تحقيق شامل حول ظاهرة التدخين وتأثيراتها

التدخين

تعرف عملية التدخين (بالإنجليزية: Smoking) بأنها استنشاق الأبخرة الناتجة عن احتراق المواد النباتية. ومن أبرز هذه المواد النباتات الماريغوانا، والحشيش، والتبغ الذي يُعتبر الأكثر شيوعًا، حيث يُستخدم في صناعة السجائر والأرجيلة.

تجدر الإشارة إلى أن التبغ يحتوي على مادة النيكوتين التي تُحدث تأثيرات نفسية محفزة ومهدئة، مما يؤدي إلى إدمانها عند استخدامها بشكل مستمر على مدار فترة طويلة. ومن المعروف أن التبغ كان معروفًا لدى الهنود الحمر، وقد أسهم المستكشفون، بما في ذلك كريستوفر كولومبوس، في نقل ظاهرة التدخين إلى القارة الأوروبية لتنتشر بعدها في جميع أنحاء العالم.

أنواع التدخين

لم يعد التدخين مقتصرًا على السجائر فقط، بل هناك وسائل متعددة يستخدمها الأفراد للتدخين، وتساوي جميعها في الأضرار التي تلحق بها، وقد تتجاوزها في بعض الحالات. فيما يلي قائمة بأنواع التدخين:

  • الشيشة

تُعرف أيضًا بالنرجيلة أو الأرجيلة أو الجوزة.

  • التبغ غير المدخن

وهو نوع من تعاطي التبغ من خلال وضعه مباشرة في الفم أو بين الشفاه واللثة.

  • السيجار

السيجار هو لفافة مصنوعة من نوع واحد من التبغ تُلف بإحكام، وهو ما يميزه عن السجائر عادةً التي تحتوي على أنواع متعددة من التبغ.

  • السجائر الإلكترونية

تُعتبر السجائر الإلكترونية أجهزة تعمل بالبطاريات، وغالباً ما تحتوي على خراطيش مملوءة بالنيكوتين، مع مواد كيميائية مختلفة ونكهات.

ما هي دوافع التدخين؟

على الرغم من الأضرار الكبيرة للتدخين والحملات المعلوماتية التي تنظمها المؤسسات الصحية لتوعية الأفراد بمخاطره، لا يزال العديد من الأشخاص مستمرين في التدخين. يُعزى ذلك إلى أسباب عدة، منها:

  • محاولة الاندماج مع الأقران وتقليدهم

تُعد فترة المراهقة من أكثر الفترات تأثراً بالبيئة المحيطة، حيث يعتمد بعض المراهقين على التدخين بغرض تقليد أصدقائهم. وتشير الإحصاءات إلى أن 9 من كل 10 مراهقين قد يصبحون مدخنين بالغين، حيث يزداد احتمال الإدمان على النيكوتين لدى من يبدأون التدخين قبل سن 18 عامًا، وفقاً للخبراء. كما يميل البعض إلى التدخين في أماكن العمل لتكوين علاقات اجتماعية.

  • التأثير العائلي

نشوء الفرد في أسرة يُدخن فيها أحد الأبوين قد يزيد من احتمال أن يصبح مدخنًا في المستقبل.

  • تأثير وسائل الإعلام

تؤدي وسائل الإعلام دوراً مهماً في توعية المجتمع بمخاطر التدخين، ولكنها قد تسهم أيضاً بشكل سلبي من خلال عرض إعلانات التبغ أو تصوير التدخين بشكل جذاب في الأفلام والمسلسلات، مما يؤثر على فر الشباب ويزيد من احتمالية تدخينهم.

  • العوامل الوراثية

تشير الأبحاث إلى أن إدمان بعض المواد، بما في ذلك النيكوتين، قد يكون له عامل وراثي، لكن هذا لا يعني بالضرورة انتقال الجينات بين أفراد العائلة، بل يشير إلى قابلية الشخص للإدمان.

  • عوامل الضغط

يلجأ البعض إلى التدخين كوسيلة لتخفيف التوتر والضغط الذي يعانون منه، حيث أن لمادة النيكوتين تأثير مهدئ يعطي شعوراً بالراحة، إلا أن هذا التأثير مؤقت، مما يدفع الأشخاص إلى العودة إلى التدخين بشكل متكرر لتخفيف الضغط، مما يؤدي بدوره إلى الإدمان على المدى الطويل.

أضرار التدخين

لا شك أن التدخين يسبب ضرراً كبيراً على الفرد والمجتمع، وتترتب على ذلك مخاطر صحية جسيمة. وفيما يلي أبرز الأضرار الصحية للتدخين:

أضرار التدخين على الجهاز التنفسي

تشمل الآثار السلبية التي تلحق بالجهاز التنفسي نتيجة التدخين ما يلي:

  • التهاب وتهيّج القصبة الهوائية والحنجرة.
  • تدهور وظائف الرئة ونقص الكفاءة، مع الشعور بضيق التنفس نتيجة انتفاخ الشعب الهوائية وزيادة المخاط.
  • ضعف آلية تنظيف الرئتين، مما يؤدي إلى تراكم المواد السامة، وزيادة تهيّج الرئتين وإصابتهما.
  • ارتفاع خطر التعرض لعدوى الرئة وأعراض مثل السعال والصفير.
  • تلف الشعب الهوائية.

أضرار التدخين على الجهاز العصبي

تتضمن المخاطر الناجمة عن التدخين على الجهاز العصبي ما يلي:

  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • اضطراب في الأنظمة الإدراكية.
  • القلق والغضب وأعراض الاكتئاب.
  • صعوبات النوم.
  • الصداع وآلام الرأس.

أضرار التدخين على الجهاز القلبي والأوعية الدموية

هناك العديد من التأثيرات السلبية على الجهاز القلبي والدوراني الناتجة عن التدخين، منها:

  • ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضخ القلب.
  • تقليل كمية الأكسجين في الدم.
  • زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية بسبب انسداد تدفق الدم.
  • زيادة لزوجة الدم، مما يجعله عرضة للتخثر وتكوين الجلطات.
  • تلف جدران الشرايين، مما يُعد أحد مسببات تصلب الشرايين.
  • انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف.
  • انخفاض درجة حرارة الجلد نتيجة انقباض الأوعية الدموية.

أضرار التدخين على الجهاز الهضمي

تتضمن التأثيرات السلبية على الجهاز الهضمي نتيجة التدخين، ما يلي:

  • زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الفم والحنجرة والمريء.
  • زيادة معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس بين المدخنين.
  • ارتفاع احتمالية إصابة غير المدخنين بسرطان الفم نتيجة استنشاق الدخان.
  • تقليل كمية الأنسولين وعدم استجابة الجسم له بشكل جيد.
  • زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته.

أضرار التدخين على الجهاز التناسلي

تتضمن أضرار التدخين على الجهاز التناسلي ما يلي:

  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية وزيادة تشوهاتها لدى الذكور.
  • تدهور الجينات لدى الحيوانات المنوية.
  • زيادة خطر العجز الجنسي المرتبط بتأثير التدخين على جريان الدم.
  • ضعف الخصوبة، أو عدم انتظام الدورة الشهرية، أو وصول سن اليأس في وقت مبكر لدى الإناث.
  • زيادة احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم.
  • زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية للنساء فوق سن 35 اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل.

كيفية الإقلاع عن التدخين

إليك بعض النصائح الهامة بشأن الإقلاع عن التدخين:

  • تجربة العلاجات البديلة للنيكوتين

قد تُساعد العلاجات البديلة للنيكوتين في تقليل رغبة التدخين، مثل بخاخات النيكوتين، واللاصقات، وأدوية الإقلاع. يُفضل استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامها.

  • تجنُّب المحفزات

تجنب المواقف والأماكن التي قد تشجع على التدخين، مثل الحفلات والمقاهي، أو في أوقات الشعور بالتوتر، أو أثناء شرب القهوة. يجب التعرف على المحفزات وتفاديها.

  • التأجيل

إذا طرأت لدى الشخص رغبة في التدخين، يُنصح بتمديد الفترة الزمنية قبل الشروع في ذلك، والانشغال بأنشطة أخرى.

  • مضغ بدائل

ينصح الأشخاص الذين يسعون للإقلاع عن التدخين بمضغ بدائل مثل العلكة الخالية من السكر، أو المكسرات، أو الجزر، أو الكرفس.

  • عدم الاحتفاظ بالسجائر

التخزين الشخصي للسجائر يخلق فرصة للعودة إلى التدخين، لذا يجب تخلص الأشخاص الراغبين في الإقلاع منها.

  • ممارسة الرياضة

تساعد الأنشطة البدنية في صرف الانتباه عن التدخين، لذا يوصى بممارسة الرياضة بشكل دوري، كصعود الدرج، أو السير، أو النشاطات الأخرى.

  • الاسترخاء

يلجأ العديد إلى التدخين كوسيلة للتقليل من التوتر، لذا يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، أو اليوغا، أو التدليك.

  • طلب الدعم

يجب التواصل مع الأصدقاء أو العائلة للحصول على الدعم اللازم، كما أن بعض الدول توفر خدمات الدعم لمساعدة الأفراد في الإقلاع.

  • تذكُر الفوائد

من المهم تذكير النفس بالفوائد الناتجة عن الإقلاع مثل تحسين الصحة، والحفاظ على صحة المقربين، وتوفير المال.

الأعراض الانسحابية من التدخين

يظهر العديد من الأعراض على الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، ويمكن تقسيمها إلى أعراض نفسية وجسدية:

الأعراض النفسية

تشمل الأعراض النفسية عند محاولة الإقلاع ما يلي:

  • الشعور بالاكتئاب خلال أول شهر من الإقلاع.
  • القلق والتوتر نتيجة الانقطاع عن النيكوتين.
  • زيادة الانفعال والعصبية، خاصة أثناء مواجهة الأعراض الجسدية.
  • صعوبة في التركيز نتيجة انسحاب النيكوتين من الجسم.

الأعراض الجسدية

أما الأعراض الجسدية فتشمل:

  • الصداع والدوار، وغالبًا ما تكون من أبرز الأعراض الأولية.
  • زيادة الشهية في اليوم الأول من الإقلاع، وقد تؤدي إلى زيادة الوزن مؤقتًا.
  • الحاجة الشديدة للتدخين بعد 30 دقيقة من تدخين آخر سيجارة، والتي قد تتكرر كل 15-20 دقيقة.
  • زيادة السعال نتيجة محاولات الجهاز التنفسي لتطهير نفسه.
  • الشعور بالإرهاق والتعب بسبب عدم الاعتياد على الحياة بدون النيكوتين.
  • الإمساك، خاصة في الشهر الأول من الإقلاع.

فوائد الإقلاع عن التدخين

تتعدد الفوائد الجسدية للإقلاع عن التدخين، وأبرزها:

  • تنظيم نشاط الدماغ وإعادة مستقبلاته إلى طبيعتها.
  • تحسين الرؤية والسمع وتفادي رائحة الفم غير المرغوبة.
  • الحصول على بشرة صحية ومشرقة.
  • تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مثل السكتات.
  • تقليل لزوجة الدم مما يساعد على تقليل احتمالات الإصابة بالجلطات.
  • تقليل مستويات الكوليسترول في الدم.
  • تحسين صحة الرئتين والشعب الهوائية.
  • تقليل مخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
  • تحسين مستويات الهرمونات في دم الإناث، مثل الاستروجين.
  • تعزيز الخصوبة لدى النساء وتقليل المشاكل الجنسية لدى الرجال.
  • تعزيز مناعة الجسم.

التدخين السلبي ومخاطره

يعرف التدخين السلبي بأنه التعرض لدخان البيئة المحيطة، بالإضافة إلى الأضرار التي تلحق بالمدخنين، فإن المحيطين بهم قد يتعرضون لمخاطر مشابهة لخطر التدخين الفعلي، وتتضمن:

  • زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة وأنواع سرطان أخرى مثل السرطان في العنق والمثانة والمريء والبنكرياس.
  • تعرضهم للأمراض القلبية والجلطات.
  • الإصابة بأمراض الرئة والتهاباتها.
  • زيادة احتمالية الوفاة المفاجئة لدى الرضع.
  • حدوث مضاعفات أثناء الحمل وتشوهات خلقية في الأجنة.

مكونات دخان السجائر

يتألف دخان السجائر من مجموعة من المواد الكيميائية، حيث يُشير الخبراء إلى وجود ما لا يقل عن 70 مادة مسرطنة. يقوم منتجو السجائر بإضافة نكهات صناعية للتغطية على آثار هذه المواد. وتشمل المواد الكيميائية الموجودة في الدخان ما يلي:

  • النيكوتين.
  • سيانيد الهيدروجين.
  • الفورمالديهايد.
  • الزرنيخ.
  • الأمونيا.
  • العناصر المشعة، مثل البولونيوم 210.
  • البنزين.
  • أول أكسيد الكربون.
  • نيتروسامين التبغ.
  • الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.
Scroll to Top