السنة والعام
تُعرَّف السنة بأنها الفترة الزمنية التي تُحتسب من يوم معين حتى اليوم المماثل في السنة التالية، حيث تُعادل السنة الشمسية 365 يوماً، بينما السنة القمرية تعادل 354 يوماً. أما العام فيشير إلى موسمي الصيف والشتاء اللذين يتعاقبان بالكامل، دون النظر إلى عدد الأيام. فعلى سبيل المثال، إذا تم حساب الوقت من منتصف الصيف إلى منتصف الصيف التالي، فإن ذلك لا يُعتبر عاماً، لأنه يتضمن نصفي الصيف فقط. ومع ذلك، الحساب من بداية الشتاء حتى نهاية الصيف التالي يعد عاماً، حتى وإن كان ينقصه بعض أشهر الخريف. لذلك، ليست كل سنة تُعتبر عاماً، وليس كل عام يُعد سنة، وسنتناول في هذا المقال الفروق بين المفهومين.
الفرق بين السنة والعام
الفرق في الاستخدام والسياق
- تستخدم كلمة “سنة” عادة في حالات الضيق والجفاف، وفي الظروف الصعبة، وعند الحاجة لتحديد سنة معينة.
- أما كلمة “عام” فتستخدم في سياقات الرخاء والخيرات والسعادة، وتصف السنين الناجحة.
- كلا الكلمتين تعنيان “الحول”، لكن السنة تشير إلى الحول السيئ، بينما العام يدل على الحول الجيد.
- استخدم الله تعالى كلمة “عام” للإشارة إلى ما يتعلق بالأيام أو الزمن، بينما تستعمل كلمة “سنة” للدلالة على الزمن الذي يعيش فيه البشر ويحسبونه.
- تخضع السنة لثلاثة شروط، فإذا نقص أحدها تصبح “عاماً”. فيستخدم مصطلح السنة عندما تكون المدّة محددة بمبدأ ونهاية، ويجب أن يرتبط الرقم بسياق له حاضر يُعبر عن شدة معينة. وإذا لم تتوافر تلك الشروط، فهي تُعتبر عام، حيث إن العام أكثر شمولاً من السنة لأنه غير مقيد.
الفرق في أصل الكلمة
- كلمة “سنة” تحقق شيوعاً أكبر، في حين أن “عام” تُعتبر الأقدم تاريخياً.
- مصدر تسمية “الدهر” بـ”العام” هو الإله، بينما مصدر “السنة” هو الإنسان، الذي استخدمها للتعرف على عمر الدهر، مرتبطاً بدوران الأرض حول الشمس، المعروفة بالسنة الشمسية.
أمثلة الاستخدام القرآني لكلمة عام وسنة
في الاستخدام القرآني، ترد “السنين” للدلالة على الشر، و”الأعوام” للدلالة على الخير. كما ورد في قوله تعالى: (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا) [يوسف:47]، ثم قوله: (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ) [يوسف:49]. يظهر الزرع في هذه الآيات كجهد خلال السنين، حيث استخدمت كلمة سنة للإشارة إلى أيام القحط. لذا، يُفضل استخدام كلمة “عام” في المناسبات السعيدة، مثل الأعياد، حيث نقول: كل عام وأنتم بخير، بدلاً من كل سنة وأنتم بخير، وذلك لتمنّي الخير والسعادة للآخرين.