الشرك، الكفر، والنفاق
أنواع الشرك
الشرك يُعرّف بأنه مشاركة في الألوهية والربوبية لله -عز وجل-، وينقسم إلى نوعين:
- الشرك الأكبر
الشرك الأكبر هو الذي يُخرج الفرد من الملة، ويحدث عندما يتم توجيه أنواع العبادة لغير الله -تعالى-، مثل الصلاة والدعاء، أو الذبح لغيره. كما يشمل التقرب إلى الأضرحة أو الجن أو الشياطين من خلال النذور والذبائح، والخوف من هؤلاء أو من الموتى على أنهم قد مسّوه بسوء أو مرض. ويعتبر سؤال أولئك الذين لا يحققون نفعًا أو ضررًا، مثل الأصنام كما كان في زمن الجاهلية، من الشرك الأكبر.
من الأمثلة على ذلك الاعتكاف بين الأضرحة وسؤالها الفرج من دون جدوى، كما ذكر الله -تعالى-: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
- الشرك الأصغر
الشرك الأصغر لا يُخرج الشخص من الملة، لكنه يقلل من التوحيد ويعد وسيلة للشرك الأكبر. وينقسم الشرك الأصغر إلى نوعين؛ الشرك الظاهر مثل الحلف بغير الله، والشرك الخفي مثل الرياء.
أنواع الكفر
الكفر هو كل اعتقاد أو قول أو فعل يتعارض مع الإيمان، وينقسم إلى نوعين:
- الكفر الأكبر
الكفر الأكبر يشمل تكذيب القلب لله -تعالى- وآياته أو رسوله -صلى الله عليه وسلم-. وهو يتنافى مع الحب الإيماني، حيث يتجلى في قول أو عمل يتعارض مع ما يؤكده القلب من تصديق. يُعتبر الكفر الأكبر مخرجًا عن الملة، ويمتد عذاب صاحبه إلى الخلود في نار جهنم إن مات وهو على هذا الحال.
- الكفر الأصغر
الكفر الأصغر هو ما لا يُخرج الشخص من الملة ولا يُبطل أعماله، ولكنه ينقص من أجره، ويشمل الكبائر من الذنوب.
أنواع النفاق
النفاق هو إظهار الإسلام مع إبطان الكفر، وينقسم إلى نوعين:
- النفاق الأكبر
هذا النوع هو النفاق العقدي، حيث يظهر الشخص الإسلام في حين يُبطن الكفر. يعتبر النفاق الأكبر مخرجًا كاملًا من الدين، ويعاني صاحبه من أشد عذاب في الآخرة. وقد وصف الله -تعالى- أهله بصفات الشرور مثل كُفرهم وكذبهم على الله والرسول وسخريتهم من أحكام الإسلام.
- النفاق الأصغر
النفاق الأصغر هو نفاق عملي لا يُخرج من الملة، ويتعلق بعدم الالتزام بالعبادات، وصاحبه لا يخلد في النار حتى لو مات على هذا النفاق.
الفروق بين الشرك الأكبر، الكفر الأكبر، والنفاق الأكبر
الشرك الأكبر يتنافى مع الشهادتين: “لا إله إلا الله” و”محمد رسول الله”، بينما الكفر يتجلى في تكذيب النبي -صلى الله عليه وسلم-، والنفاق يكون كفرًا بالله في الباطن. وقد أعد الله عقابًا أشد للمنافقين من عذاب المشركين والكافرين لأنهم يحملون الكراهية والكفر في صدورهم مع إظهار الإسلام.
لا يوجد فرق بين الكافر والمشرك والمنافق من حيث العاقبة؛ فهم جميعًا سيخلدون في نار جهنم، كما ورد في قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُكَافِرِينَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا، أُوْلَـئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ). بالإضافة إلى قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا).
هناك علاقة بين الشرك والكفر؛ فكل شَرَك أكبر يُعتبر كفرًا أكبر، لكن ليس كل كفر أكبر يُعتبر شركًا أكبر. بالشكل العام، الكفر أعم من الشرك، كما أن كل منافق نفاق أكبر هو كافر كفر أكبر، لكن ليس كل كافر كفر أكبر يُعتبر منافق نفاق أكبر.