الفارق بين الشرك والكفر في الدين الإسلامي

الشرك بالله

يُعتبر الشرك بالله -تعالى- من أكبر الكبائر في الدين الإسلامي. يُشير الشرك إلى قيام العبد بعبادة إله آخر إلى جانب الله -سبحانه وتعالى-. وفقاً للمعاني الشرعية، فإن من يعبد مخلوقاً بجانب الله يُعرف بمشرك. أما في اللغة، فإن كلمة “الشرك” تعني تقسيم شيء إلى اثنين، مما يؤدي إلى فقدان أحدهما لصفة الانفراد. شرعياً، يُعرف الشرك بتقديس العبد لمخلوق سابق مع الله -سبحانه وتعالى-، حيث يعبده ويعظمه كما يُعظم الله.

أنواع الشرك

يقسّم العلماء الشرك إلى نوعين رئيسيين، وهما:

  • الشرك الأكبر

هذا النوع من الشرك يتعلق بعبادة غير الله -سبحانه وتعالى- تماماً، ومنح صفات إلهية لغير رب العالمين. يُعتبر من يأتي بهذا النوع خارجاً عن ملة الإسلام، ويخضع لعذاب النار إذا مات على الشرك.

  • الشرك الأصغر

يُصنّف الشرك الأصغر تحت مفهوم الرياء، حيث يبقى الشخص ملتزماً بملة الإسلام، لكن أعماله تعتبر غير مجزية بسبب دخولها في باب الرياء.

التحذير من الشرك

توجد آيات وأحاديث نبوية عديدة تحذّر من الشرك بالله -تعالى- بمختلف أنواعه، بسبب العذاب الأليم الذي يواجهه المشرك من الله -سبحانه وتعالى-. كما ورد في القرآن الكريم: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).

وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قَلنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ. قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ. ثمَّ اتَّكأَ، فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ).

الكفر

الكفر يعني عدم الإيمان بالله -تعالى- وإنكار وجوده، ويتضمن أيضاً إنكار النعم التي أنعم الله بها على البشرية. يشمل الكفر عدم الشكر على تلك النعم، مما يعبر عن تغطية الحقائق بالزور.

أنواع الكفر

يمكن تصنيف الكفر إلى نوعين: كفر أكبر وكفر أصغر؛ فالكفر الأكبر هو كفر اعتقادي يخرج الإنسان من دائرة الإيمان تماماً، بينما الكفر الأصغر هو عمل ينافي كمال الإيمان ولا يخرج الإنسان من الملة. وفيما يلي تفاصيل هذين النوعين:

  • الكفر الأكبر

يؤدي الكفر الأكبر بصاحبه إلى الخلود في النار، كما جاء في قوله -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ). يشتمل الكفر الأكبر على عدة أنواع وفقاً لابن القيم -رحمه الله-، حيث قال: “وأما الكفر الأكبر، فخمسة أنواع: كفر تكذيب، وكفر استكبار مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق.”

  • الكفر الأصغر

الكفر الأصغر لا يحبط أعمال صاحبه، بل ينقصها فقط، ولا يستوجب الخلود في النار إذا دخلها. كما أن الاستحقاق للوعيد لا يمنع من العفو عنه، بخلاف الكفر الأكبر.

الفروق بين الشرك والكفر

يمكن توضيح الفروق بين الشرك والكفر من خلال ما يلي:

  • من حيث اللغة
    • الشرك: لغةً يتضمن المقارنة بين شيئين، حيث تُسلب من أحدهما صفة الانفراد.
    • الكفر: يعرف بأنه تغطية الحقائق وإخفاؤها.
  • من حيث الاستعمال الشرعي

يتم استخدام الشرك والكفر بنفس المعنى الشرعي، لكن يُمكن التمييز بينهما بأن الكفر أكثر عمومية من الشرك؛ إذ يشمل الكفر بالله -سبحانه وتعالى-، بينما يرتبط الشرك بعبادة المخلوقات والأصنام، مع الاعتراف بوجود الله.

Scroll to Top