التفريق بين الكرامة والمعجزة وحالات الاضطراب الشيطاني

الفرق بين الكرامة والمعجزة والأحوال الشيطانية

تتسم الكرامة والمعجزة بكونهما من ظواهر خارقة للعادة، ولكن الفرق بينهما يتجلى في الجهة التي تظهر بواسطتها. فعندما تظهر هذه الظواهر على يد ولي صالح، تُعرف بالكرامة، بينما إذا حدثت على يد نبي فهي تُعتبر معجزة.

في حالة كون هذه الخوارق ناجمة عن مساعدة الشياطين من خلال مُدّعٍ كاذب، فإنها تُصنّف تحت بند السحر والشعوذة. حيث يُمارس الساحر هذا النوع من الخوارق لتحقيق مآربه الخاصة، مثل إبطال الحق أو تحقيق الباطل، في حين أن الأنبياء والأولياء يجري لهم ذلك من أجل تعزيز الإيمان وإظهار الحق.

المعجزة

تُعرف المعجزة بأنها أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد من يريد تأييده في رسالته؛ وذلك لإثبات صدق نبوته وصحة دعوته. وهناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في الخوارق حتى تُعتبر معجزات، وتتمثل في:

  • أن تكون من عند الله -سبحانه وتعالى- لتأييد رسله.
  • أن تكون من الأمور الخارقة لقوانين الكون.
  • أن تُعجز الأمم والبشرية عن الإتيان بمثلها.

عندما يطلب الناس المعجزات بنوايا تعنت أو للسخرية، فإن طلباتهم لا تُستجاب. فقد طلب بعض العرب المشركين من النبي -عليه الصلاة والسلام- مجموعة من الخوارق، ولم يستجب الله لهم؛ لأنه كان يعلم أن دوافعهم كانت تتمحور حول التعنت والتسلية فقط.

إليك بعض معجزات الأنبياء:

  • معجزة موسى عليه السلام

أعطى الله موسى -عليه السلام- تسع آيات بينات، منها العصا التي تتحول إلى ثعبان عظيم، ويديه التي تخرج بيضاء من غير سوء، بالإضافة إلى مجموعة من المعجزات الأخرى.

  • معجزات عيسى عليه السلام

أرسل عيسى -عليه السلام- إلى قوم يعتزون بالماديات وينكرون البعث. جاءت معجزاته لتفند هذه الأفكار، مثل خلقه من الطين كهيئة الطير، وشفائه للأكمه، وإحيائه للموتى.

  • معجزات محمد عليه الصلاة والسلام

تُعَدّ معجزة القرآن الكريم من أعظم معجزات النبي محمد -عليه السلام-، الذي أنزله الله عليه لتحرير النفوس من القيود وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وهو معجزة خالدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

الكرامة

يعتبر تصديق الكرامات من أصول أهل السنة، حيث تشير الكرامات إلى خوارق العادات التي تحدث على يد ولي صالح. والأولياء هم من آمنوا واتقوا، مما يعني أن الكرامات لا تقتصر على الصحابة فحسب، بل تحدث أيضاً في غيرهم من عباد الله الصالحين.

وقعت بعض الكرامات للصحابة والسلف، ومنها:

  • ما أظهر لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أثناء وجوده على المنبر حين قال: “يا سارية الجبل”.
  • المشي على الماء، حيث مشى بعض الصحابة كسعيد بن أبي وقاص على الماء في معركة القادسية.
  • أمثلة من الكرامات تُروى عن أمم سابقة، مثل أصحاب الكهف، ومريم -عليها السلام- عندما كان يدخل عليها زكريا -عليه السلام- ويجد عندها طعاماً وشراباً.

الأحوال الشيطانية أو السحر

السحر في اللغة العربية يعني شيئاً دقيقاً خفي السبب وعميقاً بحيث يصعب إدراكه. أما تعريف السحر اصطلاحاً فيُعرّف بما يلي:

  • قال الجصاص -رحمه الله-: “السحر هو كل أمر خفي سببه ويبدو غير حقيقي، ويُعتبر نوعاً من التمويه والخداع”.
  • قال سيد قطب -رحمه الله-: “إن السحر هو خداع الحواس والعواطف، دون أن يغير من طبيعة الأشياء”.

يمكن إبطال السحر إما عن طريق ساحر مُختص، أو عبر أفراد متقين مؤمنين، بفضل ما أكرمهم الله من يقين وبتلاوة آيات الكتاب والأدعية.

قيل عن السحر أنه عبارة عن خدع يتعلمها الساحر من الشيطان والذي يمده بالمساعدة. هذه الخدع لا تؤثر في جوهر الشيء ولا تُعتبر خوارق للعادة، مثل استخدام العقاقير أو المواد الكيميائية.

تحدثت مناظرة بين ابن تيمية والرفاعية، حيث قالوا له: “إذا دخلت النار ولم تُحرق فهذا يعني أننا على حق، وإذا احترقنا فهذا دليل على فسادنا”. وافق ابن تيمية ولكن بشروط، مما أظهر موقفه المستند إلى الحق.

Scroll to Top