الأفعى والثعبان
تُعتبر الأفعى، أو ما يُعرف بالثعبان، حيواناً زاحفاً ينتسب إلى شعبة الحبليات ورُتبة الحرشفيات. تنتشر هذه الحيوانات بصورة واسعة في مناطق متعددة حول العالم، مستخدمةً مجموعة متنوعة من البيئات الطبيعية، سواءً كانت تلك البيئات حارة أو باردة.
تركيب جسم الأفعى
جسم الأفعى يتميز بشكل أسطواني وطويل، وتغطيه حراشف قرنية صلبة تُساعدها على الزحف من مكان لآخر. تفتقر الأفعى إلى الأطراف والأذنين الخارجيين، كما لا تمتلك جفوناً. وتعتمد في تنقلها على لسانها الذي يُساعدها في تحديد مواقع فرائسها والتغلب على أي مهددات. وتمتاز بعض الأنواع بحساسية بصر قوية، مما يُعزز قدرتها على الصيد.
تستطيع الأفعى تبديل جلدها مرتين إلى ثلاث مرات في السنة، بحسب السلالة، مما يتيح للصفائح القرنية الجديدة أن تنمو وتتجدد. هذه العملية تُساهم في المحافظة على صحتها وحيويتها، مما يجعلها أكثر قوة بعد عملية السلخ.
يتركب جسم الأفعى من رأس وذيل طويل، حيث يتباين طولها من نوع لآخر. بعض الأنواع، مثل أفعى الأصلة أو الأنكوندا، قد يصل طولها إلى خمسة أمتار أو أكثر، بينما أنواع أخرى لا يتجاوز طولها عشرة سنتيمترات، ورغم قصرها فإنها قد تكون سامة.
حاستا الشم والتذوق لدى الأفعى
يمتاز لسان الأفعى بطوله واحتوائه على شعبتين، ليؤدي وظيفة حاستي التذوق والشم. من خلال مدّ لسانها، تستطيع الأفعى استشعار رائحة الفريسة وتحديد موقعها، لتقهّرها بعدها بسُمّها الذي يكفي لقتل إنسان أو التسبب له في مشاكل صحية خطيرة. يُعتبر سم الأفعى شديد الخطورة، إذ يدخل إلى الدم مباشرةً ويؤثر على الجهاز الدموي، مما يتسبب في تلف الأنسجة وتعطيل الوظائف.
حاسة السمع في الأفعى
تمتلك الأفعى أذنين داخليتين تمكنّها من استشعار الأصوات وتمييزها، وتستطيع من خلال جسدها المتحرك على الأرض التعرف على الاهتزازات والذبذبات الأرضية، مما يُساعدها على معرفة الحركة من حولها وتحديد ما يُحيط بها.
التكاثر عند الأفعى
تختلف طرق تكاثر الأفاعي حسب نوع سلالتها، حيث قد تضع البيض خارجياً كما هو شائع في الزواحف، أو تحتفظ ببيضها في جسمها حتى يفقس، على نحو مماثل للثدييات. قد تضع الأفعى ما يصل إلى مئة بيضة في أماكن مخفية وآمنة، تاركةً لها الوقت الذي تحتاجه حتى تفقس بعد حوالي شهرين، دون أن تهتم برعاية صغارها. فتقوم الغريزة بدفعها للخروج من البيض والاندماج في الطبيعة.
الفرق بين الثعبان والأفعى
كلمة “ثعبان” تستخدم للإشارة إلى هذا النوع من الزواحف، لذا فإن كل ثعبان يُعتبر أفعى، ولكن ليس كل أفعى تُعتبر ثعباناً. ومن أهم الفروق:
- تُعتبر كل أفعى سامة، إلا أن ليس كل ثعبان يُعتبر ساماً، وذلك يعتمد على نوع السلالة.
- رأس الأفعى صغيرة ومدبّبة، بينما رأس الثعبان مثلث الشكل ويمكن تمييزه عن جسمه.
- تحمل الأفعى أنياباً متحركة تنثني للخلف عند إغلاق فمها، بينما أنياب الثعبان ثابتة.
- جسم الأفعى يبدو ممتلئاً ومكتنزاً مما يجعلها قصيرة، بينما جسم الثعبان رفيع وطويل.
- توجد سلالات من الأفاعي تمتلك حفرةً عميقة بين الأنف والعين، بينما الثعبان يفتقر لهذه السمة.
- سم الأفاعي يُدمّر الجهاز الدموي، بينما سم الثعبان يؤثر على الجهاز العصبي والعضلات، مما قد يؤدي في حالات عديدة إلى شلل كامل للضحية.