الفروق بين الثبات الانفعالي والاتزان الانفعالي
يُعتبر مصطلحا الثبات الانفعالي والاتزان الانفعالي من المفاهيم الأساسية في علم النفس. إن الاتزان يشير إلى قدرة الفرد على توزيع طاقته العاطفية بشكل متوازن، بينما الانفعال هو أحد العناصر الجوهرية في تكوين شخصية الإنسان. في ما يلي توضيح الفرق بين هذين المصطلحين الهامين:
الثبات الانفعالي
يشير الثبات الانفعالي إلى الاستقرار العاطفي والقدرة على الابتعاد عن المشاعر السلبية مثل التوتر والعصبية. يتميز الشخص الثابت انفعاليًا بأنه لا يعاني من الضغوط العاطفية، حيث يستطيع معالجة المشكلات بهدوء وثبات. يمكن تقييم الثبات الانفعالي من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الاختبارات النفسية، مثل قياس مستويات القلق والغضب والاكتئاب، بالإضافة إلى درجة وعي الفرد بذاته.
يمكن ملاحظة الثبات الانفعالي لدى الأفراد من خلال أدائهم في بيئة العمل. على سبيل المثال، يمكن أن يبقى شخص هادئًا عندما يواجه توبيخًا من مديره بسبب عدم إنجاز مهمة في الوقت المحدد. في هذه الحالة، يحتفظ الشخص بتوازنه العاطفي ولا يرد بتصرفات غير مهنية. كما يظهر التوازن في تعامله مع المدير خارج العمل بطريقة محترمة، ويتميز الشخص الثابت انفعاليًا أيضاً بالدقة في مواعيده.
الاتزان الانفعالي
يشير الاتزان الانفعالي إلى قدرة الفرد على السيطرة على انفعالاته دون أن تتصاعد مشاعر التوتر بشكل مفرط. يستطيع الفرد الحفاظ على توازنه العاطفي دون الاستجابة المبالغ فيها للأحداث الخارجية، مما يمكنه من التكيف الذاتي بشكل تلقائي. يشمل الاتزان الانفعالي مجموعة متنوعة من المشاعر، مثل الفرح، الحزن، الغضب، القلق والغيرة، ولا يرتبط بنمط معين من الشخصية.
يُشكل الاتزان الانفعالي عكس الاضطراب الانفعالي، حيث تكون ردود الأفعال مناسبة لمثيراتها دون إفراط أو انفعال. على سبيل المثال، عند رؤية شخص وحيد لأسد أثناء السير، سيكون من الطبيعي ظهور مشاعر الخوف. لكن إذا قام الشخص بالصراخ والهلع لرؤية قطة، فإن هذا قد يشير إلى عدم الاتزان الانفعالي. يُعتبر الاتزان من علامات القوة النفسية.
الشخص المتزن انفعاليًا هو من يستطيع إدارة انفعالاته بشكل فعّال، حيث لا تتسلط عليه مشاعره. يدل هذا على تمتعه بحالة نفسية سليمة، حيث يتجنب إصدار أحكام على المواقف قبل التأكد من دقتها. كما يُعتبر الاتزان الانفعالي سمة أساسية للمربين الناجحين، سواء كانوا من الأمهات والآباء، أو المعلمين والإداريين. يجب أن يكون المربون واعين لحالاتهم الانفعالية والسلوكية وأن يكونوا مستقرين نفسيًا، حتى لا يتخذوا ردود أفعال غير ملائمة قد يندمون عليها في المستقبل.