تاريخ الكاميرا القديمة
يعود الفضل في اختراع أول كاميرا إلى الفيلسوف الصيني مو تي، الذي عاش قبل حوالي 500 عام قبل الميلاد. وقد تأثر أرسطو بفكرته، حيث استخدم الكاميرا المظلمة لمراقبة كسوف الشمس. عُرفت هذه الكاميرا باسم “الكاميرا المُغلقة”، أو “غرفة الكنز المغلقة”. في القرن الأول من الألفية الثانية، أعاد العالم المسلم ابن الهيثم تفسير هذه الفكرة وقدم تصميمها في كتابه “البصريات”. خلال القرن التاسع عشر، تم تطوير الكاميرات لتكون في صندوق خشبي يحتوي على فتحة صغيرة، مما يسمح بإسقاط صورة مقلوبة وصغيرة للمشهد الخارجي. ورغم ذلك، كانت الصور الناتجة تميل إلى الضبابية، مما جعل من الصعب تصوير الأجسام المتحركة باستخدام الكاميرا ذات الثقب.
تسلسل تطور آلات التصوير
على مر القرنين الماضيين، شهدت الكاميرات (آلات التصوير) تطوراً ملحوظاً، بدءاً من الكاميرات الأولية التي لا تخزن الصورة إلى الكاميرات الحديثة التي تحتفظ بالصور بتنسيقات مختلفة وقابلة للتعديل. فيما يلي عرض لتطور الكاميرات عبر الزمن:
الكاميرا الحجرة المظلمة
تعتبر كاميرا الحجرة المظلمة (بالإنجليزية: Camera Obscura) من أوائل الكاميرات المعروفة، حيث يُعتقد أن الحضارات القديمة كالصينية واليونانية استخدمتها في التصوير. أول نموذج مطور لها يعود إلى ابن أخ جوزيف نيسيفور عام 1826م.
الكاميرا اللوحية
تعد الكاميرا اللوحية (بالإنجليزية: Plate Cameras) أولى الكاميرات التي حققت انتشاراً واسعاً في العالم، وتم صنع أول نموذج لها عام 1840م باستخدام ألواح نحاسية مغطاة بالفضة. شهدت مبيعات الكاميرات زيادة ملحوظة في سبعينيات القرن التاسع عشر. ومن المثير للاهتمام أن أول الكاميرات التي تستخدم الألواح الجافة تم تقديمها عام 1871م، حيث لوحظ أيضاً انكماش في حجم الكاميرا مع إدخال ميزات جديدة في بعض مكوناتها الميكانيكية.
كاميرات الأفلام الورقية
شهدت ثمانينيات القرن التاسع عشر تحولاً كبيراً في صناعة الكاميرات مع دخول شركة كوداك الوزن، حيث أنتجت كاميرا الأفلام الورقية (بالإنجليزية: Roll Film Cameras)، والتي كانت صغيرة الحجم وعالية الأريحية. ثم تم تقديم كاميرا يابانية في عام 1963م والتي استخدمت أفلام 35مم وأصبحت نموذجاً يُحتذى به في صناعة الكاميرات لاحقاً.
الكاميرات الفورية والكاميرات الرقمية
في النصف الثاني من القرن الماضي، تطورت صناعة الكاميرات لتظهر أنواع وأشكال جديدة، بما في ذلك:
- الكاميرا الفورية: اخترع أدوين لاند الكاميرا الفورية (بالإنجليزية: Polaroid Camera) في عام 1948م، وقد حصلت على براءة اختراع لتميزها في التقاط الصور ومعالجتها بشكل فوري، مما جعلها شائعة حتى أواخر القرن الماضي.
- الكاميرا الرقمية: بدأت فكرة الكاميرا الرقمية (بالإنجليزية: Digital Camera) في الظهور عام 1988م من خلال شركة فوجي تحت اسم (Fuji DS-1P). غير أن الثورة الحقيقية في عالم الكاميرات الرقمية حدثت مع كاميرا (SLR) من كوداك، التي كانت تحتوي على شريحة تخزينية تصل إلى 16 جيجا بايت وتدعم تنسيق (JPEG)، وهو ما اعتبر غير مسبوق في تلك الفترة الزمنية. بحلول عام 1995م، انتشرت الكاميرات الرقمية في جميع أنحاء العالم، ومنذ ذلك الحين أصبح اعتمادها شائعاً بفضل الميزات الفريدة التي توفرها مثل كشف الوجوه وتنسيقات التصوير المتميزة.
كاميرا كوداك
تأسست شركة كوداك (Eastman Kodak) الأمريكية المعروفة بإنتاج مستلزمات الأفلام والتصوير في نيويورك على يد جورج إيستمان عام 1880م، وأصبحت مستقلة في عام 1901م. قبل ظهور كاميرا كوداك، كان يجب على المصورين معالجة ألواح مغطاة بمواد كيميائية كلما رغبوا في التقاط صورة. لكن إيستمان طور ماكينة لانتاج الألواح الجافة المغلفة مسبقاً، وفي عام 1888م، أطلقت كوداك أول كاميرا محمولة لمحبي التصوير. وفي عام 1900م، قدم إيستمان كاميرا “براوني” الميسورة التكلفة، والتي كانت تستخدم أفلاماً ورقية قابلة للإزالة. كما كانت كوداك من الشركات الرائدة في تصنيع معدات الكاميرات وأفلام الشرائح الملونة.
في الستينات، قدمت كوداك مجموعة من الكاميرات والأفلام الحديثة، بما في ذلك سلسلة أفلام القرص التي أُطلقت عام 1982م، والتي سمحت للمستخدمين باستخدام الفلاش تلقائياً مع إمكانية ضبط التركيز وتحسين الصور. بحلول أوائل الألفية الثانية، بدأت كوداك بتركيز جهودها على تطوير المنتجات الرقمية.