اختلافات بين الحقن المجهري وتقنية أطفال الأنابيب

كيفية إجراء الحقن المجهري وأطفال الأنابيب

تتضمن عملية أطفال الأنابيب مجموعة متسلسلة من الخطوات، حيث تُعتبر خطوة حقن الحيوان المنوي بالبويضة خطوة أساسية. تُنفذ هذه العملية بإحدى طريقتين: الإخصاب في المختبر (In Vitro Fertilization) أو من خلال حقن الحيوانات المنوية داخل سيتوبلازم البويضة (Intracytoplasmic Sperm Injection).

بناءً على ذلك، قد يكون الحقن المجهري جزءًا من خطوات أطفال الأنابيب أو إجراءً مستقلًا بمفرده. نستعرض فيما يلي كيفية إجراء كل من الحقن المجهري وأطفال الأنابيب:

خطوات إجراء أطفال الأنابيب

تتطلب عملية أطفال الأنابيب عادةً فترة زمنية تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد يستدعي الأمر تكرار العملية مرات عدة حتى يتم النجاح.

وفيما يلي توضيح للخطوات المتبعة في إجراء أطفال الأنابيب:

  • تحفيز الإباضة

تشمل هذه المرحلة استخدام مجموعة من الأدوية لمدة تتراوح بين 8 و 14 يومًا، لتحفيز المبايض على إنتاج عدد أكبر من البويضات بدلاً من بويضة واحدة كما يحدث عادة. من الأدوية المستخدمة:

    • أدوية تعمل على تنشيط المبيض وتحفيز الإباضة، وعادة ما يتم تناولها عن طريق الحقن.
    • أدوية لتحفيز نضوج البويضات.
    • أدوية لمنع التبويض المبكر، لضمان عدم إطلاق البويضات النامية مبكرًا عن موعدها.
    • أدوية لتحضير بطانة الرحم لتكون مستعدة لاستقبال البويضة المخصبة.
  • استخراج البويضات

تتم هذه المرحلة من خلال استخدام إبرة رفيعة موجهة بالموجات فوق الصوتية تجري عبر المهبل للوصول إلى المبايض واستخراج البويضات، وتستغرق عادةً حوالي 15 إلى 20 دقيقة دون شعور المرأة بألم لأن التخدير يكون مستخدمًا.

  • الحصول على الحيوانات المنوية

تجري هذه المرحلة بالتزامن مع استخراج البويضات، إذ يُجمع السائل المنوي عن طريق الاستمناء. في بعض الحالات، قد يتم استخراج الحيوانات المنوية مباشرة من الخصية باستخدام إبرة أو من خلال إجراء جراحي.

  • الإخصاب

تشمل عملية الإخصاب جمع الحيوانات المنوية السليمة والبويضات الناضجة، ثم تُحفظ في بيئة ملائمة لمدة يوم، لمراقبة عملية تخصيب الحيوان المنوي للبويضة طبيعيًا. إن لم يحدث الإخصاب بشكل طبيعي، فقد يقرر الطبيب استخدام تقنية الحقن المجهري.

  • نقل الأجنة

بعد فترة تتراوح بين يومين إلى خمسة أيام من الإخصاب، يتم نقل الأجنة السليمة إلى رحم المرأة في عملية تدعى نقل الأجنة، حيث يتم إدخال قسطرة طويلة ومرنة عبر المهبل حتى تصل إلى الرحم. يجدر الذكر أنه بعد مرور أقل من 14 يوما، سيقوم الطبيب بإجراء فحص دم للتحقق من نجاح الحمل.

خطوات إجراء الحقن المجهري

في حالات معينة، قد تجد الحيوانات المنوية صعوبة في اختراق الغلاف الخارجي للبويضة بسبب قامت هذه الطبقة بسمك أو صعوبة الاختراق. في مثل هذه الحالات، يتم اللجوء إلى تقنية الحقن المجهري، والتي يمكن أن تُعتبر عملية قائمة بذاتها، وتتضمن الخطوات التالية:

  • يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة في سيتوبلازم البويضة باستخدام إبرة دقيقة.
  • بعد الإخصاب وإنتاج بويضة مخصبة، تبقى البويضة المخصبة في المختبر لمدة تتراوح بين 1 إلى 5 أيام، للتأكد من نجاح العملية ونموها.
  • بعد ذلك، يتم الانتقال إلى مرحلة نقل الأجنة إلى رحم المرأة.

أسباب إجراء الحقن المجهري وأطفال الأنابيب

تتعدد الأسباب التي تدفع الأفراد لإجراء الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب، وفيما يلي أبرز الأسباب التي تستدعي اتخاذ القرار بإجراء أي منهما:

أسباب إجراء أطفال الأنابيب

يتم اللجوء إلى تقنية أطفال الأنابيب عادة للأزواج الذين يواجهون مشاكل في الحمل بسبب العقم الناتج عن عدة عوامل. من أهم مشكلات العقم التي يمكن أن يستفيد منها الأزواج من اللجوء لأطفال الأنابيب:

  • انخفاض الخصوبة لدى النساء فوق سن الأربعين.
  • انسداد أو تلف قناتي فالوب.
  • اضطرابات في وظيفة المبايض.
  • الأورام الليفية الرحمية.
  • انخفاض معدل عدد أو جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال.
  • وجود حالة الانتباذ البطاني الرحمي.
  • العقم غير المبرر.
  • تقليل فرص انتقال الأمراض الجينية من الأبوين إلى الأبناء.

أسباب إجراء الحقن المجهري

يُوصى بالحقن المجهري عندما يبدو أن الإخصاب الطبيعي قد يكون صعبًا. عادةً ما يُستخدم الحقن المجهري للأزواج الذين يعانون من مشاكل إنجابية تتعلق بالرجل. ومن الأسباب التي قد تستدعي استخدام الحقن المجهري:

  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
  • ضعف حركة الحيوانات المنوية.
  • خروج الحيوانات المنوية بجودة ضعيفة.
  • العقبات التي تمنع الحيوانات المنوية من اختراق البويضة.
  • حالة الرجل التي تعاني من قلة أو عدم وجود الحيوانات المنوية عند القذف.
  • انسداد القنوات التناسلية عند الرجل، مما يمنع خروج الحيوانات المنوية.

نسبة نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب

نسبة نجاح تقنية أطفال الأنابيب

تعتمد معدلات النجاح في تقنية أطفال الأنابيب بصورة كبيرة على عمر المرأة، فكلما كانت المرأة أصغر سنًا، زادت فرص النجاح. أيضًا تُعتبر الأسباب المؤدية إلى العقم ذات تأثير على تلك النسبة، سواء كانت خاصة بالمرأة أو الرجل.

تشير الدراسات إلى أن نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب تصل تقريبًا إلى 50% لدى النساء اللائي يبلغن من العمر 35 عامًا أو أقل، بينما تنخفض هذه النسبة بشكل ملحوظ مع زيادة العمر، خصوصًا بعد وصول المرأة إلى عمر 42 عامًا.

نسبة نجاح تقنية الحقن المجهري

تُخصب تقنية الحقن المجهري ما بين 50% إلى 80% من البويضات المحقونة. وتعتمد فعالية تلك التقنية بشكل كبير على سلامة الحيوانات المنوية وعدم تعرض البويضة للضرر خلال عملية الحقن.

الآثار الجانبية لكل من الحقن المجهري وأطفال الأنابيب

قد تظهر بعض الآثار الجانبية بعد إجراء الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب. نستعرض فيما يلي بعضًا من هذه الآثار الجانبية:

الآثار الجانبية لأطفال الأنابيب

تشير التقارير إلى أن العديد من النساء قد يعانين من آثار جانبية طفيفة بعد إجراء العملية نتيجة استخدام الأدوية. ومن أبرز هذه الآثار الجانبية:

  • الهبات الساخنة.
  • الصداع.
  • متلازمة فرط نشاط المبيض.
  • ولادة توائم.
  • صعوبات في النوم.
  • مشاعر اكتئاب أو زيادة الانفعالات.
  • الحمل المنتبذ.
  • زيادة خطر الإجهاض، الذي يتزايد مع تقدم العمر.

الآثار الجانبية للحقن المجهري

من الممكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية بعد إجراء عملية الحقن المجهري، ومن أبرزها:

  • احتمال تلف عدد محدود من البويضات أثناء الحقن، حيث تصل نسبة حدوث هذا التلف إلى 5%.
  • إمكانية ولادة طفل يعاني من مشاكل كروموسومية.
  • زيادة خطر الإجهاض.
  • معاناة الأطفال حديثي الولادة من مشاكل صحية تتطلب تدخلاً جراحيًا.
  • تزايد احتمالية صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة.
  • خطر الإصابة بالعقم خلال فترة المراهقة.

نصائح عامة لزيادة فرص نجاح أطفال الأنابيب والحقن المجهري

هناك مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها لزيادة فرص نجاح عمليات أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري، بما في ذلك:

  • الحفاظ على وزن صحي:

يعتبر الحفاظ على وزن صحي أمرًا ضروريًا لتعزيز الخصوبة وزيادة فرص النجاح في الحقن المجهري وأطفال الأنابيب. تزيد السمنة من صعوبة مراقبة عملية المبيض وقد تعيق نجاح العملية.

  • تقليل مستويات التوتر:

يمكن أن يؤثر التوتر سلبًا على معدل النجاح. لذلك يُنصح بتطبيق تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو تمارين التنفس العميق.

  • الإقلاع عن التدخين:

يؤثر التدخين على جودة الحيوانات المنوية والبويضات، مما يزيد من فرص الحصول على نتائج سلبية.

  • ضمان الحصول على ما يكفي من فيتامين د:

يُعتبر نقص فيتامين د عاملًا مُرتبطًا بالعقم، ويُفضل التعويض عن ذلك لضمان زيادة فرص الحمل.

ملخص المقال

تتكون عملية أطفال الأنابيب من مراحل متعددة، وقد يكون الحقن المجهري أحدها أو إجراءً مستقلاً. يمكن أن يتم الإخصاب في أطفال الأنابيب بصورة طبيعية عبر وضع البويضات مع الحيوانات المنوية في وعاء خاص، أو من خلال الحقن المجهري عبر إدخال الحيوان المنوي مباشرة في البويضة. هناك عوامل محددة تؤثر على اختيار الوسيلة المناسبة للتخصيب.

Scroll to Top