أثر العطور على حدوث الصداع

الصُّداع

الصُّداع (بالإنجليزية: Headache) يُعتبر من أبرز المشاكل الصحيّة التي يعاني منها الكثيرون، حيث يُصاب بها معظم الأفراد في مراحل مختلفة من حياتهم. تشير الدراسات إلى أن حوالي 70% من الأشخاص يتعرضون للصُّداع مرة واحدة على الأقل سنوياً. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من نصف البالغين حول العالم سيواجهون تجارب مع الصُّداع في وقت ما. هذه الحالة لا تميز بين الأعمار أو الأجناس أو الأعراق. وفي بعض الأحيان، قد يكون الصُّداع خفيفاً، ولكن يمكن أن يتطور في أحيان أخرى إلى آلام شديدة تؤثر على القدرة على العمل أو الدراسة أو الطبع حياة يومية. يعتبر الصُّداع في بعض الأحيان مؤشراً على الضغط النفسي والعاطفي، وقد يكون أيضاً ناتجاً عن حالات طبية مثل: الصداع النصفي، ارتفاع ضغط الدم، القلق، أو الاكتئاب. ولحسن الحظ، يمكن لكثير من الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة أن يستفيدوا من تغييرات بسيطة في نمط الحياة، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء وأحياناً تناول الأدوية المناسبة.

العطور والصُّداع

بعض الأفراد قد يشعرون بحساسية تجاه العطور، والتي يمكن تمييزها من خلال ظهور عدة أعراض بعد استخدام عطر جديد. تشمل هذه الأعراض الصُّداع، وتختلف في شدتها، حيث يمكن أن تكون خفيفة مثل العطس وسيلان الأنف، أو تتطور إلى صُداع واضح، وصعوبة في التركيز، ودوخة ومشكلات تنفسية مثل الصفير وضيق النفس. كما يمكن أن تظهر أيضاً أعراض جلدية مثل الحكة والطفح الجلدي. تزايدت هذه الحساسية في الفترة الأخيرة نتيجة الاستخدام المتزايد للعطور.

أنواع الصُّداع

يوجد العديد من الأنواع المختلفة من الصُّداع، ومن أبرزها:

  • صُداع التوتُّر: يُعدّ من الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما يحدث لدى النساء البالغات. يُوصف الألم فيه وكأنه ضغط حول الرأس، ويرتبط غالبًا بوضعيّة الجسم الخاطئة أو الضغط النفسي. عادةً ما يستمر هذا النوع لفترات قصيرة، لكن يمكن أن يمتد إلى عدة أيام في بعض الحالات.
  • الصُّداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم: يحدث نتيجة ارتفاع كبير في ضغط الدم، حيث يتجاوز الضغط الانقباضي 200 والانبساطي 110. يظهر هذا الصُّداع بألم شديد حول الرأس، ويكون أكثر وضوحاً في الصباح ويميل للتحسن طوال اليوم. يتطلب العلاج استخدام أدوية لارتفاع ضغط الدم.
  • الصُّداع النصفي: يتميز بألم نبضي شديد، وغالباً ما يكون في جانب واحد من الرأس. من أنواعه:
    • الصُّداع النصفي المزمن: يحدث 15 مرة أو أكثر في الشهر.
    • الصُّداع النصفي الفالجي: يشبه أعراض السكتة الدماغية، حيث يتضمن الغثيان، واضطرابات الرؤية، والدوخة.
  • الصُّداع المصاحب للحيض: ينجم عن تغيرات هرمونية ويظهر كألم مشابه للصداع النصفي، وغالبًا ما يحدث قبل أو بعد الدورة الشهرية. يمكن الوقاية منه بواسطة أدوية معينة، وعند حدوثه يمكن استخدام أدوية مثل الإرغوتامين لعلاجه في بداية ظهور الأعراض.

طلب الرعاية الطبية

على الرغم من أن الصُّداع غالباً ما يكون غير خطير، فإنه قد يُشير في بعض الحالات إلى حالات مرضية جدّية مثل السكتة الدماغيّة أو التهاب السحايا. لذا، يجب طلب الرعاية الطبية فوراً في الحالات التالية:

  • تعرض الشخص لصُداع يُوصف بأنه الأسوأ على الإطلاق.
  • صُداع مفاجئ أو شديد جداً.
  • صُداع مصحوب باضطرابات في الكلام، أو تغييرات في الرؤية، أو مشاكل في الحركة أو فقدان الذاكرة.
  • ارتباط الصُّداع بمشاكل بصرية، أو ألم أثناء المضغ، أو فقدان الوزن.
  • زيادة شدة الصُّداع خلال 24 ساعة.
  • ترافق الصُّداع مع حُمّى، تصلب الرقبة، غثيان، أو تقيؤ.
  • حدوث الصُّداع بعد إصابة في الرأس.
  • صُداع شديد في منطقة العين الواحدة، مع احمرار فيها.
  • ظهور الصُّداع كحالة جديدة، خصوصًا لدى الأشخاص فوق 50 سنة.
  • وجود تاريخ مرضي للسرطان، أو مشكلات في الجهاز المناعي.
  • زيارة الطبيب في حال كان الصُّداع يتكرر بشكل غير معتاد أو يزداد حدة، أو لا يستجيب للمسكنات المتاحة.

علاج الصُّداع

من المهم أن نُشير إلى أن بعض أنواع الصُّداع قد تتطلب استشارة طبية، لكن يندر ما يمكن علاج العديد منها من خلال اتباع بعض الإجراءات البسيطة، والتي تشمل:

  • تقليل التوتر والضغط النفسي.
  • تدليك عضلات الرقبة الخلفية.
  • استخدام الكمادات الدافئة على منطقة الرقبة.
  • الاستعمال الصحيح لمسكّنات الألم المتاحة دون وصفة طبية.
  • الراحة والنوم الجيد، حيث يُساعد ذلك في تخفيف الألم لدى أولئك الذين يعانون من الصُّداع النصفي، ويجب اتباع خطة علاجية تتضمن أدوية تخفيف الصداع والغثيان.
Scroll to Top