جابر بن حيان هو واحد من أعظم العلماء في تاريخ الكيمياء. فالعلم الكيميائي يمثل واحدًا من العلوم الطبيعية الأساسية لحياتنا، حيث يركز على دراسة خصائص المادة في مختلف حالاتها. كان هناك العديد من العلماء المسلمين الذين ساهموا بفاعلية في هذا المجال.
جابر بن حيان
- اسمه الكامل هو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدري.
- يعود أصله إلى التراث العربي، وهو عالم مسلم في مجال الكيمياء من فترة العصور الوسطى.
- يُعتبر جابر ابن حيان مؤسس علم الكيمياء، حيث كان أول من طبق المنهج العلمي على هذا العلم.
- نُسب إليه لقب “أب الكيمياء” تقديرًا لإنجازاته الكبيرة في هذا المجال.
- له إنجازات بارزة في مجالات متعددة تتجاوز علم الكيمياء.
ميلاد وأصل جابر بن حيان
- تباينت الروايات حول تاريخ ولادته، أشهرها قول بأنه وُلد عام 101 هجريًا (721 ميلاديًا)، بينما تُشير روايات أخرى أنه وُلِد عام 117 هجريًا (737 ميلاديًا).
- يُنسب أصله إلى اليمن، وقد وُلِد في مدينة الكوفة بالقرب من نهر الفرات، بينما يُعتقد أيضًا أنه من حران في بلاد ما بين النهرين.
- هناك آراء تشير إلى أصله اليوناني أو الأسباني بسبب تشابه أسماءه مع علماء فلك في الأندلس.
- تقول إحدى الروايات أن جابر وُلد في مدينة طوس في خراسان.
- هاجر والده حيان بن عبد الله إلى الكوفة في أواخر العصور الأموية، وعُرف بعمله في الصيدلة.
- دعمت عائلته دعوة العباسيين، ما أدى إلى انتقالهم إلى خراسان، حيث وُلِد جابر.
نشأة جابر بن حيان وتعليمه
- أخذ جابر ابن حيان تعليمه في العلوم الشرعية واللغوية في صغره على يد الإمام جعفر الصادق.
- درس الكيمياء والرياضيات وعلم المعادن تحت إشراف حربي الحميري، وهو عالم يمني مشهور.
- دفعت كتبه ومؤلفاته من خالد بن يزيد بن معاوية جابر إلى التفوق في مجال الكيمياء.
- سهم عمل والده في الصيدلة في ارتباط جابر بعلم الكيمياء.
تطور علم الكيمياء قبل وبعد جابر بن حيان
- قبل جابر، كانت الكيمياء تُعتبر خرافة تعتمد على أساطير، حيث كان العلماء يسعون لتحويل المعادن الرخيصة إلى نفيسة.
- قبل ظهور الحضارة الإسلامية، كان يُعتقد أن معظم المعادن تمتلك أصلاً واحدًا ، وأن اختلافها ناتج عن الظروف المحيطة بها.
- تأثر جابر بن حيان بالنظرية اليونانية القائلة بالعناصر الأربعة: النار، الهواء، الماء، والتربة.
- ساهم جابر كأحد العلماء المسلمين في اكتشاف أساليب وفهم عميق في العلوم الكيميائية.
- أدت اكتشافاته إلى تطوير آلات وتجارب علمية أسهمت في استكشاف الفضاء في العصر الحديث.
إنجازات جابر بن حيان في الكيمياء
- أول من اكتشف القلويات المعروفة باسم Alkali.
- قام باكتشاف الصودا الكاوية.
- تناول في كتاباته موضوع أكاسيد الفلزات وأملاحها.
- يُعتبر أول من حضر ماء الذهب والفضة.
- عمل على تحسين تقنيات التبخير والانصهار والتقطير والبلورة.
- كتب عن الأحماض مثل الهيدروكلوريك والنيتريك والكبريتيك، الذي أطلق عليه زيت الزاج.
- أعد مواد كيميائية متنوعة مثل كبريتيد الزئبق وأكسيد الأرسين.
- طور الطريقة لفصل الذهب عن الفضة باستخدام الأحماض، بسيط بعملية تُعرف بـ الحل، وما زالت مستخدمة حتى اليوم.
- أجرى تجارب عملية ومبتكرة في مجال الكيمياء.
- ابتكر النشادر والبوتاس.
- أعطى أهمية للبحث التجريبي وأوصى بالتجربة والصبر في عملية البحث.
- أضاف عنصرين إلى العناصر الأربعة: الكبريت والزئبق.
- حقق إنجازات متعددة في مجالات تكرير المعادن ودباغة الجلود وطلاء القماش والماء، بالإضافة إلى صبغ الأقمشة.
- صنع الزجاج من ثاني أكسيد المنغنيز.
- استخدم الموازين الحساسة لقياس الأوزان الدقيقة في تجاربه.
- شرع في كيفية تحضير الزرنيخ والأنتيمون وتنقية المعادن من الشوائب بعناية.
- اخترع جهازًا لاستخراج الوزن النوعي من المعادن والسوائل والأحجار القابلة للذوبان.
- أسس عددًا من المصطلحات العلمية التي تُستخدم حتى اليوم مثل: الإكسير، الجبس، الألوم، الكحول، والعنبر.
جابر بن حيان ومساهمته في تطوير التكنولوجيا الذرية
- يعتبر البعض أن جابر بن حيان قد مهد الطريق لتطوير القنبلة الذرية.
- أشار إلى قوة الربط الأساسية في الذرة، التي تُعتبر أساس تفجير الطاقة الذرية.
- قام بطرح فكرة وجود طاقة هائلة في قلب الذرة يمكن أن تدمّر أماكن كبيرة.
- عكس ادعاءات علماء اليونان بشأن عدم قابلية الذرة للتجزئة، حيث أكد على إمكانيتها وإخراج الطاقة الكامنة منها.
للمزيد من المعلومات، الرجاء الاطلاع على:
مؤلفات جابر بن حيان
كتب جابر بن حيان العديد من المؤلفات التي تُعتبر من أفضل المراجع في الكيمياء، وقد تُرجمت أعماله إلى اللاتينية في أوائل القرن الثاني عشر ومن ثم إلى الإنجليزية. من أبرز كتبه:
- كتاب “الموازين” الذي يحتوي على 144 رسالة تشرح المبادئ الفلسفية الأساسية في علم الكيمياء.
- الوصية الجابرية.
- كتاب “السموم ودفع مضارها”، الذي يتألف من خمسة فصول حول مختلف السموم.
- كتاب “الشمس في الذهب”.
- كتاب “الخمسمائة” الذي يشتمل على خمسمائة رسالة تعالج مسائل مذكورة في “الموازين”.
- كتاب “خواص إكسير الذهب”.
- الكتاب الذي يحتوي على 112 رسالة بعنوان “المائة واثني عشرة”.
- كتاب “نهاية الإتقان”.
- كتاب “السبعين” الذي يضم سبعين رسالة تتحدث عن جهود ابن حيان في الكيمياء.
- كتاب “المستحلب الكبريتي”.
- كتاب “استقصاءات المعلم”.
- كتاب “الميزان”.
- كتاب “الزئبق”.
- كتاب “الوصية”.
- كتاب “الخالص”.
- كتاب “الخواص”.
- كتاب “الخواص الكبير”.
- كتاب “حل الرموز ومفاتيح الكنوز”.
- كتاب “الأحجار” الذي يُقسم إلى أربعة أجزاء.
- كتاب “المجردات”.
- رسالة في الكيمياء.
- كتاب “الأسرار”.
- كتاب “المماثلة والمقابلة”.
- كتاب “صندوق الحكمة”.
كتاب الكيمياء الجابرية
يُعتبر هذا الكتاب من أبرز مؤلفات ابن حيان، حيث يحتوي على اكتشافات هامة له، ومنها:
- كلوريد الزئبق المعروف بسم السليماني.
- الماء القلوي أو المالكي.
- الراسب الأحمر الذي يمكن الحصول عليه بخلط الزئبق مع الزاج والحجر الصخري على النار.
- حجر جهنم الشفاف القابل للانصهار.
آراء العلماء حول جابر بن حيان
أدرك العديد من العلماء أهمية جابر بن حيان كأحد الرواد في مجال الكيمياء، وهناك العديد من الآراء حوله:
- مارسيلان بيرتيلو، عالم فرنسي، قال: “جابر بن حيان في الكيمياء يُمثل ما كان لأرسطو في المنطق، وكتبه في القرن الرابع عشر كانت مصادر مهمة لدراسة الكيمياء”.
- المفكر فرانسيس باكون، الفيلسوف الإنجليزي، أشار إلى أن “جابر بن حيان هو المعلم الأول لعالم الكيمياء في جميع أنحاء العالم”.
- ماكس مايرهوف، المستشرق الألماني، قال: “تطور الكيمياء في أوروبا كان بفضل جابر بن حيان”.
- المؤرخ جورج سارطون ذكر: “لم يتم التعرف على قيمة جابر بن حيان إلا بعد نشر مؤلفاته”.
- ابن خلدون أشار في مقدمته إلى إسهامات جابر بن حيان في مجال المدونات العلمية.
- أبو بكر الرازي وصف جابر بن حيان بأنه واحد من أعظم المتخصصين العرب في الكيمياء، دائمًا ما كان يثني عليه.
- ابن النديم ذكره في كتبه في الفهرست.
- قال عنه أنور الرفاعي في “تاريخ العلوم في الإسلام”: “كان يُعرف بإيمانه وورعه واهتمامه بالتقوى”.
وفاة جابر بن حيان
- توفي جابر بن حيان عن عمر يناهز 95 عامًا.
- وافتته المنية في مدينة الكوفة العراقية بعد هرب العباسيين إليها خلال أزمة البرامكة.
- توفي جابر عام 197 هجريًا (813 ميلاديًا)، وهناك روايات تقول إنه توفي عام 195 هجريًا (810 ميلاديًا).
- شارك ابن الخليفة هارون الرشيد المأمون وعدد من العلماء وتلامذته في جنازته.