور، وبحلول عام 2500 ق.م انضمّ صيادون من البحر الأبيض المتوسط ومربّو خيول صحراويون إلى الأمازيغ.
ينقسم الأمازيغ في المغرب إلى أربع مجموعات رئيسية:
- المصمودة
تشمل مزارعي السهول الساحلية والرعويين في جبال الأطلس.
- الصنهاجة
وهم البدو الذين يتنقلون بالجمال.
- الزناتة
وتشمل خيّالة الهضاب المرتفعة.
- الأمازيغ المستعربون.
القرطاجيون
يعتبر القرطاجيون من أوائل المستكشفين للأراضي الأفريقية الغربية ولا سيما المغرب، حيث أسسوا مركزًا تجاريًا في مدينة ليكسوس على الساحل الغربي لإفريقيا في عام 1000 ق.م، وأقاموا في عدة مناطق، بما في ذلك طنجة والصويرة، حيث قاموا بتأسيس مدينة الرباط. لكن معالم مدينة قرطاج التي أسسها الفينيقيون