التعلم
يعتبر التعلم حجر الزاوية للمعرفة الإنسانية في العصر الحديث. على مر العصور، كان يعتمد الإنسان في اكتساب المعرفة على التجربة والخطأ، ولكن مع تطور نظم التعليم حول العالم، أصبح الحصول على المعرفة يقوم على تمكين الطلاب من التفاعل مع العلوم وتعلم أساسياتها بشكل منظم. تم تحديث المناهج التعليمية لتوفير مساحة أكبر للطلاب لاكتشاف المعلومات وتجربتها تحت إشراف تربوي.
حدث هذا التحول في العملية التعليمية مع بداية القرن العشرين، حيث تم تطوير نظريات تعليمية بناءً على الفلسفات المعروفة آنذاك. على الرغم من أن هناك العديد من المحاولات لتطبيق نظريات تعليمية، إلا أن المدرسة السلوكية تظل الرائدة في هذا المجال، حيث وضعت الأسس لنظريات التعلم.
أنواع نظريات التعلم
النظرية السلوكية
- نشأت هذه المدرسة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1912، وتركزت على مفهوم السلوك وعلاقته بعلم النفس، مع التركيز على القياس التجريبي وتجنب الأفكار غير القابلة للملاحظة.
- تلخص النظرية السلوكية عملية التعلم بضرورة وجود شروط معينة لتحفيز اهتمام التلميذ وميوله، حيث تُقسم المادة الدراسية إلى أجزاء قابلة للتعاطي وتُعرض لتوفير فهم متسلسل للتلميذ، مما يستدعي أن تتناسب مع مستواه العقلي والبدني.
النظرية الجشطلتية
- ظهرت هذه المدرسة نتيجة لتحدي بعض العلماء مثل ماكس فريتمر وكورت كوفكا للأفكار السلوكية، حيث ركزت على سيكولوجيا التفكير ومشكلات المعرفة.
- تؤكد المبادئ الجشطلتية على أهمية الاستبصار—أي الفهم الشامل للمعلومات وترابطها—كشرط أساسي للتعلم الحقيقي، مشددة على الحاجة لارتباط التعلم بالنتائج، واعتبار الحفظ الآلي عائقاً أمام الإبداع؛ حيث يعد الاستبصار دافعاً أقوى مقارنةً بالتعزيز الخارجي.
النظرية البنائية
- تختلف النظرية البنائية عن السابقتين، حيث اعتقد مؤسسها جان بياجي أن التعلم يتم تلقفياً من مصادر خارجية.
- تتضمن المبادئ الأساسية للتعلم في هذه النظرية فكرة أن التعليم مرتبط بالتطور الشخصي المستمر، وأن الاستدلال يلعب دوراً أساسياً في بناء المفاهيم، حيث يصلح العلاقات بين العناصر. كما تعترف هذه النظرية بأن الخطأ هو عنصر جوهري في عملية التعلم، إذ يمكن من خلاله الوصول إلى المعرفة الصحيحة.
فيديو عن فوائد التعلم الذاتي
تابع الفيديو التالي لمزيد من المعلومات.