تأسيس المدرسة الشمولية لدى السكاكي
يمثل كتاب “مفتاح العلوم في البلاغة” للسكاكي حجر الزاوية للمدرسة الشمولية، التي تُعتبر من أوسع المدارس تأثيرًا وشمولاً في التراث الثقافي، حيث تناولت مجمل العلوم اللغوية وركائز اللغة وأنواع الخطاب، بما في ذلك الصرف والنحو وعلم البلاغة. وقد انبثقت عن علم البلاغة علوم المعاني والبيان، حيث يُعتبر علم المعاني بمثابة علم النحو، بينما يُعبر علم البيان عن الصرف، ويتفرع من علم البيان المحسنات اللفظية والمعنوية، كما ويتصل علم الأسلوب بعلم البلاغة.
عندما ناقش السكاكي موضوع الفصل والوصل، سلط الضوء على أهمية تخزين الكلمات والصور في الذاكرة، مما يمكّن المتحدث من انتقائها عند الحاجة إلى تشكيلة متنوعة من العبارات والتركيبات. وقد تصور السكاكي عملية تخزين المعلومات بشكل يُشبه حلول التكنولوجيا الحديثة، كأجهزة الحاسوب المعاصرة.
المعاني البلاغية في المدرسة الشمولية للسكاكي
تستند المعاني البلاغية لدى السكاكي إلى التركيب الكلامي، ويتضمن ذلك العديد من الجوانب الهامة، مثل:
- علاقة الكلام بالتعريف والتنكير.
- الترابط بين الكلمات في الجملة الواحدة.
- العلاقة بين الحال والزمان والأسلوب والسياق والأشخاص.
- الارتباط بين الكلام وفق الرتبة وبين كمية المعاني والألفاظ والذكر والحذف.
تفسير النظم في المدرسة الشمولية لدى السكاكي
عرّف السكاكي النظم بأنه جوهر البلاغة المقامية، واهتم اهتمامًا كبيرًا بقضية الفصل والوصل وأثرها على النظم، كما ربط اللغة بالسياق. وخصص فصلًا كاملًا في كتابه لمبدأ طرح السؤال، مبرزًا وعيه بكل جديد يتعلق بقضايا المقام.
دراسة الشعر في المدرسة الشمولية للسكاكي
كان دافع السكاكي لتأليف كتاب “مفتاح العلوم في البلاغة” ردًا على مشككي الإعجاز والشعر، حيث أحرزت اللسانيات في رؤيته تقدمًا ملحوظًا لا يمكن تخيله في ذلك العهد فيما يتعلق بأسئلة اللغة والأدب والبلاغة.
المواضيع التي تناولتها المدرسة الشمولية للسكاكي
تناولت المدرسة الشمولية للسكاكي عددًا من المواضيع، منها:
- علم البلاغة
استعرض السكاكي عملية التحويل المرتبطة بمقتضى الحال والمقام، بالإضافة إلى علم الأسلوب وعلم البديع، إذ انتقل من علم البيان إلى علم المعاني.
- الشعر
يُعرف الشعر بارتباطه العميق بالقافية والعروض، وقد اعتبر السكاكي الشعر من أبرز مجالات علوم اللغة التي طورها في كتابه.
- قيمة المعنى
ناقش السكاكي قيمة المعنى في الاستقامة اللغوية والنحوية، وقد أشار المهدي المخزومي إلى ذلك مؤكدًا: “الجملة الصحيحة لغويًا ونحويًا هي الجملة الفصيحة عند أهل المعاني”، ولم يكن المخزومي هو الوحيد الذي تناول هذا الموضوع، بل ذكر نهاد الموسى أيضًا أهمية معنى في علم النحو.