الفرق بين الإسراء والمعراج
خصّ الله -تعالى- نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- ببعض الخصائص التي تميّزه عن سائر الأنبياء، ومن بين تلك المميزات تأتي حادثة الإسراء والمعراج. ويشير هذان المصطلحان إلى:
- الإسراء: هنا نوضح مفهوم الإسراء من الناحيتين اللغوية والشرعية:
- الإسراء في اللغة: هو مصدر الفعل أسرى، ويدل على السير ليلاً.
- الإسراء شرعاً: هو انتقال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، ثم العودة إلى مكة خلال ليلة واحدة.
- المعراج: نوضح معنى المعراج من الجانبين اللغوي والشرعي كما يلي:
- المعراج في اللغة: اسم مفرد، وجمعه معارج ومعاريج، ويعني المصعد أو السلم.
- المعراج شرعاً: هو صعود النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الأقصى إلى السماوات العليا وما فوقها، ثم العودة إلى المسجد الأقصى خلال ليلة واحدة.
حادثة الإسراء والمعراج
الإسراء
تعرّض النبي -صلّى الله عليه وسلّم- للأذى من قريش بعد وفاة زوجته خديجة وعمّه أبي طالب، ومنعته قريش من دخول مكة عند عودته من الطائف. في تلك الأثناء، جاءه جبريل يُبلغّه سلام الله ويخبره بأنه مُستضيف في سمائه لتثبيته. ورافقه جبريل مع البراق، وهي دابة تشبه الحصان، وتمتاز بسرعتها. ثم انطلق بالإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعند وصوله، وجد الأنبياء مصطفين لأداء الصلاة، حيث قام جبريل بتقديمه للإمامة، فأدى النبي -عليه الصلاة والسلام- الصلاة بهم جميعًا.
المعراج إلى السماوات السبع
بعد الإسراء، عُرج بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماء، حيث التقى بنبيّ في كل سماء. في السماء الأولى، وجد آدم -عليه السلام-، ثم انتقل إلى السماء الثانية حيث التقى عيسى بن مريم ويحيى -عليهما السلام-، وقد قاما بسلامه وأقرّا بنبوته. في السماء الثالثة، التقى يوسف -عليه السلام-، وفي الرابعة وجد إدريس -عليه السلام-، وفي الخامسة هارون بن عمران، وفي السادسة موسى -عليه السلام-، وفي السماء السابعة التقى بإبراهيم -عليه السلام-.
معراج النبي إلى ما بعد السماء السابعة
صعد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى سدرة المنتهى بعد الوصول إلى السماء السابعة، وهي شجرة ثمارها تشبه جرار الفخار وأوراقها تشابه آذان الفيلة. ثم تقدم النبي دون جبريل، فأوحى الله إليه بقول: “التحيات لله والصلوات الطيبات”، فردّ الله عليه: “السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته”. فردّ النبي بقوله: “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”. وفي هذه اللحظة شهدت ملائكة السماء والأرض: “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”. ثم فُرضت الصلاة، حيث كانت خمسين صلاة، لكن خُفّضت لتصبح خمس صلوات فقط. خلال المعراج، شاهد الرسول الجنة والنار ورأى الأعمال الخيرية والأعمال السيئة مثل أكل أموال اليتامى، وأكل الربا، والغِيبة.
الحكمة من الإسراء والمعراج
تدل حادثة الإسراء والمعراج على مجموعة من الفوائد والدروس، منها:
- تعظيم الله -تعالى- وتقديسه: كما قال -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)، فالإسراء والمعراج تجسيد لقدرة الله المطلقة.
- دلالة على رحمة الله: حيث تمثل حادثة الإسراء والمعراج تسلية للنبي -صلّى الله عليه وسلّم-، مما يدل على أن الله لا يترك عباده المؤمنين.
- بيان شدة ابتلاء الأنبياء: حيث يتعرضون للتكذيب والمعاناة، مما يشدد على ضرورة ثبات المؤمنين في وجه التحديات.