العصر الجاهلي
تعتبر مظاهر الحياة في العصر الجاهلي تعبيرًا عن جوانب متنوعة تشمل نواحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المجتمعات آنذاك. ورغم أن الحياة في الجاهلية كانت مليئة بالتحديات، خاصة من جهة العقائد وعبادات الناس ورؤية المرأة، إلا أنه كان هناك أيضًا أخلاقيات تحكم العلاقات بين الأفراد في بعض الظروف. فما هي أبرز جوانب الحياة خلال هذه الفترة؟
العقيدة والإيمان
لم يكن معظم العرب في العصر الجاهلي موحدين بالله عز وجل؛ بل كانت عقيدتهم متجذرة في الاعتقاد بوجود أنداد وشفعاء يكونون وسطاء بين البشر والخالق. ولذلك، قام العرب في تلك الفترة بصنع الأصنام والأوثان لتكون آلهة يعبدونها طلبًا للشفاعة عند الله. وعبد بعض القبائل النجوم والكواكب، بينما ظل عدد قليل من العرب متمسكًا بدين الحنيفية الذي أرسى دعائمه سيدنا إبراهيم عليه السلام. كما تنصّر البعض الآخر وتهوّد بعضهم.
الجانب الاجتماعي
كانت المجتمعات العربية في العصر الجاهلي تتألف غالبًا من قبائل ترتبط بروابط النسب والعشيرة. وافتخر العرب بأنسابهم وأحسابهم بشكل كبير، مما دفع شعراء كل قبيلة إلى نظم قصائد تعبر عن مفاخر قبيلتهم. وقد تميز زمنهم بمبدأ القوة والسيادة، حيث كانوا يسعون لبناء تحالفات مع الأقوياء لضمان مكانتهم.
الجانب الأدبي
اهتم العرب في العصر الجاهلي بشكل كبير بالأدب والشعر، حيث أُقيمت أسواق خاصة مثل سوق عكاظ وسوق ذو المجنة لتبادل الشعر والأفكار. وقد برز العديد من الشعراء في هذه الفترة، مثل النابغة الذبياني، وعنترة بن شداد، وامرؤ القيس، الذين عُرفوا بأشعارهم المعلقة والتي كانت تُعلّق على أستار الكعبة في مواسم الحج.
العلوم والطب
تأثر العرب في الجاهليّة بمجموعة من العلوم، من بينها علم الفلك وتتبع حركات النجوم، بالإضافة إلى القيافة والعيافة. وفي مجال الطب، كان هناك عدد من الأطباء الذين تركوا بصمتهم في هذا المجال، مثل الحارث بن كلدة وابن أبي روميّة، الذين تميّزوا بمعرفتهم الطبية.
وسائل الكسب
كان العرب في العصر الجاهلي معروفين بعملهم في مجالات الرعي والتجارة، حيث أن البيئة الصحراوية التي عاشوا فيها حالت دون تحولهم إلى الزراعة. لذلك، كان عليهم القيام برحلات تجارية بين الشام واليمن في فصل الشتاء والصيف لتلبية احتياجاتهم.