التلوث الإشعاعي
التلوث الإشعاعي يُعرف بأنه أحد أشكال التلوث البيئي المترتب على إطلاق مواد مشعة عن غير قصد، سواء نتيجة للظروف الطبيعية، الحروب، أو الحوادث، مما يتسبب في مخاطر جسيمة على البشر والبيئة المحيطة بهم.
يظهر التلوث الإشعاعي عندما تتواجد المواد المشعة على أسطح الأجسام أو داخلها، مما يؤدي إلى تلوث جميع مكونات البيئة مثل الهواء، الماء، التربة، والنباتات، بالإضافة إلى المباني والأشخاص والحيوانات. إذ أن أي تلامس مع المواد المشعة يمكن أن يؤدي إلى تلوث جسيم.
التعرض للإشعاع يختلف عن التلوث الإشعاعي، حيث يُفهم الإشعاع على أنه نوع من الطاقة تنتقل عبر الموجات أو الجسيمات. ويشير التعرض للإشعاع إلى دخول هذه الطاقة أو المواد إلى الجسم دون أن تبقى على سطحه، مما يعني أنه لا يشترط أن يكون مَنْ تعرض للإشعاع ملوثاً.
يظل الشخص غير الملوث تحت خطر الإصابة أو التلوث إذا كان بالقرب من مواد مشعة أو أشخاص أو أماكن ملوثة. أما الشخص الملوث إما أن يكون قد حمل المواد المشعة في جسمه أو على سطحه.
مصادر التلوث الإشعاعي
تتنوع مصادر التلوث الإشعاعي، ويمكن تصنيفها إلى ما يلي:
المصادر الطبيعية
تشمل المصادر الطبيعية للتلوث الإشعاعي ما يلي:
- الإشعاع الكوني
حيث يُطلق الفضاء الخارجي أشعة تُخترق الغلاف الجوي وتتفاعل مع مكوناته، بما في ذلك الأشعة الشمسية التي قد تؤثر على سطح الأرض.
- البيئة الأرضية
تحتوي القشرة الأرضية على عناصر مشعة مثل اليورانيوم والثوريوم.
- المواد المشعة في الماء
تتفاوت تركيز المواد المشعة في مصادر المياه؛ على سبيل المثال، المياه الجوفية قد تتلوث بشدة عند مرورها عبر الصخور الغنية باليورانيوم.
- الغازات المشعة
تتشكل هذه الغازات بالقرب من سطح الأرض نتيجة تحلل بعض العناصر المشعة، مثل الثورون الناتج من تحلل الثوريوم.
المصادر الصناعية
تشمل المصادر الصناعية للتلوث الإشعاعي ما يلي:
- الانفجارات النووية
تعد البيئة المحيطة بالموقع الذي يُجرى فيه الانفجار النووي عاملاً مهماً لتحديد المخاطر، حيث أن الانفجارات الجويّة تُنتج تأثيرات أكبر مقارنةً بتلك التي تحدث تحت الماء.
- المفاعلات النووية
يمكن تقليل آثار التلوث الإشعاعي الناتج عن المفاعلات النووية من خلال تحديد مواقع بعيدة قدر الإمكان عن التجمعات السكانية والمصادر الغذائية.
- مصادر الإشعاع الطبية
تستخدم بعض أشعة الإشعاع لأغراض طبية، مثل الأشعة السينية المستخدمة لتشخيص الأمراض.
أنواع التلوث الإشعاعي
يمكن تصنيف التلوث الإشعاعي بناءً على تكرار حدوثه إلى الأنواع التالية:
- التلوث الإشعاعي المستمر
يشير هذا النوع إلى التلوث المستدام في المواقع التي تحتوي على مواد مشعة مثل مناجم اليورانيوم والمفاعلات النووية.
- التلوث الإشعاعي اللحظي
يحدث هذا عند حدوث تجارب نووية معينة أو تجارب مع مواد مشعة.
- التلوث الإشعاعي العرضي
ينجم هذا النوع عن الفشل أثناء التجارب على المواد الخطرة أو فقدان السيطرة على المواد المستخدمة.
طرق التعرض للتلوث الإشعاعي
يمكن التعرض للتلوث الإشعاعي بطريقتين:
- التلوث الداخلي
يحدث عندما تدخل المواد المشعة إلى الجسم عبر البلع أو الاستنشاق أو عبر جروح مفتوحة، بينما يمكن أن تُخزن بعض المواد في الأعضاء أو يتم التخلص منها عن طريق الدم أو العرق أو البراز.
- التلوث الخارجي
يحدث عندما تستقر المواد المشعة على سطح الجلد أو الشعر أو الملابس، ويمكن أن يتحول التلوث الخارجي إلى داخلي عند دخول المواد إلى الجسم.
المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث الإشعاعي
تشمل المخاطر الصحية الناتجة عن التلوث الإشعاعي ما يلي:
متلازمة الإشعاع الحادة
تعتبر متلازمة الإشعاع الحادة أو التسمم الإشعاعي مرضاً خطيراً يحدث نتيجة التعرض لمستويات عالية من الإشعاع لفترة قصيرة. يظهر على الشخص المصاب عدة أعراض مثل:
- الغثيان والتقيؤ.
- الصداع.
- الإسهال.
يمكن أن تتراوح مدة ظهور الأعراض من بضع دقائق إلى عدة أيام، وينبغي على من يظهر عليهم الأعراض الانتقال إلى مراكز الطوارئ الخاصة.
الحرق الإشعاعي
يؤدي الحرق الإشعاعي (Cutaneous Radiation Injury) إلى ظهور حروق على الجلد نتيجة التعرض لنسب عالية من الإشعاع، ويكون الأشخاص الأكثر عرضة له هم الذين يتعاملون مع المواد المشعة.
زيادة خطر الإصابة بالسرطان
يزداد احتمال إصابة الأشخاص الذين تعرضوا لجرعات عالية من الإشعاع بالسرطان مع تقدمهم في العمر، مما يتطلب انتباهاً خاصاً لتعليمات الطوارئ.
تلف خلايا الجسم
الأطفال والأجنة أكثر عرضة لتأثيرات الإشعاع، حيث إن سرعة انقسام خلاياهم تعظم من احتمالية تلفها.
المخاطر البيئية الناتجة عن التلوث الإشعاعي
تؤثر الإشعاعات على البيئة بطرق معقدة، حيث تنطلق النويدات المشعة بسبب الأنشطة النووية، مما يتطلب استراتيجيات علمية لفهم آثارها البيئية.
من العوامل التي تؤثر على سلوك النويدات المشعة:
- كثافة إطلاق النويدات المشعة.
- الخصائص الكيميائية للنويدات المشعة.
- تفصيل طرق انتقال النويدات عبر البيئة.
التعامل مع المناطق الملوثة بالإشعاع
يتطلب التعامل مع المناطق الملوثة بالإشعاع اتخاذ تدابير معينة، خاصة في المناطق الكبيرة ذات المستويات العالية من التلوث.
- فرض قيود على الدخول إلى المناطق الملوثة.
- الحد من الاستخدامات المختلفة للمناطق الملوثة.
- تنفيذ معالجة كيميائية للحد من انتقال المواد الملوثة.
كيفية التصرف في حال حدوث تلوث إشعاعي
للتقليل من المخاطر الناجمة عن التلوث الإشعاعي، ينبغي اتباع الإجراءات التالية:
- الابتعاد عن المنطقة المتضررة والتوجه إلى مكان آمن.
- التخلص من الملابس الخارجية لتقليل فرص التلوث.
- غسل الجسم بالكامل بالماء والصابون.
- في حال تحديد تعرض الشخص للتلوث الداخلي، يمكن تناول الأدوية المساعدة.
طرق التخزين والتخلص من النفايات الإشعاعية
تتضمن طرق التخلص من النفايات الإشعاعية ما يلي:
التخلص القريب من السطح
تُستخدم مرافق قريبة من سطح الأرض للتخلص من النفايات ذات النشاط الإشعاعي المنخفض والمتوسط.
بناء مرافق على أو تحت مستوى سطح الأرض
تتواجد مرافق على عمق ضئيل تُستخدم لتخزين النفايات، مع إضافة غطاء عازل بعد الاستخدام.
بناء مرافق في كهوف تحت مستوى سطح الأرض
تُستخدم كهوف عميقة بعمق أمتار متعددة لتخزين النفايات قصيرة العمر.
التخلص الجيولوجي العميق
تُستخدم هذه الطريقة للتخلص من النفايات ذات النشاط الإشعاعي العالي، حيث تُبنى مستودعات تحت الأرض معزولة جيداً.
التخلص باستخدام مستودعات التعدين
تقوم مستودعات قريبة من الشواطئ أو تحت الأرض بتخزين النفايات داخل أنفاق مؤمنة.
التخلص باستخدام الآبار العميقة
تُبنى الآبار على ارتفاعات متفاوتة لتخزين النفايات بطرق آمنة ومعزولة.