عيد العمال
يعد عيد العمال، المعروف عالميًا بيوم العمال العالمي (بالإنجليزية: Labour Day) أو يوم العمال الدولي (بالإنجليزية: International Workers’ Day)، مناسبة يحتفل بها العديد من الدول في اليوم الأول من مايو من كل عام. وهو يوم مخصص لتقدير جهود العمال والاحتفاء بالنضالات والتضحيات التي بذلوها على مر السنين. وعلى الرغم من أن معظم الدول تحتفل بهذا اليوم، إلا أن هناك دولًا أخرى تختار الاحتفال بعيد العمال في أول يوم اثنين من شهر سبتمبر. يُعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في العديد من البلدان، تكريمًا للعمال وتشجيعًا لهم على المطالبة بحقوقهم.
تتضمن مطالبات العمال العديد من النقاط الأساسية، أبرزها ضرورة تحسين الأجور المنخفضة لبعض الفئات، وتحسين ظروف العمل الصعبة، بالإضافة إلى تقليل ساعات العمل الطويلة. كما يتم تسليط الضوء على إحدى القضايا البارزة التي يطالب الكثيرون بإلغائها، وهي ظاهرة عمالة الأطفال. يُعتبر الاحتفال بعيد العمال وسيلة تكرم بها النقابات الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية للعمال، ويتزامن هذا العيد مع حلول فصل الربيع في العديد من البلدان حول العالم.
أول عيد للعمال
بدأ الاحتفال بعيد العمال لأول مرة من قبل العديد من البلديات والولايات الأمريكية، حتى قبل أن يُعلن عنه كعطلة وطنية، حيث تم الاحتفال به في الخامس من سبتمبر عام 1882 في مدينة نيويورك. وفي العام التالي، تكرر الاحتفال في التاريخ ذاته. ومع حلول عام 1894، تبنت 23 ولاية أخرى هذا العيد، حين وقع الرئيس الأمريكي غروفر كليفلاند على قانون ينص على أن يوم الإثنين الأول من شهر سبتمبر سيكون عطلة وطنية.
تاريخ عيد العمال
تعود أصول عيد العمال إلى أواخر القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد في مدينة شيكاغو، حيث كانت هناك نضالات من قِبل نقابات العمال لتحقيق حقوقهم، خاصة حق العمل لثماني ساعات يوميًا. وقد أُعلن رسميًا عن يوم العمال في عام 1889 خلال المؤتمر الاشتراكي الدولي الأول في باريس، إحياءً لذكرى أحداث هايماركت (بالإنجليزية: Haymarket affair) التي وقعت عام 1886، والتي كانت مواجهة عنيفة بين العمال المضربين وشرطة شيكاغو على خلفية مطالبهم بتقليل ساعات العمل طويلة الأمد. نتجت عن هذه الاحتجاجات قرارات بزيادة ساعات العمل اللائقة، وأسفر هذا عن اعتماد الأول من مايو عام 1886 كموعد رسمي للبدء بتطبيق ساعات العمل الثمانية يوميًا.
لم تتوقف الاحتجاجات عند هذا الحد، بل استمرت في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، مما أدى إلى تواصل الكونغرس في عام 1904 مع المنظمات التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي والنقابات العمالية، مطالبًا بها بالتوقف عن العمل في الأول من مايو كل عام كوسيلة لتعزيز السلام العالمي.
صاحب فكرة عطلة عيد العمال
لا يزال الخلاف قائمًا حول من ابتكر عيد العمال، حتى بعد مرور ما يقارب 130 عامًا على الاحتفال الأول به في عام 1882. يُنسب الفضل في ذلك إلى بيتر ماغواير، الأمين العام لنقابة النجارين ومؤسس اتحاد العمل الأمريكي، إذ اقترح يوم العمال كوسيلة لتكريم إنجازات العمال.
في المقابل، يعتقد بعض المؤرخين أن الميكانيكي ماثيو ماغيري هو من أطلق فكرة عيد العمال، حيث تم انتخابه كوزير محلي لرابطة الماكينات الدولية في باترسون، نيوجيرسي. ويُعتقد أنه اقترح عيد العمال أثناء عمله كسكرتير للنقابة العمالية المركزية في نيويورك، ويُعتبر أيضًا من أوائل من احتفل بعيد العمال نتيجة للخطة التي وضعها اتحاد العمال المركزي آنذاك.
الاحتفال بعيد العمال
تُقام احتفالات عيد العمال سنوياً منذ الإعلان الرسمي عنه، وتتميز تقاليد الاحتفال بمسيرات شارع تُظهر قوة العمال في مختلف المجالات التجارية والصناعية. وتتبعها رحلات عائلية تجمع بين العمال وعائلاتهم لإضفاء المرح والمتعة. ولا يقتصر الاحتفال بعيد العمال على العمال فقط، بل يشمل رجال الأعمال وكل من يساهم في دعم قضايا العمال وتحسين ظروفهم. كما تُعتبر الإجازة مناسبة محببة للجميع، سواء كانت في عطلة نهاية الأسبوع أو في يوم محدد، مما يتيح الفرصة للمشاركة في مجموعة متنوعة من الأنشطة.