النظرية البنائية لتطور التعلم عند جان بياجيه

النظرية البنائية لجان بياجيه

ابتكر جان بياجيه النظرية البنائية في مجال علم النفس، والتي تسلط الضوء على طريقة تطور الأطفال ونموهم، بالإضافة إلى دورها الحيوي في عملية التعلم. تنص هذه النظرية على أن المُتعلم يقوم ببناء معرفته من خلال التجارب والتفكير. عندما يشارك المُتعلم في الخبرات، يكوّن تصورات داخل عقله ويربط المعلومات الجديدة مع المعرفة السابقة.

ترتبط المعرفة السابقة ارتباطًا وثيقًا بالحصول على المعلومات الجديدة وكيفية تكييفها، بالإضافة إلى استخدام المعلومات الجديدة لتطوير المعرفة الموجودة. وفيما يلي مراحل نمو الأطفال وفقًا لنظرية بياجيه البنائية:

  • المرحلة الحسية الحركية التي تبدأ منذ الولادة وتستمر حتى عمر عامين.
  • مرحلة ما قبل العمليات التي تمتد من سن 2 إلى 7 سنوات.
  • مرحلة العمليات الحسية من 7 إلى 11 سنة.
  • مرحلة العمليات المجردة من سن 12 سنة وما فوق.

عواقب النظرية البنائية

يتسبب تطبيق النظرية البنائية في العملية التعليمية بظهور عدة عواقب مفيدة، منها:

  • تحقيق تعلم أفضل لدى الطلاب، من خلال تشجيع المشاركة الفعالة بدلًا من القراءة السلبية.
  • التعلم ضمن بيئة اجتماعية، بحيث يعمل الطلاب والمعلمون معًا لبناء المعرفة.
  • توفير الخبرات التي تسهل على المتعلم بناء المعرفة، وهو الهدف الأساسي من العملية التعليمية.

طبيعة الفصول الدراسية البنائية

تتميز الفصول الدراسية وفقًا لنظرية جان بياجيه البنائية بعدة سمات ملحوظة، من أبرزها:

  • الاعتماد على المنهج الاستدلالي، حيث يتم التركيز على المفاهيم العامة، والانتقال من الكل إلى الجزء.
  • تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة من خلال استراتيجية الاستقصاء، مع الالتفات إلى ميولهم واتجاهاتهم وقدراتهم.
  • التركيز على التعلم التفاعلي الذي يُبنى على المعرفة الحقيقية لدى الطالب.
  • يلعب المعلم دور الموجه والمُيسر للعملية التعليمية، من خلال التفاعل مع الطلاب وتوجيههم نحو أهداف التعلم، مما يساعدهم في بناء المعرفة.
  • تركز عملية التقييم على أداء الطلاب والمشاريع والأعمال داخل الصف، بالإضافة إلى الملاحظات والتحليلات والاختبارات.
  • يتضمن المنهج الدراسي مجموعة متنوعة من المواد الدراسية وموارد التعلم ووسائل التعليم.

استراتيجيات التعليم البنائي

هناك مجموعة من استراتيجيات التدريس التي يعتمدها المعلم وفقًا للنظرية البنائية، ومنها:

  • التدريس المتبادل

يشير إلى تعلم الأقران في الصف من بعضهم البعض وتبادل المعرفة بينهم.

  • التعلم القائم على الاستقصاء

يعني البحث عن المعرفة من خلال طرح الأسئلة، والسعي للعثور على إجابات عبر الملاحظة والاكتشاف، مع تقديم الأدلة على صحة الإجابات، ويرتبط المتعلم أيضًا بين المعرفة الجديدة والخبرات السابقة.

  • التعلم القائم على حل المشكلات

يكتسب المتعلم المعرفة في هذه الاستراتيجية من خلال إيجاد حلول لمشكلات حقيقية، وتتطلب هذه العملية التعاون بين الطلاب للعمل معًا على الوصول إلى حلول، مما يعزز لديهم مهارات التواصل والتعاون.

  • التعلم التعاوني

تعتمد استراتيجية التعلم التعاوني على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، حيث يعملون معًا لتبادل المعرفة والتعلم، وتدعو هذه الاستراتيجية إلى الترابط بين أعضاء المجموعة لإنجاز المهام المحددة.

Scroll to Top