ينبغي علينا التحدث عن أهمية صلة الرحم، فهي من الواجبات الأساسية التي يجب أن يلتزم بها كل فرد في المجتمع. إن التقصير في صلة الرحم يُعتبر ذنبًا عظيمًا، وسيتحمل الشخص مسؤوليته أمام الله يوم القيامة، حيث يُعزز رابط الأسرة والترابط بين الأقارب.
تُعتبر صلة الرحم من أعظم الأمور التي تقربنا إلى الله – سبحانه وتعالى – فهي تعتبر من شروط الإيمان. في حال حدوث قطيعة الأرحام، تنشأ مسافة بين العبد وربه ويكتسب الشخص الكثير من الذنوب.
ما المقصود بصلة الرحم؟
-
يُعرف الرحم بأنه المكان الذي يحمل الجنين في بطن الأم حتى موعد ولادته.
- أما عن كلمة “روح”، فتصف العلاقة التي تربط بين المواليد.
-
في المصطلحات الشرعية، تُشير صلة الرحم إلى ترسيخ الحب والمودة والقربى بين الأقارب.
- التراحم بين الأفراد ويمكن أن يمتد ليشمل الآخرين خارج محيط الأسرة.
-
التأكيد على صلة الرحم يتجلى في عدة أشكال، كالزيارات، السؤال عن الأحوال، وعلاج المرضى.
- بالإضافة إلى تقديم المساعدات بمختلف أنواعها، سواء كانت مادية أو معنوية.
ما هو حكم صلة الرحم في الإسلام؟
تعتبر صلة الرحم من الأمور الضرورية والواجبة وفق الشريعة الإسلامية. ينبغي على المسلم الالتزام بها؛ فقد ذُكرت صلة الرحم في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد على هذا الواجب. سنستعرض بعضًا من هذه النصوص في السطور التالية.
الآيات القرآنية عن صلة الرحم
أشار القرآن الكريم في عدة مواضع إلى أهمية صلة الرحم وفضلها، ومنها:
- قال الله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ”. (سورة الرعد)
- وقال تعالى أيضًا: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتَقْطَعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُو۟لَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ”. (سورة محمد)
- وفي سورة البقرة، قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ… وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا”. (الآيات المتعلقة بصلة الرحم)
أهم الأحاديث النبوية التي تتعلق بصلة الرحم
جاء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بسنن وقيم نبيلة، وكان من أهم ما أوصى به المؤمنين هو صلة الرحم. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية في هذا السياق، نذكر منها:
الحديث الأول
- عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، إنجفل الناس قبله. فقالوا: قدم رسول الله، فجئت لأنظر، فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. فقال أول شيء سمعته منه: يا أيها الذين آمنوا أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا الأرحام. وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثاني
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثالث
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليصل رحمه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الرابع
- عن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرحم متعلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الخامس
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث السادس
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الرحم شجنة متمسكة بعرش، تتكلم بلسان ذلق. اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني”. فيقول الله تعالى: “أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها، وصلته، ومن نكثها نكته”.
الحديث السابع
- عن نفيع بن الحارث الثقفي أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثامن
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي، فقال: “يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم، ويقطعونني، وأحسن إليهم، ويسئون إلي، وأحلم عليهم، ويجهلون علي”. فقال النبي: “إن كنت كما قلت، فأنما تسفهم الملل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك” (رواه مسلم).
الحديث التاسع
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “إن الله خلق الخلق، حتى إذا فزع من خلقه، قالت الرحم: هذا مقام العائد بك من القطيعة. فقال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، يارب، قال: فهو لك”.
الحديث العاشر
- عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “أخبرني بعمل يدخلني الجنة”. فقال: “تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الأرحام”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أحاديث أخرى تتحدث عن صلة الرحم
- الحديث الأول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الحديث الثاني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة”.
- الحديث الثالث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أعمال بني آدم تعرض على الله عشية كل خميس، فلا يقبل قاطع رحم”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الحديث الرابع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع رحم”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الحديث الخامس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.