دراسة حول أهمية ودور الأم في الحياة

الأم

تُعتبر الأم مصدر الحنان والعطف والأمان لكل من حولها. فهي تحمل طفلها لمدة تسعة أشهر، وتتحمل ما يترتب على ذلك من متاعب وصعوبات حتى أن يأتي إلى العالم، لتبدأ معه رحلة جديدة في الحياة. هي الأوّل الذي يراه الطفل، ويشعر بدفئها وحنانها الذي لا يُضاهى، ولا يمكن الحصول عليه من أي شخص آخر. لذا، فهي تستحق كل الاحترام والتقدير لما تقدمه لأطفالها وعائلتها.

أهمية الأم

نظراً للدور الحيوي الذي تلعبه الأم في الحياة، فقد حظيت بالتكريم والمكانة الرفيعة منذ بداية الإنسانية. فالأم تمثل نصف المجتمع، وبدون وجودها لا يمكن للإنسان العيش بسلام. وقد أشار العديد من الشعراء إلى مكانتها في قصائدهم، مثل الشاعر العظيم أحمد شوقي الذي قال: “الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق”، مما يعكس الدور الأساسي للأم في تشكيل المجتمعات العريقة.

مكانة الأم في الإسلام

تحظى الأم بتكريم خاص في الدين الإسلامي، حيث تم منحها مراتب رفيعة تفوق غيرها من البشر. ولأهمية دور الأم، جعل الله سبحانه وتعالى رضاها وطاعتها مرتبطاً برضا الله وطاعته. فالذي يعق والدته ويغضبها يُعاقب في الدنيا والآخرة. كما تُعتبر الأم الأحق في مصاحبة الإنسان؛ حيث جاء رجل إلى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – يسأله: “يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟” فأجاب: “أمّك”، ثم سأل الرجل مرة أخرى “ثم من؟” فأجاب النبي: “أمّك”، وهكذا حتى ذكر الأب بعد ثلاث مرات (متفق عليه).

دور الأم في المجتمع

تتولى الأم مسؤولية كبيرة في المجتمع، حيث تسهم في تربية وتنشئة أبنائها ليصبحوا عناصر نافعة وإيجابية. تعتبر الأم الصالحة منارة للمجتمع، بينما الأم غير الصالحة يمكن أن تؤدي إلى تفكك المجتمع من خلال تربية غير صحيحة لأبنائها، مما يزيد من انتشار الفساد والضرر ويعيق تقدم المجتمع وتطوره.

حقوق الأم

من الحقوق التي تملكها الأم على أبنائها أن يحظوا باحترامهم وتقديرهم لها، وذلك من خلال التعامل معها بالمودة واللين، وتلبية كافة احتياجاتها ومتطلباتها الخاصة. يجب تجنب القسوة في التعامل معها أو إهمالها، وطاعتها في كل ما لا يتعارض مع أوامر الله. كما قال تعالى في كتابه الكريم: “وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.

Scroll to Top