مقدمة عن النبي موسى عليه السلام
النبي موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، هو أحد أنبياء الله العظام. وُلِد عليه السلام في مصر خلال فترة حرجة، حيث كان فرعون يحكم البلاد بقسوة. وقد كان السبب وراء سوء معاملته لبني إسرائيل هو رؤيته في منامه ناراً خرجت من بيت المقدس، فأحرقت القوم المصريين وتركَت بني إسرائيل. ولذلك، أصدر أوامره بقتل جميع المواليد الجدد من بني إسرائيل.
ملخص عن حياة سيدنا موسى عليه السلام
وُلد موسى عليه السلام في مصر، حيث أوحى الله إلى والدته بإلقائه في تابوت ثم رميه في اليمّ. وقد قَدَّرَ الله أن تلتقطه آسيا، زوجة فرعون، فتربيه في قصرها. وعندما أصبح شابًا، منح الله موسى الحكمة والمعرفة، وأوحى إليه بأن يكون نبيًا ورسولًا إلى بني إسرائيل ليدعوهم لعبادة الله الواحد. يُعتبر القرآن الكريم شاهدًا على العديد من المواقف التي حدثت مع موسى، حيث استغاث به أحد رجال بني إسرائيل في مواجهة عدوه، فاستجاب موسى وضرب هذا العدو وقتله. وفي اليوم التالي، رأى نفس الرجل يستغيث به مرة أخرى، وعندما أراد موسى مهاجمة المعتدي، ظن الرجل أن موسى سيقتله هو، فقال: (أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ).
عندما أدرك قوم فرعون أن موسى هو الذي قتل صاحبهم، انطلقوا في طلبه. لكن أحد رجال الصلاح نصحه بمغادرة مصر، وأخبره بما يخطط له قومه. فخرج موسى عليه السلام من مصر إلى مدينة، وتزوج ابنة الرجل الصالح مقابل العمل لديه لمدة ثماني سنوات. وبعد انتهاء هذه الفترة، عاد موسى إلى مصر داعياً فرعون وقومه للإيمان بالله. مُنح موسى معجزة العصا التي تتحول إلى ثعبان، واليد التي تخرج بيضاء للناظرين. وحضر موسى وشقيقه هارون إلى فرعون ليبلغا رسالته، لكن حاشية فرعون اتهمته بالسحر وطلبت منه مواجهة السحرة، فتجمعوا في يوم معلوم، ولكن الله نصر موسى عليهم، وسجد السحرة طاعةً وإيمانًا.
استمر موسى في دعوة فرعون وقومه، لكنهم لم يستجيبوا بل زادوا علوًا وطغيانًا. دعا موسى الله فحلَّ بهم القحط والجدب، واستمر فرعون في طغيانه. لذا، أمر الله موسى بالخروج ببني إسرائيل من مصر إلى فلسطين. وعندما علم فرعون بذلك، انطلق بجيشه في طلبهم. وعندما وصل موسى إلى البحر، ضربه بعصاه فانفلق نصفين، وعبر موسى وقومه. وعندما حاول فرعون عبور البحر، عاد كما كان، فغرق فرعون وجنوده.
موقع قبر موسى عليه السلام
وفقًا للأحاديث النبوية، عندما اقتربت وفاة موسى عليه السلام، سأل الله أن يقربه من الأرض المقدسة بمقدار رمية حجر. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فلو كنتُ هناك لأريتُكم قبرَه، عند جانب الطريق، بجوار الكثيب الأحمر.” ويحتمل أن يكون المقصود بمسافة رمية الحجر هو المسافة بين موسى عندما دعا ربه والأرض المقدسة، أو المسافة بين مكان وفاته والأرض المقدسة. وبالتالي، يُحتمل أن يكون مكان وفاة موسى داخل فلسطين أو بالقرب منها.