المهارات الاجتماعية الأساسية التي ينبغي أن يتعلمها الطفل وطرق تنميتها

المهارات الاجتماعية التي يجب أن يتقنها الأطفال وطرق تطويرها

فيما يلي أهم المهارات الاجتماعية التي ينبغي على الطفل اكتسابها وأساليب تعزيزها:

التواصل الفعّال

تشمل مهارة التواصل تمكين الطفل من التفاعل مع أقرانه والبيئة المحيطة به بشكلٍ أكثر راحة ووضوح، حتى عندما تتنوع اهتماماتهم وأفكارهم. كما تساعد هذه المهارة الطفل على التعرف على أشخاص يشاركونه نفس الأفكار.

يمكن تعزيز مهارة التواصل لدى الطفل من خلال متابعة اهتماماته ودعمها، مثل منح الطفل الفرصة للانضمام إلى نادٍ رياضي لممارسة رياضته المفضلة، أو تشجيعه على المشاركة في مركز موسيقي حيث يمكنه العزف على الآلة التي يحبها. هذه الأنشطة تعزز من تفاعله مع أطفال في نفس عمره.

إضافةً إلى ذلك، يمكن تعليم الطفل كيفية بدء المحادثات واستمراريتها، من خلال أسئلة مفتوحة تعزز الحوار، مثل تعليم الطفل كيفية طرح أسئلة لا تُجاب بـ”نعم” أو “لا” فقط، بل تحتاج إلى إجابات موسعة. من المهم أيضًا توضيح الأسئلة الشخصية التي يُفضل عدم توجيهها للآخرين.

فنون المشاركة

تساعد المشاركة الأطفال في بناء صداقات جديدة وتعزيز الصداقات الحالية. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة العلوم النفسية (Psychological Science)، يظهر الأطفال دون سن العامين ميلًا للمشاركة، ولكن ذلك غالبًا يكون عند توفر فائض من الأشياء.

أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث إلى ست سنوات، غالبًا ما يكونون أنانيين بشأن المشاركة، خصوصًا إذا كان ذلك قد يؤثر على متعتهم. فهم قد يمتنعون عن مشاركة قطعة بسكويت لأن عددها سيتناقص، ولكنهم قد يشاركون لعبة لم يعودوا يرغبون في اللعب بها. بحلول سن السابعة، يبدأ الأطفال في إظهار اهتمام بمفهوم العدالة ويصبحون أكثر استعدادًا للمشاركة.

في جميع الأحوال، من المهم عدم إجبار الطفل على مشاركة لعبة معينة أو تقديم المشاركة لصديق بعينه، بل يمكن أن نشير إلى أهمية المشاركة ونمدح الطفل عند ممارستها، وإيضاح شعور الآخرين الإيجابي حيال ذلك، مثل: “لقد شاركت وجبتك مع أختك، وهي الآن سعيدة من أجلك، وهذا تصرف رائع”.

أهمية التعاون

يجسد التعاون العمل الجماعي لتحقيق هدف معين، وهو أمر ذو أهمية خاصة للطفل لتطوير قدرته على التكيف في المجتمع. يمكن بدء تعليم هذه المهارة منذ سن الثالثة والنصف، عن طريق أنشطة مثل بناء برج من الألعاب مع الأصدقاء أو المشاركة في لعبة تتطلب مساهمة الجميع.

لتعزيز مهارة التعاون، يمكن التحدث عن العمل الجماعي وأهمية فعاليته في تسهيل المهام وتحقيق نتائج أفضل عند التعاون. كما يمكن تنظيم مهام يتعاون فيها أفراد الأسرة، مثل إعداد وجبة معًا أو إنجاز مهام منزلية محددة.

مهارة الاستماع

الاستماع يتجاوز مجرد الصمت، فهو يتطلب فهم ما يُقال بالفعل. تُعتبر مهارة الاستماع من العناصر الأساسية للتواصل الفعّال في المجتمع، وكذلك في عملية التعلم، حيث تعتمد قدرة الطفل على متابعة المعلم في الفصول الدراسية. كما يسهم التواصل الفعّال في بناء علاقات صحية ومستدامة بين الطفل وأصدقائه وعائلته وحتى في المستقبل.

يمكن تعزيز هذه المهارة من خلال قراءة كتاب للطفل، مع التوقف بين الحين والآخر لسؤاله عن ما تم قراءته، مثل: “ماذا تتذكر من القصة حتى الآن؟”، إلى جانب مساعدته في سرد الأحداث المفقودة وتعزيز ثقافة الاستماع الجيد، فضلاً عن تعليم الطفل أهمية عدم مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم.

فنون الاستكشاف

يصبح الطفل أكثر نشاطًا كلما كبر، مما يزيد من فضوله لاستكشاف محيطه. تعد هذه المهارة مهمة لنموه الجسدي والعاطفي والاجتماعي، حيث تساعد الطفل على تطوير مفهوم الاستقلالية وتعزز ثقته في بيئته والأشخاص من حوله.

لتعزيز مهارة الاستكشاف، يمكن تزويد الطفل بألعاب تحفز الحواس وفتح المجال أمامه للتعرض لتجارب جديدة ومثيرة يوميًا. ينبغي أيضًا منحه حرية التحرك ضمن بيئة آمنة، والتعامل مع الفوضى بشكل إيجابي، كما يمكن تنظيم زيارات إلى حديقة الحيوانات أو المهرجانات أو القيام برحلات إلى الطبيعة.

التعبير عن المشاعر

يعد التعبير عن المشاعر ضروريًا للطفل لتعزيز صداقاته مبنية على الصدق والوضوح. يمكن مساعدة الطفل على اكتساب هذه المهارة من خلال مجموعة من الأنشطة، مثل الغناء والرقص، تقديم مسرحيات تخيلية، قراءة كتب تتناول موضوع المشاعر وتمثيلها، ومشاهدة صور للأطفال يعبرون عن مشاعرهم المختلفة والتحدث عنها.

Scroll to Top