دراسة شاملة حول الضفادع

فصيلة الضفدع

تعتبر الضفادع (بالإنجليزية: frogs) جزءًا من الكائنات البرمائية التي تنتمي إلى مجموعة اللاذيليات (Anura). تتميز بأجسامها القصيرة والناعمة التي تفتقر إلى القشور، وتحتاج إلى القرب من مصادر المياه لتكاثرها. تنتشر الضفادع في مختلف البيئات، مع تباين أنواعها وأشكالها بناءً على المكان الذي تعيش فيه.

يمكن الاطلاع على التصنيف العلمي للضفادع في الجدول أدناه:

المملكةالحيوانات (بالإنجليزية: Animalia)
الأسرةالحبليات (بالإنجليزية: Chordata)
الفئةالبرمائيات (بالإنجليزية: Amphibia)
المجموعةاللاذيليات (أنورا)

موطن الضفدع

تتمتع الضفادع بقدرة كبيرة على التكيف، مما يمكنها من العيش في أي منطقة تحتوي على مياه عذبة. تتواجد الضفادع في جميع أنحاء العالم، في جميع القارات، ما عدا القارة القطبية الجنوبية. تعتبر البيئات الاستوائية الرطبة والدافئة الأكثر ملاءمة لها، بينما تستطيع أيضًا العيش في المناطق الصحراوية أو العالية حيث تصل الارتفاعات إلى 4572 متر.

تتخذ الضفادع من مواقع مختلفة موائل للعيش مثل فضلات الأوراق، أو قمم الأشجار، أو في المياه، إذ تختار هذه الأماكن لحماية نفسها من الافتراس. وفي المناطق التي تكثر بها الأنشطة البشرية، تجد الضفادع مأوى في الحدائق والأفنية، خاصةً تحت الأدوات أو حاويات التخزين.

الصفات الشكلية للضفدع

تتميز الضفادع بمجموعة من الصفات الفريدة، التي تشتمل على ما يلي:

  • يتميز الضفدع البالغ بعدم وجود ذيل، حيث يختفي الذيل الصغير الذي يمتلكه خلال مرحلة النمو عند البلوغ.
  • يمتلك الضفدع زوجًا من الخياشيم، وعينين بارزتين، وأذن واحدة تتكون من طبلة غشائية.
  • جلد الضفدع رطب، ويعمل على امتصاص الماء والتبادل التنفسي.
  • يضبط الضفدع جلد غدي قادر على إنتاج مواد مخاطية وسامة لحمايته من المفترسات.
  • تستطيع الضفادع الحركة من خلال استخدام أطرافها الأمامية والخلفية.
  • يمتلك الضفدع جهازًا هضميًا وجهازًا تنفسيًا ودوريًا وإخراجيًا وجنسيًا يشابه إلى حد كبير تلك الموجودة لدى الإنسان.
  • تستخدم الضفادع جلدها للتنفس أثناء النوم سواء في فصل الشتاء أو الصيف، على الرغم من قدرتها على التنفس عبر رئتيها.
  • يمتاز القلب العضلي الضفدع بتكوينه المعقد، حيث يتكون من أذنين وبطين.
  • تختلف أحجام الضفادع وأوزانها، إذ يصل طول بعض الأنواع إلى 38 سم مثل ضفدع الجالوت في غرب إفريقيا، بينما قد يكون هناك أنواع أخرى مثل الضفدع الكوبي يصل طوله إلى 1.27 سم فقط.
  • يتصل رأس الضفدع بجسده دون وجود رقبة، مما يجعل من الصعب عليه تدوير رأسه.
  • تستطيع الضفادع تغيير لون جلدها من البني والأخضر إلى ألوان أخرى بفضل الإفرازات التي تنتجها، حيث تستخدم الألوان الداكنة للحماية، والألوان الزاهية كإشارة تحذير عن السمية.
  • تمتلك الضفادع أرجلًا خلفية قوية وطويلة، مما يتيح لها القفز لمسافات شاسعة، إذ يمكن لبعض الأنواع القفز لمسافة تصل إلى 20 ضعف طول جسمها.

الصفات السلوكية للضفدع

تتميز الضفادع بسلوكيات فريدة تجعلها مختلفة عن باقي الحيوانات، ومن أبرزها:

  • تضع الضفادع بيضها في المياه العذبة، ويفضل النوع الراكد، بعيدًا عن المياه الجارية.
  • تقوم الضفادع بالهجرة إلى البرك في فصل الربيع وتعود إليها في مواسم التكاثر، حيث تفضل التزاوج في البيئات الرطبة العشبية.
  • تدخل الضفادع في فترة سبات شتوي خلال الأشهر الباردة، ولكن في حال اعتدال الطقس قد تخرج لفترات قصيرة، وغالبًا ما تبيت بين أكوام السماد أو الخشب أو في قاع البرك.
  • تبدأ الضفادع بالتكاثر عندما تتجاوز درجة الحرارة 5 درجات مئوية.
  • تستخدم الضفادع آلية الانتفاخ لتظهر أكبر حجمًا، وذلك كوسيلة للدفاع عن نفسها ضد المفترسات.
  • تمتلك الضفادع آليات دفاعية حيث تستخدم التمويه بتغيير لون جلدها، وغالبًا ما تكون معظم الأنواع الليلية نشطة بهذه الطريقة، بينما في النهار تختلط مع البيئة المحيطة بها.
  • تتكيف مع التغيرات المناخية، كونها من الكائنات ذوات الدم البارد، فهي تستطيع الاستفادة من حرارة الشمس، وعند الإحساس بالحرارة العالية تنتقل إلى أماكن الظل.
  • تستخدم الضفادع الإشارات المرئية لتحديد مكانها والتذكر في حال ابتعدت عنه.
  • تعيش الضفادع في مجموعات ضخمة ضمن مساحات ضيقة مما يساعدها في الحفاظ على رطوبة جسمها.
  • تضع الضفادع البيض كوسيلة للتكاثر، حيث يتم تجميعه على سطح المياه على شكل كتلة.

غذاء الضفدع

تعتبر الضفادع من الحيوانات آكلة اللحوم، حيث تغتذي بشكل أساسي على الحشرات، الديدان، القواقع، والأسماك، وأحيانًا تتناول القوارض مثل الفئران. تستخدم الضفادع لسانها الطويل واللزج للقبض على فريستها، ولديها أسنان صغيرة تساعدها في تثبيت فريستها، لكنها لا تستخدمها للمضغ. بعض الأنواع الأكبر حجمًا تعتمد أيضًا على الطيور والزواحف الصغيرة كغذاء.

تتغذى الضفادع الصغيرة على الطحالب الموجودة في البيئات المائية، ومع تقدمها في النمو تبدأ بالاعتماد على النباتات والحشرات صغيرة الحجم. في حالات نقص الغذاء، قد تتناول الضفادع الأكبر حجمًا الضفادع الأصغر منها.

تكاثر الضفدع

يحدث تكاثر الضفادع عبر وضع البيض، حيث يتم الإخصاب خارج جسم الأنثى، إذ تطلق الأنثى البويضات في الوقت نفسه الذي يطلق فيه الذكر الحيوانات المنوية. يقوم الذكر بتسلق ظهر الأنثى في عملية تُعرف باسم “أمبلكسوس”، والتي يمكن أن تستمر لساعات أو حتى أيام. تضع الأنثى عددًا كبيرًا من البيض، حيث قد يصل العدد إلى 100 بيضة أو أكثر.

يستخدم الذكر نداءً أو صوتًا معينًا لجذب انتباه الأنثى، مما يساعد على التعرف بين الذكور والإناث خلال فترة التزاوج.

بعد عملية الإخصاب، يُحتاج إلى بيئة رطبة وآمنة حتى ينمو البيض. تجدر الإشارة إلى أن بعض الأنواع تخلى عنها بعد الإخصاب، في حين يتطلب البعض الآخر الاحتفاظ بها في داخل أجسادهن، وهناك أنواع أخرى تُخزن البيض في المناطق الجافة مع الحفاظ على رطوبته باستخدام الماء أو البول. يختلف زمن الفقس بين الأنواع وحسب المناخ.

تترك الضفادع الماء بين شهري حزيران وأيلول بعد نضوجها، وتعود إلى الماء مرة أخرى لتتكاثر بعد حوالي ثلاث سنوات.

دورة حياة الضفدع

تمر الضفادع بخمس مراحل رئيسية حتى تصل إلى شكلها النهائي، تتمثل في:

مرحلة البيض

بعد الإخصاب، تضع الأنثى البيض في كتلة ضمن غلاف هلامي يطفو فوق سطح الماء، وقد يتعرض جزء كبير منها للمخاطر نتيجة العوامل الجوية. تحتاج البيوض إلى فترة تتراوح بين عدة أيام إلى أسابيع لتفقس، اعتمادًا على نوعها وظروف البيئة.

مرحلة الضفادع الصغيرة أبو ذنيبة

(بالإنجليزية: Tadpoles) في هذه المرحلة تخرج ضفادع صغيرة تُعرف باسم أبو ذنيبة، وتتميز بعدم امتلاكها أرجل ولكنها تمتلك ذيلًا وخياشيم، وتعيش في الماء. تستمر دورة حياتها في هذه المرحلة من أسبوعين إلى 3 أشهر.

مرحلة الضفادع الصغيرة ذات الأرجل

(بالإنجليزية: Tadpoles with legs) خلال هذه المرحلة، يبدأ نمو الأرجل الأمامية بعد عدة أسابيع، مما يسمح لها بالتنفس في الهواء. تحتاج الضفادع الصغيرة في هذه المرحلة بين أسبوعين إلى عدة أشهر حتى تتطور بشكل كامل.

مرحلة الضفدع

(بالإنجليزية: Froglets) في هذه المرحلة يبدأ جسم الضفدع بامتصاص الذيل مع بقاء أثر بسيط منه. يصبح الضفدع قادرًا على العيش خارج الماء ويمتلك رئة كاملة التطور، وتستمر هذه المرحلة عادةً حتى مرور 12 أسبوعًا.

مرحلة الضفدع البالغ

(بالإنجليزية: Adult frogs) تبدأ هذه المرحلة بعد عامين إلى أربعة أعوام من عمر الضفدع، حيث يغادر الضفدع الماء ليعيش على اليابسة، ويتحول نظام غذائه من النباتات إلى الحشرات والديدان والأسماك، ويتمكن من التكاثر مجددًا، مما يعيد دورة حياته من جديد.

أبرز أنواع الضفادع

يوجد أكثر من 5000 نوع معروف من الضفادع حول العالم، تتباين في الحجم والألوان. من بين هذه الأنواع، نجد:

  • الضفدع الأفريقي

(بالإنجليزية: African Bullfrog) يُعتبر من الأنواع المميزة بسبب سلوكه الفريد، حيث يقضي معظم وقته مدفونًا تحت الأرض أو في الطين، ويصل طول الذكور إلى حوالي 25.4 سم، وهو أكبر من الإناث. متوسط عمره يتراوح بين 20 إلى 35 عامًا.

  • ضفدع الطماطم

(بالإنجليزية: Tomato Frog) يتواجد في شمال مدغشقر، ويتميز بقدرته الكبيرة على التكيف في بيئات متعددة، وهو من أصغر الأنواع حيث يبلغ طوله 6.35 سم، ومتوسط عمره 10 أعوام.

  • الضفدع بكمن

(بالإنجليزية: Pacman Frog) يوجد في حوض الأمازون في أمريكا الجنوبية، يتميز بألوانه البنية، والبرتقالية، والخضراء الليمونية. يتميز بحجم فمه الذي يصل إلى نصف رأسه، ويعيش في المتوسط 10 إلى 12 عامًا.

  • ضفادع النار الشرقية

(بالإنجليزية: Oriental Fire Bellied Toad) سُمّيت بهذا الاسم نظرًا للون بطنها الأحمر الناري مع الظهر الأخضر المزين ببقع سوداء، تتواجد في شرق آسيا وتعد واحدة من الأنواع السامة، حيث يبلغ متوسط عمرها 30 عامًا.

  • الضفدع الأخضر والأسود أو الضفدع العفن

(بالإنجليزية: Green and Black Dart Frog) يعد إحدى الضفادع السامة المتواجدة في أمريكا الوسطى والجنوبية، خاصة في الغابات المطيرة، ويتميز بألوانه الزاهية، ومتوسط عمره 10 سنوات.

Scroll to Top