التمييز بين البدل والتوكيد
في اللغة العربية، تعتبر التوابع أربعة أنواع: النعت، العطف، البدل، والتوكيد. يُعد البدل نوعًا من التوابع يأتي بعد اسم يُعرف بالمبدل منه، حيث تمهّد هذه الكلمة لظهور البدل. وتسمية “البدل” تنبع من إمكانية حذف المبدل منه واستخدام البدل بدلاً عنه داخل الجملة دون التأثير على المعنى.
أما التوكيد، فهو تابع يُستخدم بعد المؤكد بهدف تعزيز المعنى وإزالة أي غموض. ويمكن أن يتم ذلك من خلال تكرار نفس الكلمة أو بواسطة ألفاظ محددة. يتبع كل من البدل والتوكيد ما قبلهما في أربعة جوانب أساسية: الإعراب، التعريف والتنكير، التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع.
أنواع البدل
ينقسم البدل إلى ثلاثة أنواع رئيسية كما يلي:
- البدل المطابق: هو بدل يوافق المبدل منه في المعنى، مما يعني أنه يمكن حذف المبدل منه دون أن يتغير المعنى. مثال: تولى الخليفة أبو بكر الخلافة، حيث “أبو” هو بدل مطابق مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة. أيضًا، نقول: “هذا الطالب مجتهد”، حيث “الطالب” هو بدل مطابق مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- بدل بعض من كل: في هذا النوع، يكون البدل جزءًا من المبدل منه، وهو ملموس ويعود إليه ضمير. مثال: رأيتُ السفينةَ شراعَها، حيث “شراعها” هو بدل بعض من كل منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، و”ها” ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
- بدل الاشتمال: يشمل هذا النوع جزءًا من المبدل منه لكنه غير ملموس، ويعود إليه ضمير. مثال: أعجبني الرجل خلقَه، حيث “خلقه” هو بدل اشتمال منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، و”الهاء” ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
أنواع التوكيد
يتنوع التوكيد إلى نوعين أساسيين، وهما:
- التوكيد اللفظي: يتم ذلك من خلال تكرار نفس الكلمة مرتين، سواء كانت اسمًا أو فعلًا أو حرفًا أو ضميرًا أو جملة اسمية أو فعلية. مثال: “نحن نحن صنعنا المجد”، حيث “نحن” الثانية هي ضمير منفصل مبني في محل رفع للتوكيد اللفظي. ومثال آخر: “وجدت الكتاب الكتاب مفيدًا”، حيث “الكتاب” الثانية توكيد لفظي منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- التوكيد المعنوي: يعتمد على استخدام ألفاظ مضافة إلى ضمير يعود على المؤكد، مثل: نفس، عين، كل، جميع، عامة، كلا، كلتا، أجمع. مثال: “رأيت الأستاذ نفسه في السوق”، حيث “نفسه” توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف، و”الهاء” ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ومثال آخر: “جاءت المرأتان كلتاهما”، حيث “كلتاهما” توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى.
أمثلة على البدل والتوكيد
- قال تعالى: “اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم”، حيث “صراط” هو بدل من الصراط المطابق منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- قال تعالى: “يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه”، حيث “قتال” هو بدل اشتمال من الشهر مجرور وعلامة جره الكسرة.
- قال تعالى: “ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا”، حيث “من” اسم موصول مبني في محل جر بدل بعض منه من الناس.
- قال تعالى: “فسجد الملائكة كلهم أجمعون”، حيث “كلهم” توكيد لفظي مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف، و”هم” ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، و”أجمعون” توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
- قال تعالى: “كلا إذا دُكّت الأرض دكًا دكًا”، حيث “دكًا” هو توكيد لفظي منصوب وعلامة نصبه الفتحة.