الماء في القرآن الكريم
يتناول القرآن الكريم موضوع الماء من جوانب علمية عديدة، حيث يشير إلى خصائصه ووظائفه، وطرق إنزاله وحفظه، وغيرها من الجوانب المختلفة. فيما يلي بعض الخصائص المتعلقة بالماء وكيفية حفظه كما وردت في الكتاب الكريم:
- يعتبر الماء أساس الحياة على كوكب الأرض، وقد أشار الله تعالى في كتابه إلى هذا المعنى بقوله: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ). فهو السائل الذي يدعم جميع العمليات الحيوية في الكائنات الحية، ويتواجد في عروق الإنسان، وفي أوراق الأشجار، ويتدفق في الأنهار والعيون على سطح الأرض.
- تم استخراج الماء من باطن الأرض، وهذه حقيقة أكدها الله تعالى في آياته، وقد اكتشفها العلم الحديث. إذ أظهرت الدراسات التاريخية لتكوين الأرض أن السوائل كانت تُقذف من داخلها يوماً ما، فتشكل بخار ماء نتيجة للحرارة، ثم برودة الأرض أدت إلى ظهورها بالشكل الذي نراه اليوم.
- توجد آيات أخرى تتحدث عن حفظ الماء في الصخور والحجارة، وهو ما يثبته العلماء في الوقت الحاضر.
- كما تناول القرآن الكريم دورة الماء في الأرض، مستخدماً مصطلح (ماءٍ بقدرٍ)، مما يدل على أن كميات الماء محددة بتقدير الله سبحانه وتعالى، وتوزيعها بين الناس يخضع أيضاً لنفس التقدير.
نعمة الماء
ذُكر الماء في القرآن العزيز أكثر من ثلاثة وستين مرة، ليدل على عظمة هذه النعمة ومكانتها في حياة المخلوقات. وقد قيل قديماً إن الماء هو أرخص العناصر وأعزها عندما تنقص. تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص سابقاً كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر بحثاً عن الماء عند فقدانه. حيث أن وجود الماء يترافق مع كل مقومات الحياة الأخرى مثل النبات وعيش الإنسان ورغد العيش وصفاء النفس. في المقابل، فإن نقص الماء يشكل إنذاراً بالقحط وندرة الموارد. لذا، يتوجب على العبد أن يستمر في شكر الله تعالى على هذه النعمة، ليتمتع بها طوال حياته، إذ إن دوام النعم مرتبط بشكرها.
الماء كنعمة وهلاك
جعل الله سبحانه وتعالى من الماء نعمة للناس، ومصدر فرح وراحة لهم، وفي المقابل، يمكن أن يتحول إلى سبب للهلاك والعذاب. وهذه من مظاهر قدرة الله تعالى حيث يمكن أن يتغير مصير الشيء الواحد من رغد إلى عذاب. وفيما يلي توضيح لهذا الجانب:
- يعتبر الماء نعمة في حياة الناس، حيث يدخل في طعامهم وشرابهم، ويساهم في نمو النبات وخضرة الأرض وزيادة الإنتاج الزراعي. وفي الآخرة، يشرب المؤمنون من حوض النبي صلى الله عليه وسلم شربة لا يظمأون بعدها أبداً.
- بينما قد يتحول الماء إلى مصدر للهلاك والعذاب في حال امتنعت الله سبحانه عنه، مما يؤدي إلى الجوع والعطش، وقد يظهر البلاء أيضاً بكثرة الماء كما حدث مع قوم نوح عندما أغرقهم الطوفان ولم يتمكن أي منهم من صد الماء. فالماء يمتلك قوة لا يمكن لأحد التحكم بها سوى الله عز وجل، وهناك أيضاً عذاب شديد بالماء في الآخرة حيث يُسقون ماءً حاراً يغلي وتُقطع أمعاؤهم.