المرأة المثالية: صفاتها وأهميتها في المجتمع

المرأة الصالحة

لقد أباح الله تعالى الزواج ليكون مصدرًا للسكينة والطمأنينة، وقد أنعم الله على عباده المؤمنين بنعمة الزوجة الصالحة. فالزوجة الصالحة تعدّ جائزةٌ يكرم الله بها عباده المؤمنين، حيث تكون له سندًا وأمانًا في الحياة الدنيا والآخرة.

تتصف المرأة الصالحة بمجموعة من الصفات الحميدة، فصلاحها يتجلى في ابتعادها عن ما حرمه الله والعمل بما أمر به. أولى هذه الصفات حسن إيمانها، فإذا صلحت قناعاتها اتسمت بأخلاق حسنة. المرأة الصالحة هي التي تستقيم على دينها وتراعي الأخلاق الحميدة، فقبل أن يسيطر قلبها ومشاعرها، توجهها أخلاقها الرفيعة لتقوم بكل ما هو جميل، فتعمل على حماية أسرتها وأطفالها وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى.

كذلك، فإن المرأة الصالحة ترتدي ثوب العفة، مما يضيء وجهها ويسر قلبها، ويكسبها احترام الآخرين. إنها تطيع الله في السر والعلانية، وتسعى لنشر الخير، حيث يسند صدقها قولها وتتجنب الكذب، ويكون عملها متزينًا بالأمانة والإخلاص سواء في منزلها أو في عملها الرسمي، كما تفانيها في تربية أبنائها وحفاظها على أسرتها وممتلكاتها.

وإليك بعض الصفات التي تتمتع بها المرأة الصالحة:

  • تحترم زوجها ولا ترفع صوتها عليه.
  • تتمسك بالصدق ولا تلجأ إلى الكذب.
  • تبتعد عن الانفعال والغضب غير المبرر.
  • تتمتع بحكمة في كلامها وأفعالها.
  • تلتزم بعباداتها وطاعة الله.
  • لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، ولا تصوم إلا بموافقته.
  • تتحلى بالحياء والتواضع.
  • تربي أولادها على طاعة الله.
  • تحافظ على أسرار حياتها الزوجية.
  • تطيع زوجها بما يرضي الله.
  • تتحمل الصبر في الشدائد وتشكر الله في السراء والضراء.

المرأة الصالحة تمتاز بالعديد من النعم، وإذا اتسمت بالصلاح فإن الله يكرمها بالزوج الصالح والذرية الطيبة، فتثقل ميزانها بالحسنات يوم القيامة وتحظى بمكانة رفيعة في قلوب عائلتها والمجتمع. كما يزرع الله فيها الهيبة والعزة، ويرزقها الحكمة، ويثبت قلبها على دينه، ويمنحها الأجر العظيم لصونها عائلتها وأداء واجباتها اتجاههم.

كيفية اختيار الزوجة الصالحة

تتمتع المرأة الصالحة بمجموعة من الصفات التي تجعل منها زوجةً نموذجية، ومنها الالتزام بتقوى الله في كل الظروف، سواء في السر أو في العلن، وفي السراء والضراء. يجب عليها حفظ لسانها، وابتعادها عن قول الزور والكذب والغيبة، وأي أمر يخالف شرع الله. كما ينبغي لها كف الجوارح عن كل ما حرمه الله، من الأفعال المحرمة، أو الذهاب إليها، أو النظر إليها، وأن تحافظ على قلبها من الحسد والكراهية والكبر والرياء.

بما أن الزواج نعمة، يجب على الطرفين الالتزام بالأحكام الشرعية خاصة في حفلات الزفاف. بعد الزواج، ينبغي للمرأة طاعة زوجها في كل ما يأمرها به، شريطة ألا يأمرها بمعصية الله. قال الله تعالى: “فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ”، النساء/34.

ووفق تفسير ابن عباس والعلماء، يعني “قانتات” بأنهن مطيعات لزوجاتهن، و”حافظات للغيب” تعني حفظ الأمانة في الغياب. ولذا، يجب على المرأة الحفظ على أوامر زوجها وطاعته أثناء وجوده. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها”، وهذا يؤكد مكانة الزوجة الصالحة.

اختيار الزوج الصالح

يعتبر النظام الاجتماعي في الإسلام نظامًا عائليًا متينًا، وقد حرص الإسلام على بناء الأسرة على أسس قوية. وقد دعا كل من الزوجين لاختيار شريك حياتهما بناءً على مواصفات معينة. فقد جاء في الحديث الشريف: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه”، رواه الترمذي.

حسب تفسير الحديث: إذا طلب أحد الزواج من ابنائكم وجب تزويجه إذا كان يتمتع بالدين والأخلاق الحسنة. فالشرع يوصي باختيار الشريك بناءً على الدين والخلق وليس على المال أو المظاهر. ومن اللازم أن يكون الزوج عفيفًا ولديه مبادئ قوية. فقد دلل الفقهاء على أنه لا يجوز الزواج من الفاسق أو ذوي الأخلاق السيئة، حيث تُعتبر الدين هو الأساس المتين في اختيار الشريك.

في ضوء ذلك، فإن الاختيار يجب أن يتم بناءً على الدين والأخلاق دون أي اعتبارات أخرى، مما يُصبح الخيار الأنسب لتحقيق الاستقرار في الحياة الزوجية.

Scroll to Top