أسباب هجرة الطيور
تتعدد الأسباب التي تدفع الطيور إلى الهجرة، حيث تسعى إلى التوجه إلى مناطق ذات مناخ أكثر اعتدالاً، حيث تتوفر ساعات ضوء الشمس لفترات أطول، أو للتوجه نحو الأماكن التي تحتوي على المياه بكميات وافرة مع تقليل المنافسة على مواقع بناء الأعشاش.
تحتاج معظم الطيور إلى مصادر غذائية وفيرة ومتكررة بسبب سرعة الأيض لديها، وعدم توفر الغذاء بشكل مستمر في معظم المناطق طوال العام، مما يجعل من الضروري أن تهاجر من مكان إلى آخر لتلبية احتياجاتها وضمان استمرارية حياتها وحياة صغارها.
على سبيل المثال، تهاجر الطيور في أمريكا الشمالية التي لا تستطيع تحمل قسوة الشتاء إلى مناطق ذات مناخ أكثر اعتدالاً، مثل المناطق الجنوبية الأكثر دفئًا في الولايات المتحدة وكاريبي والمكسيك وأمريكا الوسطى والجنوبية، حيث يتوفر الغذاء بكثرة. وعند قدوم الربيع، تعود هذه الطيور شمالًا إلى حيث تكون الموارد الغذائية أكثر وفرة وهناك تنافس أقل.
التحديات التي تواجه هجرة الطيور
تواجه الطيور المهاجرة العديد من التهديدات والمخاطر، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 60% من بعض الأنواع تفشل في إتمام رحلتها الهجرية ذهابًا وإيابًا. ومن بين هذه التهديدات:
- نقص الغذاء، مما يؤدي إلى التجويع أو فقدان الطاقة اللازمة للسفر.
- تصادم الطيور مع النوافذ والمباني وخطوط الطاقة ومزارع الرياح على طرق الهجرة.
- تدمير الموائل نتيجة للتطوير المستمر أو الزراعة أو التلوث.
- الافتراس من قبل الحيوانات المفترسة، بما في ذلك القطط الضالة والكلاب.
- سوء الأحوال الجوية والعواصف التي قد تسبب إصابات أو تخلط في المسار.
- التلوث الخفيف في المدن الذي يعيق الطيور في التنقل باستخدام النجوم.
- الصيد، سواء كان قانونيًا أو غير قانوني.
تعريف هجرة الطيور
تعرف هجرة الطيور بأنها ظاهرة تتكرر سنويًا بين العديد من أنواع الطيور، حيث تقوم ملايين الطيور برحلات طويلة، وعادة ما تبدأ هذه الرحلات في ساعات الليل عندما تكون الرياح هادئة، ويكون القمر مضاءً ليدلّها في طريق هجرتها.
تتبع الطيور مسارات محددة خلال هجرتها، وتشارك أنواع متباينة من الطيور في هذه الهجرات؛ على سبيل المثال، تهاجر طيور الخرشنة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي ذهابًا وإيابًا، حيث تقطع مسافات تصل إلى أكثر من 96.56 كيلومترًا. كما تهاجر بعض الأنواع من الشرق إلى الغرب، بينما تتجه أنواع أخرى إلى أعالي أو منخفضات الجبال.
أنواع هجرة الطيور
توزع هجرة الطيور على أنواع متعددة بناءً على عوامل مختلفة، وفيما يلي توضيح لهذه الأنواع:
حسب المسافة المقطوعة
تختلف المسافات التي تقطعها الطيور أثناء هجرتها، مما يؤدي إلى تصنيفها بحسب المسافة كما يلي:
الهجرة قصيرة المدى
تقتصر هذه الهجرة على انتقال الطيور لمسافات قصيرة، عادة بين مرتفعات وسفوح الجبال.
الهجرة متوسطة المدى
خلال هذه الهجرة، تقطع الطيور مسافات متوسطة تصل إلى بضع مئات من الكيلومترات.
الهجرة طويلة المدى
تنتقل الطيور خلال هذا النوع من الهجرة لقطع مسافات طويلة، مثل هجرة الطيور من مناطق التكاثر في الولايات المتحدة إلى مناطق الشتاء في أمريكا الوسطى والجنوبية.
حسب اتجاه الهجرة
تتبع الطيور مسارات واتجاهات مختلفة في هجرتها، ومنها:
الهجرة بين خطوط العرض
تهاجر الطيور في هذا النوع شمالًا وجنوبًا. تعيش العديد من الطيور في المناطق الشمالية المعتدلة والقطبية خلال الصيف، ولكنها تهاجر جنوبًا عند قدوم الشتاء بحثاً عن مأوى.
الهجرة الرأسية
تتنقل الطيور صعودًا من الجبال العالية في الصيف إلى الوديان المنخفضة في الشتاء.
الهجرة بين خطوط الطول
تحدث هذه الهجرة من الشرق إلى الغرب أو العكس. على سبيل المثال، تهاجر طيور الزقزوق من باتاغونيا إلى جزيرة فوكلاند للتكاثر خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.
حسب عدد الطيور المشاركة في الهجرة
يمكن أن تهاجر جميع الطيور من نوع معين معًا أو لا تهاجر دفعة واحدة، كما يلي:
الهجرة الجزئية
يهاجر جزء من الطيور من نوع معين بينما يظل جزء آخر، كما يحدث في كندا حيث تهاجر مجموعة من الطيور باتجاه الجنوب بينما يبقى البقية.
الهجرة الكلية
تحدث عندما تهاجر جميع أفراد النوع الواحد معًا.
الهجرة غير النظامية
تتضمن هجرة بعض الطيور من نفس النوع لمسافات قصيرة بينما يهاجر البعض الآخر لمسافات طويلة، مثل طائر مالك الحزين.
حسب زمن تكرار الهجرة
تنقسم هجرات الطيور بناءً على حدوثها كما يلي:
الهجرات اليومية
تحدث هذه الهجرات بشكل يومي، حيث تهاجر الطيور من أعشاشها نتيجة عوامل بيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة.
الهجرات الليلية والنهارية
تقوم بعض الطيور الكبيرة، مثل الغربان والصقور، بالهجرة خلال النهار بحثًا عن الطعام.
حسب وقت حدوث الهجرة
تحدث هجرة الطيور في أوقات متفاوتة، وتشمل:
الهجرة وفقًا للفصول
تحدث هجرة الطيور على مدار السنة، في فصل الصيف وفصل الخريف والربيع.
الهجرة بناءً على توافر الطعام والموارد
تتأثر هجرة الطيور أيضاً بتوفر موارد مثل الطعام والمأوى.
كيفية تحديد وقت الهجرة
تساعد التغيرات في الظروف البيئية الطيور على معرفة وقت الهجرة، مثل طول اليوم ودرجات الحرارة، بالإضافة إلى التغيرات المناخية والطقس.
طرق تحديد طريق الهجرة
تعتمد الطيور على طريقتين رئيسيتين يعرفن من خلالهما طريق هجرتها:
الأعضاء المساعدة في التعرف على الاتجاه
تتواجد بعض الأعضاء في جسم الطائر التي تعزز قدرته على تحديد مسار الهجرة، وهي:
- العين
تتفاعل عيون الطيور مع جزء معين من دماغها يساعدها على تحديد اتجاه الشمال.
- الأذن
تساعد مستويات الحديد في الأذن الداخلية على توجيه الطيور نحو الشمال.
- العصب ثلاثي التوائم
يملك هذا العصب القدرة على تقييم الطاقة المغناطيسية للأرض، التي تزداد توهجًا كلما اقتربت من الأقطاب.
- الأنف
تستعمل الطيور فتحة الأنف اليمنى، التي تتيح لها اكتساب قدرة أكبر على استشعار الروائح مقارنة بفتحة الأنف اليسرى.
تذكر المعالم المحيطة
يمكن للطائرات أن تتعرف على المعالم المحيطة أثناء هجرتها، مثل الجبال والأنهار، وترتبط هذه المعالم بها للرحلات المستقبلية.
لماذا تطير أسراب الطيور على شكل حرف V؟
تطير الطيور عادة في تشكيل يشبه حرف (V)، حيث تتمركز الطيور خلف القائد وفي جانبه، وقد أثبت العلماء أن هذا التشكيل يساعد الطيور على تقليل استهلاك الطاقة أثناء الطيران.
أيضًا، هناك نظرية أخرى تشير إلى أن الطيور تتبع قائدها خلال رحلتها.