العصر الطباشيري في مصر
يمتد العصر الطباشيري من 145 مليون سنة إلى 66 مليون سنة مضت، ويعد أطول فترة في دهر الحياة، حيث استمر لمدة 79 مليون سنة. يشكل هذا العصر المرحلة الأخيرة من حقبة الميزوزويك، التي تلت العصر الجوراسي وانتهت بحدث انقراض الديناصورات (مع استثناء الطيور).
سبب تسمية العصر الطباشيري
تعود تسمية العصر الطباشيري إلى “الطباشير”، وهو نوع من الحجر الجيري الناعم الحبيبات، والذي يتكون في الغالب من الصفائح. وتم ترسيب معظم هذه الطباشير خلال العصر الطباشيري، مما يوفر تفاصيل واضحة ومفتوحة عن تلك الفترة، لأن هذه الصخور لم تتعرض لتشويه أو تآكل كبيرين، وهي قريبة نسبيًا من سطح الأرض.
التقسيم الزمني الجيولوجي للعصر الطباشيري
ينقسم العصر الطباشيري إلى مرحلتين رئيسيتين: العصر الطباشيري المبكر والمتأخر، أو ما يُعرف بالسلسلتين السفلى والعليا. في بعض الدراسات السابقة، تم تقسيم العصر الطباشيري إلى ثلاث سلاسل: نيوكوميان (المبكر/المنخفض)، جاليك (الوسط)، وسينونيان (المتأخر/العلي). وعلى الرغم من التحديد الجيد لطبقات الصخور، إلا أن الأعمار قد تظل غير دقيقة.
العصر الطباشيري من الناحية البيولوجية
يكتسب العصر الطباشيري أهمية بيولوجية كبيرة، حيث يمثل مرحلة انتقالية رئيسية من الأشكال الأولية للحياة في عصر الباليوزويك إلى تنوع الحياة المتقدم في حقب الحياة الحديثة. على سبيل المثال، كانت فترة ظهور العديد من النباتات المزهرة (المغطاة بالبذور) لأول مرة خلال هذا العصر. ورغم هيمنة الديناصورات، ظهرت أيضًا العديد من الحيوانات الحديثة مثل الثدييات المشيمية، كما تم تطوير مجموعات أخرى مثل المحار، والقواقع، والثعابين والسحالي، مع خصائص مميزة قبل وقوع الانقراض الجماعي الذي أنهى هذه المرحلة.
حياة الكائنات الحية في مصر خلال العصر الطباشيري
كانت الصحراء الغربية واحدة من أكثر المناطق خصوبة في العالم خلال العصر الطباشيري. امتدت مستنقعات المياه العذبة عبر الصحراء المصرية، وكانت الغابات مليئة بالأشجار الخضراء، مما ساهم في إحياء مجموعات كبيرة من الكائنات الحية، بما في ذلك الديناصورات. عاشت الديناصورات في الوديان التي تخللت المستنقعات، بما في ذلك الأنواع العاشبة وآكلة اللحوم، التي استمرت لفترة تصل إلى 165 مليون سنة، وانقرضت لاحقًا بسبب ظروف لا تزال غير معروفة. تابع العلماء دراسة أسباب هذا الانقراض حتى يومنا هذا.
اكتشاف ديناصور يعود إلى العصر الطباشيري المتأخر
تمكن باحثون مصريون من جامعة المنصورة من اكتشاف ديناصور سوروبود، وهو ديناصور طويل العنق وآكل للأعشاب، يعود إلى العصر الطباشيري المتأخر خلال مرحلة الكامباني، ويبلغ عمره 80 مليون سنة. يتميز هذا الديناصور بطول يصل إلى 33 قدمًا ووزن يبلغ 5.5 طن. يعتبر اكتشاف ديناصور ضخم كهذا في الصحراء المصرية بمثابة فرصة للعلماء لدراسة تاريخ الديناصورات في إفريقيا بشكل أعمق.