أثر الضوضاء على البيئة
يساهم التلوث الضوضائي في ظهور مشكلات صحية تؤثر على الإنسان والحياة البرية والبحرية. إن الأصوات العالية يمكن أن تؤدي إلى فقدان السمع، وزيادة مستويات التوتر، وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، تُسبب الضوضاء الناتجة عن السفن والأنشطة البشرية أضرارًا جسيمة للحيتان والدلافين التي تعتمد على تحديد الموقع بالصدى للبقاء في بيئتها.
التداعيات البيئية للضوضاء
تؤثر الضوضاء على جميع أشكال الحياة سواء في البر أو البحر أو الجو:
الطيور
أظهرت الدراسات أن استمرارية الضوضاء الناتجة عن البيئات الحضرية، مثل الطرق والمدن والمرافق الصناعية، تتسبب في تقليل أعداد وتنوع طيور معينة. ولهذا فإن العديد من الطيور تحاول تعديل نداءاتها الصوتية ورفع مستوى صراخها للتغلب على الضجيج المحيط، بينما قامت بعض الأنواع بتغيير أوقات غنائها لتتوافق مع الفترات الهادئة.
تسبب ذلك في هجرة العديد من الطيور من المناطق الصناعية، مما أثر سلباً على الأنظمة البيئية. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت بعض الطيور، التي كانت تقوم بجمع ودفن بذور الأشجار، تعاني من نقص في أعداد الأشجار نتيجة لغيابها. حتى الطيور التي تعتمد على الصوت مثل الخفافيش تأثرت، حيث زادت الساعات المطلوبة لديها للبحث عن الطعام.
الحياة البرية
تؤثر الضوضاء سلبًا على عملية التكاثر لدى بعض أنواع الضفادع التي تعتمد على نداءات ضعيفة. وأظهرت دراسة أخرى أن انخفاض أعداد الكلاب مرتبط بتراجع التفاعل الاجتماعي والراحة، مما يبرز تأثير الضوضاء على الهجرة والحياة الطبيعية للحيوانات.
الحياة البحرية
تستخدم الثدييات البحرية، مثل الحيتان والدلافين، الصوت للتواصل والتنقل وفهم محيطها من خلال إصدار نبضات سونارية. يمكن لهذه الحيوانات تحديد مصادر الغذاء والملامح البيئية المحيطة بها. وتستطيع بعض الأنواع سماع أصوات على بعد آلاف الكيلومترات، مما يساعدها في التنقل خلال فترات هجرتها، لذا فإن التلوث الصوتي يشكل تهديدًا خطيرًا لهذه الكائنات.
المشكلات الصحية الناتجة عن الضوضاء
تساهم الضوضاء على المدى الطويل في ظهور العديد من المشاكل الصحية للإنسان، ومنها:
- ارتفاع ضغط الدم، مما يرتبط مباشرة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- فقدان السمع نتيجة التعرض للأصوات العالية مثل الموسيقى أو الأعمال الإنشائية، خصوصًا تلك التي تتجاوز حد 140 ديسيبل.
- اضطرابات النوم نتيجة حركة المرور أو الطيران ليلاً، والتي قد تتطور إلى مشاكل صحية خطيرة.
- قصور في نمو الأطفال، الذين يكونون أكثر حساسية للضوضاء، مما يؤثر على سمعهم وصحتهم النفسية.
- تسريع ظهور الخَرَف، حيث يُعزى التلوث السمعي إلى التعجيل بهذه العملية.
أفادت وكالة البيئة الأوروبية في تقريرها بأن الضوضاء البيئية تؤدي سنويًا إلى 48,000 حالة جديدة من أمراض القلب، وتسبب 12,000 حالة وفاة مبكرة. كما أنها تؤثر على نحو 22 مليون شخص يعانون من إزعاج شديد مزمن، وحوالي 6.5 مليون شخص يعانون من اضطرابات النوم المزمنة نتيجة ضوضاء الطائرات، بالإضافة إلى 12,500 طفل يعانون من مشاكل في القراءة بالمدارس.
مصادر الضوضاء
توجد العديد من مصادر الضوضاء التي تعايشنا معها، وقد لا نكون واعين لوجودها، منها:
- حركة المرور في الشوارع، مثل السيارات والحافلات والمشاة وسيارات الإسعاف.
- أعمال البناء بما في ذلك الحفر والتسوية واستخدام المعدات الثقيلة.
- المطارات والأصوات الناتجة عن حركة الطائرات.
- أماكن العمل المختلفة، وخاصةً في البيئات المفتوحة.
- الموسيقى العالية في المراكز التجارية والفعاليات الاجتماعية.
- الأجهزة الصناعية مثل المولدات والمراوح والمطاحن.
- محطات القطارات.
- الأصوات الداخلية في المنازل، مثل التلفاز وأجهزة التكييف.
- الأصوات الناتجة عن النزاعات والحروب، مثل القصف وإطلاق النار.
- حركة السفن والنشاط التجاري والصناعي في المحيطات والبحار.