التمييز بين الإهمال الطبي والأخطاء الطبية
يمكن التمييز بين الإهمال الطبي والأخطاء الطبية من خلال التعرف على مفهومي كل منهما، كما يلي:
مفهوم الخطأ الطبي
الخطأ الطبي يُعرف بأنه الخطأ الذي يحدث دون نية أو قصد، أي بشكل غير متعمد من قبل أعضاء الفريق الطبي. قد يكون ذلك نتيجة للتوتر، الخوف، أو حتى نقص المعرفة بالإجراءات اللازمة الواجب اتباعها.
يمثل الخطأ الطبي أي انحراف عن المعايير الأخلاقية أو السلوكيات المتعارف عليها في المجال الطبي، والتي يُفترض أن يتبعها الأطباء والممارسون الصحيون خلال تقديم الرعاية. يمكن أن ينتج هذا الخطأ عن عدم الالتزام بتعليمات السلامة أو القوانين المتعلقة بالعمل الطبي.
مفهوم الإهمال الطبي
الإهمال الطبي يتمثل في تقصير الطبيب في تقديم الرعاية اللازمة للمريض، نتيجة لعدم وجود الخبرة الكافية أو بسبب عدم اكتراثه بحالة المريض. يُعتبر الإهمال تقصيرًا في الأداء الطبي، إذ أن الطبيب الذي يتسم باليقظة والحرص سيكون قادرًا على تقييم الحالة والعمل على توفير بيئة طبية تساهم في تجنب الأخطاء.
بمعنى آخر، يُعبر الإهمال الطبي عن فشل الطبيب أو الفريق الطبي في توفير الرعاية الصحية المطلوبة، سواء أثناء فترة العلاج أو بسبب ظهور آثار سلبية بعد انتهاء العلاج، وهذا يشمل الأخطاء التي قد تنتج عن الطبيب أو أفراد الطاقم الطبى المكلفين برعاية المريض.
إحصائيات الأخطاء الطبية
يجدر بالذكر أن الأخطاء الطبية والإهمال لا يقتصران على دولة واحدة فقط، بل تحدث في عدة دول حول العالم بأعداد متفاوتة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تصيب الأخطاء المرتبطة بالرعاية الصحية واحدًا من كل عشرة مرضى عالميًا.
استنادًا إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يُقدّر أن حوالي 10% من المرضى يُصبحون ضحايا للأخطاء الطبية، وتشير الدراسات إلى أن العالم يشهد حوالي 43 مليون خطأ طبي سنويًا. وقد أكدت المنظمة أن خمس حالات وفاة تحدث نتيجة للأخطاء الطبية كل دقيقة، مما يُعادل عدد ضحايا الحروب والنزاعات، مما يدل على الأثر الكارثي للأخطاء الطبية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معظم الأخطاء الطبية تأتي نتيجة تشخيصات غير دقيقة أو خاطئة، وكذلك عدم توافق الوصفات الطبية مع حالة المريض. وتُظهر الإحصاءات أن خسائر الأرواح الناتجة عن هذه الأخطاء تتجاوز 2.6 مليون شخص سنويًا.
وبناءً على الأرقام المتعلقة بالضحايا الناتجة عن الإهمال والأخطاء الطبية، يُلاحظ أن هذه الإحصائيات تتزايد بشكل ملحوظ، مما يؤثر على الأفراد والمجتمعات والاقتصاد بشكل عام. ووفقًا للتقديرات، فإن الخسائر الاقتصادية الناتجة عن هذه الأخطاء تصل إلى مليارات الدولارات.