الفرق بين المملكة المتحدة وإنجلترا

المملكة المتحدة

تُعرف المملكة المتحدة اختصارًا بالمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية (بالإنجليزية: United Kingdom of Great Britain and Northern Ireland). تقع هذه الدولة الأوروبية في الجزء الغربي من قارة أوروبا، حيث تطل على شمال المحيط الأطلسي وبحر الشمال. يتضمن الاتحاد منطقة شمال جزيرة إيرلندا وجزيرة بريطانيا العظمى، التي تشمل إنجلترا وإسكتلندا وويلز. تُعتبر مدينة لندن العاصمة الرسمية للمملكة المتحدة، وتبلغ مساحتها 243,610 كيلومتر مربع، بينما بلغ عدد سكانها حوالي 64,430,428 نسمة في عام 2016، مما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة والعشرين عالميًا من حيث عدد السكان.

تُعتبر المملكة المتحدة قوة سياسية واقتصادية بارزة، وقد لعبت دورًا تاريخيًا كبيرًا خلال العصر الحديث. ففي القرن التاسع عشر، كان لها سيطرة على نحو ربع مساحة الكرة الأرضية، مما أدى إلى تسميتها بـ”المملكة التي لا تغيب عنها الشمس”. اليوم، تلعب المملكة المتحدة دورًا محوريًا على الساحة السياسية العالمية، كونها واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي (الناتو). النظام الحاكم في المملكة هو نظام ملكي دستوري برلماني، وهي تترأس أيضًا دول الكومنولث، الذي يضم جميع الدول التي كانت تخضع لسيطرة المملكة سابقًا.

بريطانيا

بريطانيا العظمى (بالإنجليزية: Great Britain) تشكل جزءًا من المملكة المتحدة وتعتبر أكبر أجزائها. على الرغم من كونها تسمية غير رسمية، إلا أنها تشير إلى الجزيرة التي تضم إنجلترا وإسكتلندا وويلز. تُعتبر جزيرة بريطانيا الأكبر بين الجزر البريطانية، حيث تغطي نحو 73% من إجمالي المساحة. تبلغ مساحة بريطانيا 229,848 كيلومتر مربع، وتستضيف 90% من سكان المملكة المتحدة، أي حوالي 60.8 مليون نسمة. يعود اسم “بريطانيا” إلى العصور الوسطى للاختلاف بينها وبين بريطانيا الصغرى، الواقعة حاليًا في فرنسا.

إنجلترا

تُعد إنجلترا (بالإنجليزية: England) إحدى دول جزيرة بريطانيا العظمى والمملكة المتحدة. تقع إنجلترا في الجزء الجنوبي من جزيرة بريطانيا، وهي أكبر دولة ضمنها. تمثل إنجلترا نحو 57% من المساحة الكلية للجزيرة، حيث تمتد على 130,279 كيلومتر مربع، وتستضيف 86% من إجمالي سكان الجزيرة، أي حوالي 53 مليون نسمة.

تُعتبر مدينة لندن عاصمة إنجلترا وأيضًا العاصمة العامة للمملكة المتحدة، لكنها لا تتمتع بحكومة مستقلة، بل تخضع سياسيًا للمملكة المتحدة. يعود اسم إنجلترا إلى العصور الوسطى، حيث كان يُعرف بـ”Engla Land” باللغة الإنجليزية القديمة، والتي تعني “أرض الأنجل”، وهم قبيلة جرمانية قديمة كانت تعيش في إنجلترا آنذاك.

تاريخ بريطانيا وإنجلترا

تاريخ بريطانيا العظمى وإنجلترا يمتد لأكثر من مليون سنة، إلا أنه لم يكن لها تأثير بارز في الحضارة خلال تلك الفترة، وكانت تعيش في ظل التراجع. برزت بريطانيا بشكل ملحوظ في القرن الخامس الميلادي، عندما بدأ الساكسون في السكن بها. ساهم الموقع الجغرافي لبريطانيا كجزيرة في عزلتها، حيث كان من الصعب الوصول إليها من المهاجرين في التاريخ القديم. يُعتقد أن أول استيطان بشري في بريطانيا كان في الألفية الثامنة قبل الميلاد، حيث سكنها مجموعة من الصيادين.

في عام 4000 قبل الميلاد، شهدت بريطانيا ظهور الزراعة بفضل المهاجرين المتخصصين في هذه الفنون، الذين احترفوا بعض التقاليد الدينية المنعكسة في دفن الموتى. ثم تلت تلك الفترة قبائل بيل بيكر التي قدمت من نهر الراين حوالي عام 2300 قبل الميلاد. ومن بين الأعوام 400-700 قبل الميلاد، تفاعلت بريطانيا بشكل مستمر مع القبائل والمستوطنين القادمين من قارة أوروبا، حتى عام 200 ميلادي عندما سادت قبائل السلت المنطقة بالكامل.

الاحتلال الروماني

قام الإمبراطور يوليوس قيصر بغزو منطقة البيلجي بين عامي 58 و50 قبل الميلاد، كما خضعت بريطانيا للاحتلال الروماني عام 55 قبل الميلاد، وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. شهدت المنطقة تطورًا كبيرًا تحت الحكم الروماني بفضل إنشاء المدن وزيادة عدد السكان، مما أدى إلى تطور نمط الحياة بشكل ملحوظ. كما برزت التجارة والصناعة خلال تلك الفترة، حيث اعتمد الاقتصاد بشكل كبير على الزراعة والمعادن مثل الذهب والفضة والحديد. إلا أن الاضطرابات السياسية شهدها القرن الثالث الميلادي نتيجة إصلاحات الإمبراطور ديوكلتيانوس، حتى انتهى الحكم الروماني في عام 410 ميلادي.

قبائل الأنجلو ساكسون

تعتبر قبائل الأنجلو ساكسون من أبرز القبائل التي استقرت في بريطانيا بدءًا من عام 425 ميلادي. وقد كانت هناك صراعات على السلطة خلال تلك الفترة، حيث استعان الطاغية فورتيجرن بقبائل الساكسون لحماية السواحل الشرقية، إلا أنهم تمردوا وسيطروا لاحقًا على البلاد. استقرت هذه القبائل الجرمانية في بريطانيا في القرنين الخامس والسادس الميلادي، حيث شهدت فترة من الاستقرار تحت حكم الأنجلو ساكسون. وعلى الرغم من دخول المسيحية إلى البلاد لأول مرة عام 245 ميلادي، إلا أن الأنجلو ساكسون اعتنقوا المسيحية بشكل رسمي في عام 653 ميلادي.

العصور الوسطى وفترات الإصلاح

يمتاز عصر القرون الوسطى في بريطانيا بظهور الأسر الحاكمة من النبلاء، والتي تنازعت فيما بينها على الحكم. كان الحكم يتنقل بين خمس أسر حاكمة، كل منها حكمت لفترة معينة. الأسر هي:

  • أسرة بلانتاجينت: حكمت من 1154م إلى 1485م، وتكون عدد ملوكها 14.
  • أسرة لانكستر: امتد حكمها من 1367م إلى 1471م، وحكم منها 3 ملوك.
  • أسرة يورك: حكمت بين 1442م و1485م، وضمّت 3 ملوك.
  • أسرة تيودور: استمرت 118 عامًا من 1485م إلى 1603م، وحكم منها 6 ملوك وملكات.
  • أسرة ستيوارت: آخر الأسر الخمس التي حكمت بين 1603م و1714م، وكان عدد ملوكها وملكاتها 7.

تشكيل المملكة المتحدة

تاريخ تشكيل المملكة المتحدة هو تاريخ معقد ومرتبط ببعضه، بدأ في عام 1536 ميلادي عندما تم ضم ويلز إلى ما كان يعرف وقتها بإنجلترا العظمى. ومن ثم، في عام 1707، انضمت إسكتلندا إلى إنجلترا وويلز، لتشكل معًا ما يُعرف ببريطانيا العظمى. وفي عام 1801 تم إصدار قرار بضم إيرلندا إلى بريطانيا العظمى ليُطلق عليها اسم المملكة المتحدة، حيث تم دمج مجالس البرلمان للمنطقتين في ذلك الوقت.

الإمبراطورية البريطانية

نجحت بريطانيا في تأسيس أكبر إمبراطورية في تاريخ البشرية، حيث امتدت عبر ربع الكرة الأرضية. بدأت تلك الإمبراطورية بحملات استكشاف في عام 1497م ودامت حتى عام 1997م حين انسحبت بريطانيا من آخر مستعمراتها. خلال عصرها الذهبي، كانت الإمبراطورية البريطانية تُعتبر أكبر قوة عالمية، ولم يقتصر نفوذها على المجال السياسي فقط، بل شمل أيضًا الجوانب الاجتماعية والثقافية في المستعمرات. ساهمت بريطانيا في تشكيل جوانب التاريخ الحديث في جميع مجالاته. طويلةً ما أضعفت الحرب العالمية الثانية الإمبراطورية البريطانية بشكل كبير بين عامي 1940م و1942م، مما أدى إلى انهيار اقتصادها، الأمر الذي أسفر في نهاية المطاف عن تقليص قوتها وهيمنتها على الساحة العالمية.

Scroll to Top