التباين بين الكتابة الإبداعية والخبرية من حيث المفهوم
تُعتبر الكتابة إحدى أهم المهارات التي تساهم في إتقان اللغة. إنها عملية عقلية يستحضر خلالها الكاتب أفكاره، وينظمها، ويختار أسلوب التعبير المناسب لعرضها، قبل كتابتها على الورق. بشكل عام، تُقسم الكتابة إلى نوعين رئيسيين: الكتابة الخبرية والكتابة الإبداعية. في هذا السياق، سنستعرض كلا النوعين، ونبرز الفروقات الرئيسية بينهما:
الكتابة الإبداعية
تشير الكتابة الإبداعية، المعروفة أيضًا بالكتابة الفنية، إلى جميع النصوص الأدبية النثرية التي يُعبر فيها الكاتب عن أفكاره بشكل جميل وأنيق، مع مراعاة جودة الصياغة الأدبية.
الكتابة الخبرية
تُعتبر الكتابة الخبرية، أو ما يُعرف بالكتابة الوظيفية، نوعًا من النصوص الأدبية النثرية التي يقدم فيها الكاتب أفكاره بطريقة مباشرة، دون الاعتماد على أسلوب أدبي متكلف، حيث يتم استخدام لغة واضحة وخالية من الرموز.
الاختلافات الملحوظة بين الكتابة الإبداعية والكتابة الخبرية
عند مقارنة هذين النوعين من الكتابة، نجد عدة اختلافات، منها:
- الكتابة الخبرية تظهر تعبيرًا موضوعيًا؛ إذ تبتعد عن المشاعر والتحيزات، مما يجعل الكاتب لا يظهر انفعالاته في نصّه، كما هو الحال في تقرير. بينما الكتابة الإبداعية تعكس التعبير الذاتي؛ حيث تظهر شخصية الكاتب وبصمته الفريدة، كما في الخواطر.
- الكتابة الخبرية تمثل تعبيرًا تقريريًا يميل للغة العلمية، وتركز على الغرض المُراد تحقيقه، في حين أن الكتابة الإبداعية تعبر عن تصوير فني مليء بالصور الأدبية والعواطف.
- الهدف من الكتابة الخبرية هو التواصل، بينما تسعى الكتابة الإبداعية إلى إثراء الأدب والتواصل في آن واحد.
- الكاتب في الكتابة الإبداعية غالبًا ما يمتلك القدرة على كتابة النصوص الخبرية، لكن العكس ليس صحيحًا دائمًا.
- يطلق على كاتب النصوص الخبرية “كاتب”، بينما يُلقب كاتب النصوص الإبداعية بـ “الأديب”.
- النصوص الخبرية قد تنتهي بمجرد تحقيق الهدف المُتوخى، بينما النصوص الإبداعية تبقى دائمًا متجددة، ويدوم أثرها، حيث تبقى بعض أعمالها خالدة حتى يومنا هذا، تشهد على جماليتها وإبداعها.
- الكتابة الخبرية تعكس القصد المحدد للكاتب، في حين تتجاوز الكتابة الإبداعية هذا القصد إلى تقديم إلهامٍ آخر قد لا يكون في حسبان الأديب.
- تتمتع الكتابة الخبرية بلغة واضحة ومباشرة، بينما تعتمد الكتابة الإبداعية بشكل كبير على الخيال، الذي يمثل عنصرًا إبداعيًا محوريًا في النص.
- من أبرز أنواع الكتابة الخبرية نجد التقرير، البحث العلمي، المقال، الإعلانات، البرقيات، وكتابة الرسائل والتلخيص. أما الكتابة الإبداعية، فتتضمن القصة القصيرة، الرواية، المقالات الأدبية، الشعر، والمذكرات.
الأصول العامة للكتابة
عند دراسة الكتابة، نجد أنها تتبع بعض الأسس الأساسية، ومن هذه الأصول:
- العناصر النظرية التي تتمثل في ثقافة الكاتب، والتي تشمل الثقافة اللغوية، الفكرية، والمعرفية.
- المعرفة العملية، التي تتمثل في القدرة على تقسيم الموضوع إلى أفكار مرتبة، وتنظيمها ضمن فقرات متناغمة.
أهمية الكتابة بوجهيها
تُعتبر الكتابة وسيلة حيوية للتواصل بين البشر، وهي واحدة من الطرق التي تلبي الاحتياجات النفسية للفرد. علاوة على ذلك، تُعد الكتابة حرفة نبيلة تُميز الإنسان عن باقي المخلوقات. تساعد الكتابة الأفراد على النفاذ إلى المعرفة وفهم ما كتبه الأجداد، كما أنها تجمع مختلف فنون اللغة وتعتبر أداة تفكير فعّالة. بفضل الكتابة، يمكن التعرف على الأنسباء، وأخبار الملوك والدول.