نتناول اليوم إحدى السور العظيمة في القرآن الكريم، وهي سورة الفجر. سنقوم بشرحها بلغة مبسطة ليتسنى للأطفال فهم معانيها.
سنعرض لمحة عامة عن سورة الفجر، متضمنة أسباب نزولها ومحتواها، بالإضافة إلى جميع المعلومات المتعلقة بها بأسلوب سهل وواضح.
تفسير الآيات المتعلقة بقسم الله
أحبتي في الله، نقدم لكم تفسير سورة الفجر بأسلوب بسيط ليدخل إلى قلوبكم يا أطفالي. حيث يقول الله تعالى: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ* هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ):
- (والفجر) هو قسم أطلقه الله عز وجل، حيث يشير إلى وقت الفجر الذي يُعتبر بداية اليوم.
- (وليالٍ عشر) يقسم الله تعالى بالليالي العشر من شهر ذي الحجة، وهي أيام ذات فضل على المسلمين.
- (والشفع والوتر) هنا يقصد الشفع وهو العدد الزوجي والوتر وهو العدد الفردي.
- (والليل إذا يسر) وأقسم سبحانه بالليل.
- (هل في ذلك قسمٌ لذي حجر) وهذا سؤال استنكاري، يتساءل الله عز وجل ما إذا كانت هذه الأقسام تدل على شيء لمن يملك العقل.
تفسير الآيات المتعلقة بقصص الأمم السابقة وعقابهم
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ* وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)
- (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) يخاطب الله نبيه ويبين له ما فعله الله مع قوم عاد.
- (إرم ذات العماد) فيها يُعرف الله رسوله بقوم عاد ومكانتهم.
- هم قوم قويون، ولهم أبنية مرتفعة.
- (التي لم يخلق مثلها في البلاد) تشير إلى قوة هذه القبيلة.
- (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) يتحدث عن قوم ثمود، الذين سكنوا الوديان.
- (وفرعون ذي الأوتاد) يُشير إلى فرعون وملك مصر، الذي كان له جندٌ عديد.
- (الذين طغوا في البلاد) يشير إلى الأقوام الذين ظلموا في الأرض.
- (وأكثروا فيها الفساد) تشير إلى تفشي الفساد في الأرض.
- (فصبَّ عليهم ربك صوت عذاب) يُخبر عن العذاب الشديد الذي حل بهم.
- (إنَّ ربك لبالمرصاد) تُشير إلى مراقبة الله لكل معصية.
تفسير الآيات المتعلقة بذم أفعال الكافر
قال -تعالى-: (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ* وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ* وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا* وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا).
- (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه) يُشير إلى الإنسان الذي يُبتلى بالخير.
- (وأما إذا ما ابتلاه فقد عليه رزقه فيقول ربي أهاني) حيث يعتقد الفرد أنه مُهان عندما تضيق عليه سبل الرزق.
- (كلا بل تكرمون اليتيم) تشير إلى الإكرام في طاعة الله.
- (ولا تحضون على طعام المسكين) تدل على عدم الحث على الإحسان للمحتاجين.
- (وتأكلون التراث أكلًا لما) تشير إلى أكل حقوق الآخرين.
- (وتحبون المال حبًا جمًا) تدل على الشغف بالمال.
تفسير الآيات المتعلقة بأهوال يوم القيامة
قال -تعالى-: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا* وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا* وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى).
- (كلا إذا دكت الأرض دكًا دكًا) تشير إلى يوم القيامة وزلزلة الأرض.
- (وجاء ربك والملك صفًا صفًا) تدل على حضور الله والملائكة للفصل بين الخلق.
- (وجيء يومئذٍ بجهنم) تشير إلى ظهور جهنم لتنبيه الكافر.
تفسير الآيات المتعلقة بندم الكافر وعقابه
قال -تعالى-: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي* فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ* وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ).
- (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) حيث يعبر الكافر عن ندمه.
- (فيومئذٍ لا يعذب عذابه أحد) تشير إلى شدة عذاب الله للكفار.
- (ولا يوثق وثاقه أحد) تدل على أن وثاق الله لا يضاهيه أحد.
تفسير الآيات المتعلقة باطمئنان المؤمن وجزاؤه
قال -تعالى-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي).
- (يا أيتها النفس المطمئنة) مخاطبة للنفس المؤمنة.
- (ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية) تدل على العودة لله برضا.
- (فادخلي في عبادي) تشير إلى الالتحاق بالعباد الصالحين.
- (وادخلي جنتي) تدل على دخول الجنة.
الدروس المستفادة من سورة الفجر
تتضمن سورة الفجر العديد من الدروس والعبر والنصائح للعباد، بالإضافة إلى الوعظ الذي أُوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- تشير السورة إلى أن الطغاة مهما بلغت قوتهم، إلا أن الله قادر على الإطاحة بهم.
- الله يُحذر من الاعتداء على أموال اليتامى والمعاملة الأذلة لهم.
- تدفع السورة إلى شكر الله وذكر النعم في كل الظروف.
- تُظهر الاختبارات والبلاء كميزات لمعرفة مستوى شكر العباد.
- تصف عاقبة الطغاة والعصاة بالمصير الأليم.
- تُبشر المؤمنين بجزائهم في الآخرة.
ما هي سورة الفجر؟
تُعد سورة الفجر من السور القرآنية التي تضم ثلاثين آية.
هي سورة مكية، تحتل المرتبة التاسعة والثمانين في ترتيب سور القرآن الكريم.
أسباب نزول سورة الفجر تعددت أقوال العلماء فيها، ومن أبرزها ما يلي:
- القول الأول: نزلت في الصحابي حمزة بن عبد المطلب بعد استشهاده.
- القول الثاني: تتعلق بالصحابي خبيب بن عدي في واقعة صلبه.
- القول الثالث: نزلت في المسلمين بشكل عام.
- القول الرابع: تتعلق بسيدنا أبي بكر الصديق.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “قرأت عند النبي آية: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)…”، مما يدل على أهمية هذه الآيات.
- القول الخامس: تتعلق بعثمان بن عفان بعد شرائه بئر رومة.
ما هي مضامين سورة الفجر؟
تبدأ سورة الفجر بالقسم ويستعرض الله من خلالها كيف عاقب الأقوام القوية الذين عصوه.
تتحدث السورة عن هلاك هؤلاء الأقوام مثل عاد وثمود، وما حل بهم من عذابات.
تشير إلى صفات العصاة الذين يأكلون حقوق الآخرين.
تُظهر كيف أن الشخص قد يندم على أفعاله السيئة في الدنيا.
تُبشر المؤمنين بدخولهم الجنة ونعيم الله في الآخرة.
أهمية تفسير القرآن الكريم
يتجلى أهمية تفسير القرآن للأطفال والكبار في عدة جوانب:
- كون القرآن هو كلام الله، فإنه مُوجه لعباده بالتوجيهات والأحكام.
- ضروري تفسير القرآن للعمل بما جاء به.
- يدعو القرآن إلى طاعة الله والابتعاد عن المعاصي.
- يوضح أن أعمال الإنسان تتبعه في الدنيا والآخرة.
- يدعو إلى الخير والنهي عن الشر الذي يؤدي للعذاب.
- يسلط الضوء على الحق ويشهد على أهمية الدين الإسلامي.
أهمية معرفة أطفالنا تفسير القرآن الكريم
تفسير القرآن للأطفال يُعد أمرًا بالغ الأهمية لتعريفهم بتعاليم الدين.
كما أنه يُعزز من وعي الطفل بمعنى الخير والشر.
يمكّنهم أيضًا من فهم قدرة الله وإطاعة تعاليمه.
يساعد الأطفال على تقدير القرآن ومفهوم الطاعة، ويشجعهم على قراءة تفسيره.