أهم المدارس الفنية في عصر النهضة
تتمثل أهم المدارس الفنية التي ظهرت خلال عصر النهضة فيما يلي:
المدرسة الكلاسيكية
تعتبر المدرسة الكلاسيكية حركة ثقافية وفنية نشأت في أوروبا في الفترة ما بين القرنين السابع عشر والثامن عشر، حيث شهدت تلك الحقبة نهضة شاملة في مختلف مجالات العلم والفنون مثل الرسم والنحت. وتم تعزيز هذا الاتجاه من خلال استعادة الجوانب الإغريقية في الفنون الجميلة.
تميزت الأعمال الفنية التي تنتسب لهذه المدرسة بالمثالية والكمال، حيث كانت تسعى إلى تجسيد الجمال في جوهره واستعراض تفاصيله الدقيقة. وقد اعتمد الفنانون الكلاسيكيون نماذجهم على الفنون اليونانية والإغريقية، حيث اهتموا بالدقة واعتنوا بتصميم أعمالهم لتحقيق الكمال. كما تجنبت المدرسة الكلاسيكية التعبير عن المشاعر والعواطف في فنونها. من أبرز الفنانين الذي ساهموا في هذه المدرسة: مايكل أنجلو وليوناردو دافنشي.
المدرسة الرومانسية
ظهرت المدرسة الرومانسية في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، وقد تجسدت في تلك الفترة التغيرات الحضارية التي طرأت نتيجة تقدم العلم وتوسع المعرفة. اعتمدت المدرسة الرومانسية على العواطف والخيال والإلهام ورفضت القيود العقلانية التي تفرضها المدرسة الكلاسيكية.
تسعى هذه المدرسة إلى التعبير عن العواطف والتلقائية، حيث استلهم الفنانون الرومانسيون مواضيع غريبة وغير تقليدية مثل المناظر الشرقية. وقد اشتهرت هذه المدرسة بتصوير مناظر طبيعية مؤثرة، تعكس شتى المشاعر والأحاسيس. أبرز رواد هذه الحركة: جان جاك روسو وفيكتور هوجو.
المدرسة الواقعية
تأسست المدرسة الواقعية كرد فعل على المدرسة الرومانسية منتصف القرن التاسع عشر، حيث تعمقت الرومانسية في الخيال والأحلام، بينما ركزت الواقعية على تصوير كل ما هو حقيقي وموجود في الطبيعة. سعت هذه المدرسة لتقديم الواقع بصورته الحقيقية من خلال الأعمال الفنية.
كما صوّر الفنانون في هذه المدرسة الحياة اليومية بدقة وموضوعية، معتمدين على عناصر مستمدة مباشرة من الطبيعة. ومن بين أبرز رواد هذه المدرسة: إدوارد مونيه وغوستاف كوربيه.
المدرسة الوحشية
تُعتبر المدرسة الوحشية أول حركة فنية في القرن العشرين في مجال الفن الحديث، حيث اعتمد الفنانون الأوروبيون على استخدام الألوان الجريئة، مما أضفى على أعمالهم شعورًا بالخوف والرعب. لقد عرفت هذه الحركة لاحقًا باسم “الوحشية” وانتشرت في مختلف أنحاء العالم مع وجود أساتذتها وروادها.
ترتكز رؤية فناني هذه المدرسة على التبسيط في الأسلوب، مع الاعتماد على البديهة في تشكيل الأشكال. من أشهر الفنانين الذين انتموا لهذه المدرسة: هنري ماتيس وأندريه ديرين.
المدرسة التكعيبية
تأسست المدرسة التكعيبية على يد بابلو بيكاسو وجورج براك، وقد استخدمت الأشكال الهندسية في تصوير الكائنات البشرية وغيرها. مع مرور الوقت، ازدادت تعقيدات الأشكال الهندسية حتى تجاوزت في بعض الأحيان الشكل الظاهر، ما أدى إلى ظهور تجريد بصري خالص.
تركز هذه المدرسة على الأبعاد الثنائية للصورة، حيث تعتمد في تصويرها للواقع على تجميع مواضيع متعددة داخل اللوحة بما يؤدي إلى ظهور لوحات مجزأة ومختلفة.
المدرسة التجريدية
تأسست المدرسة التجريدية كوسيلة للإعلان عن التمرد ضد الفن التقليدي، وتُعد واحدة من أبرز الحركات الفنية في القرن العشرين. تعتمد هذه المدرسة على فن تجاوز المعالم الظاهرة، مما يؤدي إلى رسم أشكال لا تظهر معالمها بالكامل.
غالبًا ما تأخذ الأعمال التجريدية شكل تجارب بصرية معقدة، تعكس عناصر متراكمة بصورة إيقاعية. من أبرز رواد هذه المدرسة: جورج برا وبابلو بيكاسو.
المدرسة السريالية
ظهرت المدرسة السريالية في فرنسا وازدهرت بشكل كبير في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين. تركز هذه الحركة على استكشاف آليات عمل العقل والدفاع عن اللاعقلانية، كما تهدف إلى التخلص من القيود الواقعية وإطلاق العنان للأفكار المكبوتة.
استمد فنانو المدرسة السريالية إلهامهم من نظريات التحليل النفسي لفرويد، خاصة فيما يتعلق بتفسير الأحلام. ومن أبرز رواد هذه الحركة: سلفادور دالي وماكس إرنست.