تاريخ دولة باكستان عبر العصور

باكستان عبر عصور التاريخ

تُعتبر منطقة وادي نهر السند، التي تقع حالياً ضمن حدود باكستان، واحدة من أقدم البقاع التي شهدت نشوء حضارة الإنسان قبل حوالي 5000 عام، والمعروفة باسم “حضارة وادي السند”. قامت هذه الحضارة بتأسيس قاعدة ثقافية واجتماعية مميزة في المنطقة. ومع حلول الألفية الثانية قبل الميلاد، تعرضت حضارة وادي السند للانهيار، ليحل محلها شعب يُعرف بـ “الآريين”، الذين استقروا في المنطقة وأخذوا ما تبقى من ثقافة الحضارة السابقة. على مر العصور، واجهت المنطقة العديد من الغزوات التي نفذها الفرس والإغريق.

باكستان في الحقبة ما بعد الميلاد

في الفترة ما بين 50 و250 ميلادي، كانت باكستان تحت سيطرة إمبراطورية كوشان، ليتحول الحكم في منتصف القرن الرابع الميلادي إلى إمبراطورية جبتا. ومع ذلك، تمكنت جماعة الهون من الاستيلاء على إمبراطورية جبتا وتوسيع نفوذهم. في بداية القرن الثامن الميلادي، استطاع العرب المسلمون دخول إقليم السند ونشر الإسلام في ربوعه، وقد تمكن الأتراك المسلمون في عام 1000 ميلادي من فتح شمال باكستان، مما أدى إلى انتشار الدين الإسلامي في المنطقة. في عام 1206، أصبحت باكستان جزءاً من سلطنة دلهي الإسلامية، والتي استمرت حتى عام 1526 عندما سقطت بيد حاكم أفغانستان، بابار، لتتأسس بعد ذلك الإمبراطورية المغولية التي انهارت في ما بعد بفعل الاحتلال البريطاني.

باكستان في العصر الحديث

تُعتبر باكستان، وعاصمتها إسلام أباد، جمهورية ذات نظام برلماني اتحادي، إذ استقلت في 17 أغسطس 1947 عن الحكم البريطاني في الهند. تتمتع البلاد بتنوع ديموغرافي ملحوظ، تمثل فيه العناصر الثقافية المتعددة نتيجة لموقعها الجغرافي الذي كان بمثابة نقطة التقاء للفتوحات العسكرية. يُشكل البنجابون ما يقرب من نصف سكان البلاد، تليهم أقليات من البشتون والسنديين، بينما يمثل البلوش أقلية أخرى إلى جانب مجموعات عرقية متنوعة.

كما يتميز الشعب الباكستاني بتنويع لغوي كبير، حيث يتحدث المواطنون عدة لغات مثل الأوردو والبنجابية والباشتو، بالإضافة إلى لغات أخرى. تُعتبر الديانة الإسلامية الديانة السائدة في البلاد، مع وجود مجتمعات مسيحية وهندوسية. وعند النظر إلى الوضع الاقتصادي الحالي لباكستان، يتضح أنها تتمتع بأساس اقتصادي قوي مع معدل نمو ثابت، يعتمد على عدة مجالات، يتصدرها القطاع الزراعي، إلى جانب الصناعة والتجارة والخدمات.

Scroll to Top