الوراثة
تُعتبر الوراثة في علم الأحياء عملية نقل الصفات الجسمية من الكائن الحي إلى نسله. يتم ذلك من خلال انتقال الشيفرة الوراثية المورثة من كلا الوالدين بالتساوي أثناء عملية الإخصاب، حيث يلتقِي الحيوان المنوي بالبويضة. يُعرف العلم الذي يختص بدراسة انتقال هذه الصفات بين أفراد العائلة بــ”علم الوراثة”.
وفقًا لمفاهيم علم الوراثة، تُعتبر الجينات هي الوحدات الأساسية التي تحدد الصفات الموروثة عبر الأجيال، حيث تحتوي هذه الجينات على المادة الوراثية، المعروفة باسم الحمض النووي (DNA). في حالات نادرة، يُشار إلى الشيفرات الوراثية المتغيرة باسم RNA. يمكننا أن نخلص إلى أن الجينات تلعب دورًا محوريًا في تحديد الشكل والسمات الفيزيائية للكائن الحي بالإضافة إلى سلوكياته، إذ تنتقل هذه الجينات من جيل لآخر عبر التكاثر.
خصائص الوراثة
تتضمن بعض الخصائص الأساسية للوراثة ما يلي:
- الوراثة المنفصلة وقوانين مندل: تفسر هذه الخاصية الأساس الذي يقوم عليه العملية الوراثية، حيث تبدأ من الجين الذي يمنح السمات المنفصلة للأجيال. وقد كانت البداية الحقيقية لهذه الدراسات عندما أجريت تجارب على يد غريغور مندل لدراسة السمات الموروثة في نباتات البازلاء.
- التدوين والرسوم البيانية: يعتمد علماء الوراثة في دراساتهم على الرسوم البيانية والرموز الخاصة لوصف مفهوم الوراثة، حيث يتم التمثيل باستخدام الأحرف والأعداد. يُستخدم الرمز “+” للإشارة إلى الأليلات الثابتة، ومن أبرز الرموز هي P وF1 وغيرها.
- تفاعلات الجينات المتعددة: يحتوي جسم الكائن الحي على آلاف الجينات الخاصة به، التي تبدأ في التفكيك والانقسام خلال عملية التكاثر الجنسي. يحدث تعديل وراثي على هذه الجينات بين الآباء، مما يؤدي إلى نشوء جيل جديد يتمتع بصفات جديدة ومختلفة بعض الشيء.
الوراثة والصفات
ترتبط الوراثة ارتباطًا وثيقًا بالصفات الجسمية التي يحملها الكائن الحي، حيث تُعتبر الصفات الوراثية هي المسؤولة عن المظهر الخارجي للكائن من حيث اللون، الشكل، الحجم، والطول، بالإضافة إلى بعض التفاصيل الخاصة بالإنسان مثل شكل الوجه والميول. في الغالب، فإن الصفات المُورثة تأتي من الآباء وتلعب دورًا حيويًا في تحديد الترتيب الاجتماعي والنسب الذي ينتمي إليه الكائن الحي، ويمكن تحليل ذلك بوضوح من خلال الحمض النووي (DNA).
يُذكر أن صفات الكائن الحي تُقسم إلى نوعين رئيسيين:
- الصفات الوراثية: هي الصفات التي تنتقل عبر الأجيال، ولها نوعان:
- الصفات الكمية: حيث يمتلك عدد كبير من الجينات تأثيرًا عليها، وتكون هذه الصفات معرضة للتغيير من البيئة المحيطة كما هو الحال في الجسم.
- الصفات النوعية: وهي الصفات التي تتأثر بعدد قليلاً من الجينات، وتمتاز بعدم قدرة البيئة على التأثير عليها مثل لون العينين.
- الصفات المكتسبة: هي الصفات التي يتعلمها الأفراد أو يكتسبونها عبر التعلم والمحاكاة، ولا تُورث عبر الجينات. مثال على ذلك هو تسريحة الشعر.