فهم النمو اللغوي للطفل
تُعتبر اللغة والكلام المهارات الأساسية التي يعتمد عليها الإنسان للتواصل مع الآخرين. تُزرع هذه المهارات في السنوات الأولى من حياة الطفل، حيث غالبًا ما يمكنه اتقان الأساسيات بحلول السنة السادسة. وتُعتبر السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل الفترة الأكثر أهمية لاكتساب مهارات اللغة والكلام. تتعزز هذه المهارات بشكل أكبر في بيئات غنية باللغة حيث يتعرض الطفل لتحفيز لغوي مستمر. بينما إذا نشأ الطفل في بيئة تفتقر إلى التفاعل اللغوي، فإن تحديات تعلم اللغة تصبح أكبر.
مراحل نمو اللغة لدى الطفل
رغم اختلاف مستويات النمو اللغوي بين الأطفال، فإن هناك خصائص ومراحل مشتركة. إليكم أبرز هذه المراحل:
السنة الأولى من حياة الطفل
تبدأ ملامح اللغة بالظهور عند الأطفال اعتبارًا من الشهر الثالث، حيث يصبح بإمكانهم إصدار أصوات والتفاعل اجتماعيًا من خلال الابتسامة عند رؤية الأشخاص المعروفين. قد يظهرون استجابة معينة عند سماع أصوات مألوفة، ويعبرون عن احتياجاتهم ورغباتهم من خلال البكاء بأساليب مختلفة. عند بلوغهم الشهر السادس، يبدأون في المناغاة أثناء اللعب أو بمفردهم، مما يُظهر تطوراً في مخزون الأصوات. عند اقترابهم من السنة الأولى، يبدأ الأطفال بتقليد الأصوات التي يُسمعونها ويُلفظون كلمات بسيطة مثل “ماما” و”بابا”، كما يبدأون في فهم بعض التعليمات واستيعاب الروابط بين الكلمات ومعانيها.
السنة الثانية من حياة الطفل
يستمر النمو اللغوي بعد بلوغ الطفل عامه الثاني، حيث يصبح قادرًا على التعرف على أسماء الأشخاص المألوفين والأشياء وأجزاء الجسم. تزيد مفرداته ليصل إلى بين ثماني إلى عشر كلمات بحلول الشهر الثامن عشر، ويبدأ في تركيب جمل بسيطة مثل “أريد المزيد من الحليب” عند بلوغه عامين. كما يتمكن من طرح أسئلة تتكون من كلمة أو كلمتين ويفهم التعليمات والأسئلة البسيطة، لتصل حصيلة كلماته إلى حوالي خمسين كلمة.
السنة الثالثة من حياة الطفل
عندما يصل الطفل إلى السنة الثالثة، يصبح قادرًا على استخدام كلمة تعبر عن كل شيء تقريبًا. ويتمكن عادةً من تكوين جمل وأسئلة مكونة من كلمتين أو ثلاث. تتنوع الأصوات التي يستخدمها، مما يسمح له بالتواصل بشكل أكثر وضوحًا مع الأشخاص من حوله.