تمييز السراج الوهّاج عن السراج المنير
تعريف السراج
السراج في اللغة يعني المصباح المتألق، ويطلق على كل ما يتصف بالضوء، هذا الضوء يمكن أن يكون مادياً مثل الشمس، القمر، والمصباح، أو يمكن أن يكون معنوياً ينير الأرواح والعقول، مما يساعد على فتح الأذهان والهداية. ومن الأمثلة على هذا النوع من الإضاءة هم الأنبياء ورسل الله -عليهم الصلاة والسلام- وما جاءوا به من رسالات تهدف لهداية البشرية ونقلهم من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الإيمان بالله الواحد.
الاختلاف بين السراج الوهّاج والسراج المنير دلالياً
أطلق الله تعالى على الشمس في كتابه الكريم وصف “السراج الوهّاج”، بينما وُصِف نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- بأنه “السراج المنير”. والفرق بين السراج الوهّاج والسراج المنير يكمن في أن السراج الوهّاج ينطلق من الوهج، وهو ضوء يحتوي على حرارة قد تكون مضرة. بينما السراج المنير هو نور بدون أي أذى. لذا، كان توصيف النبي بأنه سراجٌ منير أكثر كمالاً، إذ جاء بدعوة الإسلام التي أخرجت الناس من ظلمات الجهل والشرك، وهدتهم بضياء الدعوة إلى الطريق المستقيم. أما وصف الشمس بالسراج الوهّاج فيعكس الغرض من خلقها، حيث إن الوهج يجمع ضوء الشمس وحرارتها، وهما عنصران أساسيان لاستمرارية الحياة.
السراج الوهّاج والسراج المنير في القرآن الكريم
السراج الوهّاج في القرآن
تم ذكر السراج الوهّاج في القرآن الكريم باعتباره وصفاً للشمس، كما ورد في سورة النبأ: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا). وقد وُصِفَت الشمس في مواضع أخرى بأنّها سراج كما في قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا) وأيضاً في قوله: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا).
السراج المنير في القرآن
ذُكِر السراج المنير في القرآن الكريم كتشبيه للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وذلك كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا). فقد شبه الله -عز وجل- نبيه الكريم بأنه سراجٌ منير لأنه كان السبب في انتقال الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.